ابتسامه مدهشه - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ابتسامه مدهشه



لما ثقل و اشتد حال رسول الله (صلى الله عليه و آله) و حضره الموت، أخذ على (عليه السلام) رأسه الشريف فوضعه فى حجره (عليه السلام) فأغمى عليه فكانت فاطمه (عليهاالسلام) تنظر فى وجهه و تندبه و تبكى و تقول:





  • و أبيض يستسقى الغمام بوجهه
    ثمال اليتامى عصمه للارامل



  • ثمال اليتامى عصمه للارامل
    ثمال اليتامى عصمه للارامل






ففتح رسول الله (صلى الله عليه و آله) عينيه و قال بصوت ضعيف: «بنيه قولى: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين)»


[ سوره آل عمران: 144.

.


و عن عائشه: انه (صلى الله عليه و آله) أسر اليها (عليهاالسلام) حديثا فبكت،فقلت لها: أستخصك رسول الله (صلى الله عليه و آله) حديثه ثم تبكين؟


ثم انه أسر اليها حديثا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن! فسألتها عما قال:


فقالت: «ما كنت لأفشى سر رسول الله (صلى الله عليه و آله)».


حتى اذا قبض النبى (صلى الله عليه و آله) سألتها فقالت: «انه أسر الى فقال: ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعارضنى بالقرآن فى كل عام مره، انه عارضنى به هذا العام مرتين، و لا أراه الا قد حضر أجلى، و انك أول أهل بيتى لحوقا بى، و نعم السلف أنا لك».


فقالت: «أما حين بكيت فانه أخبرنى ميت، فبكيت، ثم أخبرنى انى أول أهله لحوقا به فضحكت»


[ البحار 22/ 470، الكامل فى التاريخ 2/ 219. ارشاد المفيد 88، طبقات ابن سعد 2/ القسم الثانى/ 39- 40، صحيح مسلم 4/ 1095، مسند أحمد 6/ 282.]


و عن أنس قال: جاءت فاطمه معها الحسن و الحسين (عليهماالسلام) الى النبى (صلى الله عليه و آله) فى المرض الذى قبض فيه فانكبت عليه فاطمه و ألصقت صدرها بصدره و جعلت تبكى فقال لها النبى (صلى الله عليه و آله): «يا فاطمه لا تبكى و لا تلطمى، و لا تخمشى على خدا، و لا تجزى على شعرا، و لا تدعى بالويل و الثبور، و تعزى بعزاء الله»، ثم بكى و قال: «اللهم أنت خليفتى فى أهل بيتى، اللهم هؤلاء و ديعتى عندك و عند المؤمنين».


و بلفظ آخر:


روى البخارى، و مسلم، فى صحيحيهما، عن عائشه قالت: أقبلت فاطمه تمشى كأن مشيتها مشى النبى (صلى الله عليه و آله) فقال النبى (صلى الله عليه و آله): «مرحبا بابنتى» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر اليها حديثا فبكت، فقلت لها لم تبكين؟ ثم أسر اليها حديثا فضحكت، فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال؟ فقالت: «ما كنت لأفشى سر رسول الله» حتى قبض النبى (صلى الله عليه و آله) فسألتها، فقالت: «أسر الى أن جبرئيل كان يعارضنى القرآن كل سنه مره و انه عارضنى العالم مرتين، و لا أراه الا حضر أجلى، و انك أول أهل بيتى لحاقا بى فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكونى سيده نساء أهل الجنه، أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك».


بوح الأسرار



عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهماالسلام): «لما كانت الليله التى قبض النبى فى صبيحتها، دعا عليا و فاطمه و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و أغلق عليه و عليهم الباب. و قال: يا فاطمه، و أدناها منه فناجاها من الليل طويلا، فلما طال ذلك خرج على و معه الحسن و الحسين و أقاموا بالباب و الناس خلف الباب، و نساء النبى ينظرون الى على (عليه السلام) و معه ابناه.


