احتجاج آخر - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فدموم الناس، و أنكر بعضهم بعضا، و قالوا: صدق- والله- على:


قال الشيخ ابراهيم الأمينى فى كتابه فاطمه الزهراء ص 133:


و الانصاف فى هذه المحاكمه أن الحق مع فاطمه (عليهاالسلام)، لأنها صاحبه اليد فى فدك، لذا قال على (عليه السلام) فى نهج البلاغه:


«بلى كانت فى أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم الله»


[ نهج البلاغه الكتاب 45.]


و على أبى بكر، الطرف الآخر للمنازعه- أى المدعى- اقامه البينه، و لكن أبابكر ركل كل هذا الحكم البديهى بقدميه و لم يقض به.


مع هذا خرجت الزهراء (عليهاالسلام) ظافره منتصره من هذه المرحله، بمنطقها السليم و احتجاجها القوم و أدلتها المحكمه، التى أضطرت أبابكر للاعتراف بحقها و كتب صحيفه لها بذلك، الا أن عمر دخل الميدان بمنطق القوه فأخذ الكتاب و مزقه فصه نقصان البينه.


احتجاج آخر



عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: «قال على لفاطمه (عليهماالسلام): انطلقى فاطلبى ميراثك من أبيك رسول الله (صلى الله عليه و آله). فجاءت الى أبى بكر فقالت: أعطنى ميراثى من أبى رسول الله (صلى الله عليه و آله)».


فقال: النبى (صلى الله عليه و آله) لا يورث.


فقالت: «ألم يرث سليمان داود؟».


فغضب و قال: النبى لا يورث.


فقالت (عليهاالسلام): «ألم يقل: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) (النساء: 11).


فلم يجد أبوبكر جوابا لمنطق الزهراء (عليهاالسلام) و حجتها فقال: النبى لا يورث، و لكى يبرر فعلته غير المشروعه أسند حديثا للمبى (صلى الله عليه و آله) أنه قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث». و شهدت عليه حفصه و عائشه.


و لكن الزهراء (عليهاالسلام) حجته و أفحمته بالكتاب الكريم، و قد ثبت أن ما خالف القرآن فهو زخرف يضرب به عرض الحائط و لا يعتنى به.


و الجدير بالذكر ان عائشه نفسها طالبت عثمان يوم ولى الخلافه بميراثها من رسول الله (صلى الله عليه و آله). فقال: أليس جئت فشهدت أنت أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: «لا نورث: فأبطلت حق فاطمه و جئت تطلبينه! لا أفعل


[ كشف الغمه 2/ 105.]


خطبه الزهراء و محاكمه الخليفه فى الملأ العام



قررت الزهراء (عليهاالسلام) الاعلان عن مظلوميتها، و الذهاب الى المسجد و القاء خطاب مهم فى الناس..


و سرى الخبر فى المدينه.. و شاع فى الناس أن بقيه النبى (صلى الله عليه و آله) التى تذكر المسلمين به (صلى الله عليه و آله)، و بعضه و ريحانته فاطمه تريد أن تخطب فى الناس فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه و آله).


و هز الخبر أرجاء المدينه- كأعنف انفجار- و تدافعت علامات الاستفهام فى الرؤوس... ماذا ستقول؟ و ماذا ستكون ردود فعل الخليفه- حينئذ-؟!


فاحتشدوا فى المسجد ليسمعوا الخطاب التاريخى.


فاختارت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) لخطبتها هذا الأسلوب للبدايه و النهايه انها لم تكتف بالتركيز على مطالبه حقها فقط، بل انتهزت الفرصه لتفجر للمسلمين عيون المعارف الالهيه، و تكشف لهم محاسن الدين الاسلامى، و تبين لهم علل الشرائع و الأحكام و ضمنا تهيى ء الجو لكلامها المقصود و هدفها المطلوب.


و هذه رؤوس أقلام الخطبه و مواضيعها:


الحمد و الثناء على الله.


التوحيد الاستدلالى.


النبوه.


التحدث عن العهد الجاهلى.


انجازات الرسول.


توجيه الخطاب الى الحاضرين.


التحدث عن القرآن.


بيان علل الشرائع و فلسفه الاسلام.


الدخول فى صميم الموضوع.


حوادث فتره الرساله.


موقف زوجها العظيم من تلك من تلك الأحداث.