فقالت عائشه: لأمر أخرجك منه رسول الله و خلا بابنته عنك فى هذه الساعه؟


فقال لها على (عليه السلام): قد عرفت الذى خلا بها و أرادها له، و هو بعض ما كنت فيه و أبوك و صاحباه- مما قد سماه-.


فوجمت أن ترد عليه كلمه.


قال على: فما لبثت أن نادتنى فاطمه (عليهاالسلام) فدخلت على النبى (صلى الله عليه و آله) و هو يجود بنفسه، فقال لى: ما يبكيك يا على؟ ليس هذا أوان بكاء فقد حان الفراق بينى و بينك، فأستودعك الله يا أخى، فقد اختار لى ربى ما عنده، و انما بكائى و غمى و حزنى عليك و على هذه أن تضيع بعدى، فقد أجمع القوم على ظلمكم، و قد استودعتكم الله و قبلكم منى وديعه، انى قد أوصيت فاطمه ابنتى بأشياء و أمرتها أن تلقيها اليك فنفذها، فهى الصادقه الصدوقه».


ثم ضمها اليه و قبل رأسها و قال: «فداك أبوك يا فاطمه»، فعلا صوتها بالبكاء،ثم ضمها اليه و قال: «أما والله لينتقمن الله ربى، و ليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل للضالمين، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه و آله)».


قال على (عليه السلام): «فوالله لقد حسبت قطعه منى ذهبت لبكائه»، حتى هملت عيناه مثل المطر، حتى بلت دموعه ليحته و ملاءه كانت عليه، و هو


يلتزم فاطمه لا يفارقها. و رأسه على صدرى و أنا مسنده، و الحسن و الحسين يقبلان و يبكيان بأعلى أصواتهما.


قال على (عليه السلام): «فلو قلت ان جبرئيل فى البيت لصدقت لأنى كنت أسمع بكاء نغمه لا أعرفها، و كنت أعلم أنها أصوات الملائكه لا شك فيها لأن جبرئيل لم يكن فى مثل تلك الليله يفارق النبى (صلى الله عليه و آله).


و لقد رأيت بكاءا من فاطمه أحسب أن السماوات و الأرضين بكت لها».


ثم قال لها: «يا بنيه، الله خليفتى عليكم و هو خير خليفه، والذى بعثى بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله و ما حوله من الملائكه و السموات و الأرضون و ما فيهما. يا فاطمه، والذى بعثنى بالحق لقد حرمت الجنه على الخلائق حتى ادخلها،و انك لأول خلق الله يدخلها بعدى، كاسيه حاليه ناعمه. يا فاطمه، هنيئا لك، والذى بعثى بالحق، ان جهنم لتزفر زفره لا يبقى ملك مقرب و لا نبى مرسل الا صعق، فينادى اليها أن: يا جهنم، يقول لك الجبار: اسكنى بعزى و استقرى، حتى تجوز فاطمه بنت محمد (صلى الله عليه و آله) الى الجنان لا يغشاها فقر و لا ذله.


والذى بعثى بالحق، ليدخلن حسن و حسين: حسن عن يمينك و حسين عن يسارك، و لتشرفن من أعلى الجنان بين يدى الله فى المقام الشريف، و لواء الحمد مع على بن أبى طالب (عليه السلام).


والذى بعثنى بالحق، لأقومن بخصومه اعدائك، و ليندمن قوم أخذوا حقك و قطعوا مودتك و كذبوا على، و ليختلجن دونى فأقول: امتى، امتى، فيقال: انهم بدلوا بعدك و صاروا الى السعير»


[ البحار: 22/ 490.]


فاطمه بعد أبيها



رأس الرسول (صلى الله عليه و آله) فى حجر على (عليه السلام)، و الحسن و الحسين و امهما ينظرون فى وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و يذرفون الدموع، و فجأه أغمض الرسول (صلى الله عليه و آله) عينه، و سكنت أنفاسه الطاهره، و حلقت روحه الشريفه الى الحياه الأبدايه السرمديه فى مقعد صدق عند مليك مقتدر. فانهالت هموم الدنيا و مصائب الدهر على بعضه النبى (صلى الله عليه و آله) الصديقه فاطمه (عليهاالسلام) التى قضت عمرها بالآلام و الهموم و الغصص، و كل ما كانت تجد فيه الأمل و الراحه هو فى وجود أبيها و ظلاله الوارفه، و قد انهار صرح الآمال بعد هذا الحادث المدمر الجلل.


و على حين غفله، و الزهراء (عليهاالسلام) غارقه فى الاحزان لفقد الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) و على (عليه السلام) مشغول بتجهيزه و اذا بالخبر ان جماعه من المسلمين اجمتعوا فى سقيفه بنى ساعده لتعيين خليفه رسول الله (صلى الله عليه و آله)!!


و ما مضت ساعه جاء الخبر ثانيه: انهم انتخبوا أبابكر خليفه على المسلمين!!


هز الخبر فاطمه و عليا (عليهماالسلام) و هما فى غمره الغموم و الغصص و البكاء على رسول الله (صلى الله عليه و آله)


سبحان الله.. ما عدا مما بدا.. أليس الخليفه هو على بن أبى طالب بنص الرسول العظيم (صلى الله عليه و آله)؟! كم مره أوصى به منذ اليوم الأول حين دعا عشيرته (و انذر عشيرتك الأقربين) الى ساعه وفاته؟!!


ألم ينصبه خليفه للمسلمين فى غدير خم قبل شهور فقط من وفاته؟! و هل ينكر أحد جهاد على و تضحياته و سابقته فى الاسلام، و علمه و هو الذى


غذاه النبى (صلى الله عليه و آله) بعلوم النبوه منذ نعومه أظفاره ليكمل الميسره الى أهدافه المقدسه بعده؟!


الاسلام بحاجه الى قائد معصوم، لا يزل عن جاده الصواب و لا ينحرف يمينا و شمالا.


... و قد وقع المسلمون فى منزلق خطير و فتنه قد تجرهم الى الهاويه.


... كم تحمل النبى (صلى الله عليه و آله)، و ضحى على (عليه السلام) من أجل الاسلام فى أحلك الظروف و أخطر المواقف، و كم مره اقتحم على فم الموت و خاطر بحياته...


أفلا يعلمون أن عليا ربيب الوحى و النبوه، و المعصوم الذى استقى الاسلام من محمد (صلى الله عليه و آله)، لو أصبح قائدا للمسلمين لساق المجتمع الاسلامى الفتى الى السعاده و الرفاه، و لقادهم أحكم و أقوم قياده، و لحملهم على المحجه البيضاء.


نعم... لعل هذه الخواطر كانت تجيش فى خلد فاطمه (عليهاالسلام) و تلح ذهنها، و تحاول اخطاف الصبر منها و اعتصار قلبها المقدس.


أيام المواجهه



لا نود سرد قصه السقيفه و انتخاب أبى بكر مره ثانيه لأنها قصه ذات شجون و لا نريد خدش العواطف حيث سبق أن ذكرنا القصه بكاملها فى الجزء الثانى من هذا المسلسل (على المرتضى).


و رحم الله من قال:





  • آمنت أنى مأحوذ على فمى
    و أن سيفى ذو حدين أيهما
    سللته راح فى عرقى يفصده



  • و مجتمعى مشلوله يده
    سللته راح فى عرقى يفصده
    سللته راح فى عرقى يفصده







و خلاصه البحث: لما انتهى الامام على (عليه السلام) و من معه من تجهيز النبى (صلى الله عليه و آله)، وجدوا أنفسكم أمام أمر قدتم نسجه و احبك فتله، و انتهى كل شى ء من خلال أمر دبر بليل حيث بويع أبوبكر و نصب للخلاقه.


يقول الشيخ ابراهيم الامينى فى كتابه (فاطمه الزهراء) ص 119.


و كان الامام (عليه السلام) أمام خيارات ثلاث:


الأول: أن يقدم على حركه حديه ثوريه، و يعلن الحرب على أبى بكر رسميا، و يدعو الناس اليها، و يدفعهم نحوها.