بيان انقلاب الحكم ضد آل الرسول.


بيان تخاذل المسلمين تجاه أهل البيت.


توجيه الخطاب الى رئيس الدوله حول الارث.


اقامه الأدله و البراهين.


توجيه العتاب الى الأنصار و توبيخهم.


جواب رئيس الدوله.


تزييف كلامه و تفنيد مغالطاته.


اعتذار رئيس الدوله.


توجيه الخطاب الى الحاضرين، شكوى الى رسول الله.


روى عبدالله بن الحسن باسناده عن آبائه، أنه لما أجمع أبوبكر على منع فاطمه فدكا، و بلغها ذلك.


لاثت خمارها على رأسها


[ لاثت: شدت. و الخمار: ثوب يغطى به الرأس.] ، و اشتملت بجلبابها، و أقبلت فى لمه من حفدتها و نساء قومها


[ اللمه- بضم اللام و تخفيف الميم-: الجماعه، الحفده: الخدم.] ، تطأذيولها


[ كنايه عن شده التستر.] ، ما تخرم مشيتها مشيه رسول الله (صلى الله عليه و آله)


[ ما تتقص مشيتها عن مشيه أبيها من حيث الوقار و الكيفيه.] ، حتى دخلت على أبى بكر. هو فى حشد


[ الحشد: الجماعه.] من المهاجرين


و الأنصار و غير هم، فنيطت دونها ملاءه


[ نيطت: عقلت و الملائه: الازار و الثوب اللين الرقيق.]


فجلست ثم أنت أجهش بابكاء فارتج المجلس.


ثم أمهلت هنيئه، حتى اذا سكن نشيج القوم و هدأت فورتهم


[ النشيج: صوت البكاء مع التوجع. و الفوره: الشده.]


افتتحت الكلام بحمدالله و الثناء عليه، و الصلاه على رسوله، فعاد القوم فى بكائهم، فلما أمسكوا عادت فى كلامها.


فقالت (عليهاالسلام):


«الحمدلله على ما أنعم، و له الشكر على ما ألهم، و الثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، و سبوغ آلاء أسداها


[ سبوغ النعم: اتساعها.] ، و تمام منن والاها، جم عن الاحصاء عددها


[ جم: كثر.] و نأى عن الجزاء أمدها


[ نأى: بعد. و هكذا تفاوت.] ، و تفاوت عن الادراك أبدها، و ندبهم لا ستزدتها بالشكر لا تصالها


[ ندبهم: دعاهم و الاستزاده: طلب زياده الشكر. و هكذا استحمد.] ، و استحمد الى الخلائق باجزالها، و ثنى بالندب الى أمثالها


[ ثنى بالندب: أى كما انه ندبهم لا ستزداتها كذلك ندبهم الى أمثلها من موجبات الثواب.]


و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، كلمه جعل الاخلاص تأويلها، و ضمن القلوب موصولها


[ جعل القلوب محتويه لمعنى كلمه التوحيد.] ، و أنار فى التفكير معقولها، و الممتنع من الأبصار رؤيته، و من الألسن صفته، و من الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شى ء كان قبلها


[ أحدثها.] ، و أنشأها بلا احتذاء أمثله امتثلها


[ الاحتذاء: الاقتداء. و حذر النعل بالنعل أى قطع النعل على مثال النعل و قدرها.] ، كونها بقدرته،


و ذرأها بمشيئته


[ ذرأها: خلقها.] من غير حاجه منه الى تكوينها، و لا فائده فى تصويرها، الا تثبيتا لحكمته و تنبيها على طاعته، و أظهار لقدرته، تعبدا لبريته، و اعزازا لدعوته.


ثم جعل الثواب على طاعته، و وضع العقاب على معصيته ذياده لعباده من نقمته


[ ذياده، منعا.] و حياشه لهم الى جنته


[ حياشه لهم: سوقهم.]