و هذا غير ممكن، لأنه يعنى اقحام المجتمع الاسلامى فى معركه غير محموده العواقب، تؤدى الى انتفاع الانتهازيين و الوصوليين من الفرصه، و استحواذ أعداء الاسلام و قوه شوكتهم، و هم يتربصون بالاسلام و المسلمين الدوائر، و بالنتيجه اقتلاع جذور الاسلام الفتى.


الثانى: أن يحافظ على وجوده و منافعه الشخصيه و مصالحه المستقبليه بعد أن انتهى كل شى ء فيبايع أبابكر،- دون ممانعه- و عندئذ تبقى مصالحه الشخصيه فى أمان، و ينال المكانه و التكريم و الاحترام لدى الجهاز الحاكم.

و هذا غير ممكن أيضا، لأنه يعنى امضاءه (عليه السلام) لبيعه أبى بكر و ولايته و لعمل المسلمين أيضا، مما يؤدى الى انحراف الخلافه و الولايه و الامامه عن مسارها الاصلى و معناها الحقيقى الى الابد، و تبدد الجهود و التضحيات التى بذلها النبى (صلى الله عليه و آله) و الامام على (عليه السلام) من أجل ارساء قواعد الاسلام و تحكيم اصول الخلافه الشرعيه.


هذا بالاضافه الى أن ما سيفعله عمر و أبوبكر سيوضع فى حساب السلام القويم، باعتبارهما ليسا معصومين و صدور الخطأ و الذنب و مخالفه الشريعه منهما محتمل جدا.


الثالث: أن يسلك (عليه السلام) سبيلا معتدلا يحفظ بيضه السلام و يصون المسلمين و ان كانت ثماره تأتى متأخره على المدى البعيد.


فعزم هو و الزهراء (عليهماالسلام) على خوض معركه واسعه- تشتد حينا، و تنخفض حينا آخر و بهدوء و حكمه لتضمن سلامه السلام و بقاءه و عدم اعطاء الفرصه لأعداء السلام المتربصين له، فكانت المواجهه على مراحل.


المرحله الاولى



أخذ الامام على و فاطمه (عليهماالسلام) بيدى الحسن و الحسين (عليهماالسلام)و طافوا على بيوت المدينه و رجالها و أشرافها، و دعوهم الى نصرتهم و ذكروهم بوصايا النبى الأكرم (صلى الله عليه و آله)


[ الامامه و السياسه 1/ 12.] ] اتماما للحجه و كأن فاطمه تقول:


أيها الناس، ألم ينصب أبى رسول الله (صلى الله عليه و آله) عليا خليفه عليكم من بعده؟! أنسيتم جهاده و تضحياته؟ لو أطعتم ما أوصى به النبى و سلمتم زمام اموركم لعلى لهداكم الى الصراط المستقيم و لسار بكم سيرا سجحا، و لحملكم على المحجه البيضاء، و لبلغ بكم غايات رسول الله (صلى الله عليه و آله).


أيها الناس،... ألم يقل أبى رسول الله (صلى الله عليه و آله): «انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى أبدا: كتاب الله و عترتى أهل بيتى؟!».


أيها الناس... أتخذلوننا و تتركوننا لوحدنا و تتثاقلون عن نصرتنا؟!


و هكذا دأبوا على دعوه الناس الى الحق و القاء الحجه عليهم بأساليب شتى لعلهم يرشدون و يندمون و يثوبون، و ليعيدوا الخلافه الى أهلها و تعود الامور الى نصابها.


و بالفعل استطاعوا أن يكسبوا من خلال هذه الحمله الاعلاميه الواسعه جماعه وقعت تحت تأثير الحقيقه، فواعدوهم النصره، و ما و فى بالوعد الا القليل.


فكانت ثمار هذه المرحله- التى أعلنوا فيها مخالفتهم للنظام الحاكم


و لشخص أبى بكر بالذات- ميل بعض القلوب نحو البضعه الطاهره و زوجها و انجلاء الحقيقه نسبيا للامه، و سيأتى تفصيل ذلك.


و ما حادثه مالك بن نويره رئيس عشائر بنى حنيفه و غدر خالد بهم عنك ببعيد.