و أشهد أن أبى (محمدا) عبده و رسوله، اختاره و انتجبه قبل أن اجتبله


[ اجتبله: فطره.] ، و اصطفاه قبل أن ابتعثه، اذ الخلائق بالغيب مكنونه، و بستر الأهاويل مصونه، و بنهايه العدم مقرونه، علما من الله تعالى بمآئل الأمور


[ المآئل جمع مآل- أى المراجع.] ، و احاطه بحوادث الدهور، و معرفه بمواقع المقدور ابتعثه الله اتماما لأمره، و عزيمه على امضاء حكمه و انفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا فى أديانها، عكفا على نيرانها، و عابده لأوثانها، منكره لله مع عرفانها، فأنار الله بمحمد (صلى الله عليه و آله) ظلمها


[ ظلم: جمع ظلمه.] ، و كشف عن القلوب بهمها


[ البهم: جمع بهمه و هى مشكلات الامور.] ، و جلى عن الأبصار غممها


[ الغمم- جمع غمه- الشى ء الملتبس المستور.] ، و قام فى الناس بالهدايه، و أنقدهم من الغوايه، و بصرهم من العمايه، و هداهم الى الدين و المستقيم، ثم قبضه الله اليه قبض رأفه و اختيار و رغبه و ايثار،فمحمد (صلى الله عليه و آله) من تعب هذه الدار فى راحه قد حف بالملائكه الأبرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاوره الملك الجبار، صلى الله على أبى، نبيه، و أمينه


على الوحى و صفيه، و خيرته من الخلق و رضيه.


و السلام عليه و رحمه الله بركاته.


ثم التفتت الى أهل المجلس و قالت:


أنتم- عباد الله- نصب أمره و نهيه


[ منصوبون لأوامره و نواهيه.] و حمله دينه و وحيه، و أمناء الله على أنفسكم


[ أمناء: جمع أمين.] ، و بلغاؤه الى الأمم


[ البلغاء- جمع بليغ، و المقصود- هنا-: المبلغ.] ، زعيم حق له فيكم، و عهد قدمه اليكم، و بقيه استخلفها عليكم، كتاب الله الناطق، و القرآن الصادق، و النور الساطع


[ الساطع: المرتفع.] ، و الضياء اللامع


[ اللامع: المضى ء.] ، بينه بصائره، منكشفه سرائره


[ البصائر: جمع بصيره، و المراد- هنا-: الحجج و البراهين. و السرائر: جمع سريره، و المقصود- هنا: الأسرار الخفيه و اللطائف الدقيقه.] ، متجليه ظواهره


[ متجليه: منكشفه.] ، مغتبط به أشياعه


[ الغطبه: أن تتمنى مثل حال المغبوط اذا كان بحاله حسنه.] ، قائد الى الرضوان اتباعه، مؤد الى النجاه استماعه، به تنال حجج الله المنوره و عزائمه المفسره


[ العزائم- جمع عزيمه-: الفريضه التى أفترضها الله.] ، و محارمه المحذره، و بيناته الجاليه


[ الجاليه: الواضحه.] ، و براهينه الكافيه، و فضائله المندوبه


[ المندوبه: المدعو اليها.] ، و رخصه الموهوبه، و شرائعه المكتوبه


[ المكتوبه- هنا-: الواجبه.]


فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك.


و الصلاه تنزيها لكم من اكبر.


و الزكاه تزكيه للنفس و نماء فى الرزق.


و الصيام تثبيتا للاخلاص.


و الحج تشييدا للدين.


و العدل تنسيقا للقلوب


[ التنسيق: التنظيم.] ، و اطاعتنا نظاما للمله.


و امامتنا أمانا للفرقه.


الجهاد عزا للاسلام


والصبر معونه على استجباب الأجر.


و الأمر بالمعروف مصحله للعامه.


و بر الوالدين وقايه من السخط.


وصله الأرحام منماه للعدد


[ منماه- على وزن مسحاه-: اسم آله للنمو،و لعلها مصدر ميمى للنمو.]


والقصاص حقنا


[ حقنا: حفظا.] للدماء.


و الوفاء بالنذر تعريضا


[ تعريضا: اذا جعلته فى عرضه الشى ء.] للمغفره.


و توفيقه المكاييل


[ المكاييل- جمع مكيال-: و هو ما يكال به. و الموازين: جمع ميزان. و البخس: النقص.] و الموازين تغييرا للبخس.


و النهى عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس.


و اجتناب القذف حجابا عن اللعنه.


و ترك السرقه ايجابا للعفه.


و حرم الشرك اخلاصا له بالربوبيه.


فاتقوا الله حق تقاته، و لا تموتن الا و أنتم مسلمون، و أطيعوا الله فيما أمركم به و نهاكم عنه، فانه انما يخشى الله من عباده العلماء.