هذه الواقعه ذكرها معظم المؤرخين و الحفاظ و أصحاب السنن فى كتبهم و صحاحهم، بألفاظ متباينه تدل على معنى واحد، حنيما جهز أبوبكر جيشا بقياده خالد بن الوليد لقمع العشائر الذين امنتعوا عن بيعه أبى بكر و الاعتراف له با لخلافه و كان منهم بنو حنيفه.


خرج خالد بجيشه الى العشائر الممتنعه. أمثال أسد، و غطفان، و طى و هوازن ، و غير هم لقمع ثوراتهم، ثم عرج الى البطاح موقع مضارب بنى حنيفه، و لما قرب جيش خالد، خرجوا اليه مسلمين و قالوا نحن مسلمون نقيم الصلاه و بقيه الشعائر الاسلاميه فما تريدون منا؟


أجابهم خالد نحن لم نقصدكم، فالقوا سلاحكم، فلما حضرت الصلاه صلى خالد بهم العتمه، اطمان بنو حنيفه و ألقوا سلاحهم، وضيفوا خالدا و من معه، و لما استقر الجميع و اطمأنوا، أمر خالد مناديه فنادى: أدفئوا اسراكم، و كان هذا الشعار رمزا بينهم للغدر و القتل، فقام جيش خالد فاوثقوا بنى حنيفه كتافا بما فيهم مالك بن نويره زعيمهم ثم قتلوا رجالهم جميعا،و أما مالك فقد قتله ضرار بن الأزور، و قد امتنع بعض جيش خالد من هذا العمل الشنيع و الغدر منهم الصحابى أبو قتاده فصاح بخالد: هذا عملك؟ فزبره خالد،فضرب أبا قتاده و تركه حتى أتى أبابكر، فأشتكا اليه عمل خالد. فغضب أبوبكر على أبى قتاده حتى كلمه عمر فيه، و جعل خالد رؤوس القتلى فى قدورهم، و نزا خالد على زوجه مالك بتك الليله و زنى بها، هذه واحده من مئات الفضائح التى قام بها الحكام الجدد الذين تسنموا الخلافه الاسلاميه، و أصبحت و صمه عار فى جبين الانسانيه فى التاريخ، حتى يخاصموا و يحاجوا أمام الحكم العدل، فانا و انا اليه راجعون.


المرحله الثانيه



رفض الامام على (عليه السلام) البيعه لأبى بكر، و أعلن سخطه على النظام الحاكم، ليتضح للعالم أن هذه الحكومه التى أعرض عنها الرجل الأول فى الاسلام بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله)- على بن أبى طالب (عليه السلام)- لا توافق الخلافه الاسلاميه جذريا.


و كذلك فعلت فاطمه (عليهاالسلام)، ليعلم الناس أن بنت نبيهم لا ترضى عن هذه الخلافه.


و بدأ الامام (عليه السلام) جهادا سلبيا ضد الغاصبين، فاشتغل بجمع القرآن و تأليفه و ترك المجتمع، و أصبح جليس داره.


فقال عمر لأبى بكر: يا هذا، ان الناس قد بايعوك ما خلا هذا الرجل و من معه فى بيته، فابعث اليه، فبعث اليه قنفذا، و قال له: يا قفنذ، انطلق الى على فقل له: أحب خليفه رسول الله، فبعثاه مرارا و أبى على (عليه السلام) أن يأتيهما.


فوثب عمر غاضبا و نادى خالد بن الوليد، و المغيره بن شعبه، و مولاه قنفذا، و جماعه من أتباعهم، و أمرهم بحمل الحطب و كان بيده قبس من نار، ثم أقبل حتى انتهى الى دار على و فاطمه (عليهماالسلام) و صاح بأعلى صوته يا ابن أبى طالب أخرج حتى تبايع و تدخل فيما دخل فيه الناس، و الا أحرقت عليكم ( الدار).


فخرجت اليه فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) معصبه الرأس ناحله الجسم منهده القوى، و وقفت خلف الباب رعايه للحجاب، لتمنع عمر و أتباعه من الهجوم على الدار و قالت: «يا عمر ما لنا و لك، ألا تدعنا و ما نحن


/ 35