ثم قالت: أيها الناس! اعلموا أنى فاطمه! و أبى محمد (صلى الله عليه و آله) أقول عودا و بدءا


[ عودا و بدءا: آخرا و أولا.] ، و لا أقول ما اقول غلطا، و لا أفعل ما أفعل شططا


[ شططا: ظلما و جورا.] :


(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)


[ سوره التوبه: 128.] ، فان تعزوه و تعرفوه تجدوه أبى دون نسائكم


[ تعزوه: تنسبوه.] ، و أخا ابن دون رجالكم و لنعم المعزى اليه


[ المعزى اليه: المنسوب اليه.] (صلى الله عليه و آله) فبلغ بالرساله، صادعا بالنذاره


[ صادعا: مظهرا. النذاره: الانذار و التخويف.] ، مائلا على مدرجه المشركين


[ مدرجه المشركين: طريقهم و مسلكهم.] ، ضاربا ثبجهم


[ الثبج- بفتح الثاء و الباء-: الكاهل، و وسط شى ء.] ، آخذا بأكظامهم


[ الكظم:- بفتح الكاف و الظاء-: الفم أو الحلق أو مخرج النفس.] ، داعيا الى سبيل ربه بالحكمه و الموعظه الحسنه، يكسر الأصنام، و ينكت الهام


[ نكته على هاتمه: اذا ألقاه على رأسه.] ، حتى انهزم الجمع و لوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه


[ تفرى: انشق.] و أسفر الحق عن محضه


[ أسفر: اذا انكشف و أضاء. و المحض: الخالص.] و نطق زعيم الدين و خرست شقاشق الشيطاطين


[ شقاشق- جمع شقشقه- و هى شى ء يشبه الرئه يخرج من فم البعير اذا هاج.] ، و طاح و شيظ النفاق


[ الوشيظ: الأتباع و الخدم.] ، و انحلت عقد الكفر


و الشقاق


[ الشقاق: الخلاف.] ، و فهتم بكلمه الاخلاص


[ فهتم: تلفظتم.] ، فى نفر من البيض الخماص


[ الخماص- جمع خميص- و هو الجائع.]


و كنتم على شفا حفره من النار


[ شفا حفره: جانبها المشرف عليها.] ، مذقه الشارب


[ المذقه- بضم الميم- شربه من اللبن الممزوج بالماء.] ، و نهزه الطامع


[ النهزه- بضم النون-: الفرصه.] ، و قبسه العجلان


[ قبسه العجلان: الشعله من النار التى يأخذها الرجل العاجل.] ، و موطى الأقدام، تشربون الطرق


[ الطرق- بفتح الطاء و سكون الراء: الماء الذى خوضته الابل، و بولت فيه.] ، و تقتاتون القد و الورق


[ تقتاتون: تجعلون قوتكم. القد- بكسر القاف-: قطعه جلد غير مدبوغ، و يحتمل أن يكون بمعنى القديد و هو اللحم المجفف فى الشمس.] ، أذله خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تعالى بمحمد (صلى الله عليه و آله) بعد اللتيا و التى.


و بعد أن منى ببهم الرجال


[ منى- فعل ماضى مجهول-: أبتلى. و البهم-على وزن الغرف- جمع بهمه، و هو الشجاع الذى لا يهتدى من أين يؤتى.] ، و ذؤبان العرب، و مرده أهل الكتاب


[ مرده- بفتح الميم و الراء و الدال-: جمع مارد و هو العاتى.] ، كلما أوقدا نارا للحرب أطفألها الله أو نجم


[ نجم- فعل ماضى-: طلع. و قرن الشيطان: اتباعه.] قرن للشيطان أو فغرت


[ فغر: فتح. فاغره فاها: أى فاتحه فمها.] فاغره من المشركين، قذف أخاه فى لهواتها


[ اللهوات- جمع لهاه-: لحمه مشرفه على الحلق فى أقصى الفم.] فلا ينكفى حتى يطأ صماخمها بأخمصه


[ ينكفى: يرجع. يطأ: يدوس. صماخها: اذنها. باخصمه: بباطن قدمه.] ، و يخمد لهبها بسيفه


[ يخمد: يطفى. لهبها: اشتعالها.] مكدودا فى ذات الله


[ المكدود: المتعب.] ، مجتهدا فى أمر الله قريبا من رسول


/ 35