موقف الخليفه - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الله، سيدا فى أولياء الله، مشمرا ناصحا، مجدا كادحا

[ شمر ثوبه: رفعه. مجد- بضم الميم و كسر الجيم-: مجتهد. و الكادح: الساعى.]

و أنتم فى رفاهيه من العيش، و ادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، و تتوكفون الأخبار، و تنكصون عند النزال، و تفرون من القتال.

فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه و آله) دار أنبيائه و مأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكه النفاق

[ الحسكه و الحسيكه: الشوكه.] ، و سمل جلباب الدين

[ سمل الثوب: صار خلقا. و الجلباب: ثوب واسع.] ، و نطق كاظم الغاوين

[ كاظم الغاوين: الساكت الضال الجاهل.] ، و نبغ خامل الأقلين

[ ظهر من خفى صوته فى حنجرته. و الفنيق: الفحل من الابل.] ، فخطر فى عرصاتكم

[ خطر: اذ حرك ذنبه.] ، و أطلع الشيطان رأسه من مغزره

[ المغز- بكسر الراء-: ما يختفى فيه.] هاتفا بكم. فألفاكم لدعوته مستجيبين، و للغره فيه ملاحظين

[ الغزه - بكسر الغين-: الانخداع. و ملاحظين: ناظرين و مراعين.] ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، و أحمشكم فألفاكم غضبا

[ أحمشكم: أغضبكم.] فوستمتم غير ابلكم

[ الوسم: الكى، و سمه: كواه.] ، و أوردتم غير شربكم

[ الشرب- بكسر الشين-: النصيب من الماء.]

هذا و العهد لقريب، و الكلم رحيب

[ الكلم: الجرح. و رحيب: واسع.] ، و الجرح لما يندمل

[ اندمل: تراجع الى البرء.] ، و الرسول لما يقبر

[ يقبر: يدفن.]

ابتدارا زعمتم خوف الفتنه

[ ابتدارا: معالجه.] ، ألا فى الفتنه سقطوا و ان جهنم لمحيطه بالكافرين.

فهيهات منكم! و كيف بكم؟ و أنى تؤفكون

[ تؤفكون: أى تصرفون.] ، و كتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهره، و أحكامه زاهره، و أعلامه باهره، و زواجره لائحه، و أوامره واضحه، و قد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبه عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا. (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه هو فى الآخره من الخاسرين.

ثم لم تلبثوا الا ريث أن تسكن نفرتها

[ ريث: قدر.] ، و يسليس قيادها

[ يسليس: يسهل.] ثم أخذتم تورون و قدتها، و تهيجون جمرتها

[ تورون: تخرجون نارها. تهيجون: تثيرون.] ، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوى، و اطفاء أنوار الدين الجلى، و اخماد سنن النبى الصفى، تسرون حسوا فى ارتغاء

[ يأتى المعنى فى شرح خطبه.] ، تمشون لأهله و ولده فى الخمر و الضراء

[ الخمر- بفتح الخاء و الميم-: ما يسترك من الشجر و غيره.] ، و نصبر منكم على مثل حز المدى

[ المدى- بضم الميم-: جمع مديه و هى الشفره.] ، و وخز السنان فى الحشى

[ الوخز:الطعن. و السنان: رأس الرمح.]

و أنتم- الآن- تزعمون أن لا ارث لنا أفحكم الجاهليه يبغون؟ و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ أفلا تعلمون؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحيه أنى ابنته.

أيها المسلمون! أأغلب على ارثى.

ثم التفتت الى الحاكم أبى بكر و قالت: يا ابن أبى قحافه! أفى كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبى؟؟ لقد جئت شيئا فريا

[ فريا: أمرا عظيما أو منكرا قبيحا.] !! أفعلى عمد تركتم كتاب الله و نبذتموه وراء ظهوركم؟ اذ يقول:

(و ورث سليمان داود)

[ سوره النمل: 16.]

و قال- فيما اقتص من خبر زكريا- اذ قال:

(فهب لى لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب)

[ سوره مريم: 5- 6.]

و قال:

(و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله)

[ سوره الأنفال: 75.]

و قال:

(يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)

[ سوره النساء: 11.]

و قال:

(ان ترك خيرا الوصيه للوالدين و الأقربين بالمعروف حقا على المتقين)

[ سوره البقره: 180.]

و زعمتم أن لا حظوه لى

[ الحظوه: النصيب.] ! و لا ارث من ابى! أفخصكم الله بآيه أخرج أبى منها؟ أم تقولون: ان أهل ملتين لا يتوارثان؟

أو لست أنا و أبى من أهل مله واحده؟

أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبى و ابن عمى؟

فدونكها مخطومه مرحوله

[ ناقه مخطومه و مرحوله، الخطام- بكسر الخاء-: الزمام و مرحوله من الرحل و هو الناقه كالسرج للفرس.] تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله، و الزعيم محمد، و الموعد القيامه، و عند الساعه يخسر المبطلون.

و لا ينفعكم اذ تندمون، و لكل نبأ مستقر، فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه، و يحل عليه عذاب مقيم.

ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت:

يا معشر النقيبه، و أعضاد المله، و حضنه الاسلام

[ حضنه: جمع حاضن بمعنى الحافظ.] ما هذه الغميزه فى حقى

[ الغميزه: الضعف أو الغفله.] ؟ و السنه عن ظلامتى؟

أما كان رسول الله صلى الله (عليه و آله) أبى يقول:

«المرء يحفظ فى ولده؟».

سرعان ما أحدثتم، و عجلان ذا اهاله، و لكم طاقه بما أحاول، و قوه على ما أطلب و أزاول

[ أزاول: أقصد.]

أتقولون: مات محمد (صلى الله عليه و آله)، فخطب جليل استوسع وهنه

[ استوسع وهنه: اتسع غايه الاتساع وهنه و فى نسخه: وهيه أى شقه و خرقه.] و استنهر فتقه

[ كالمعنى المتقدم.] ، و انفتق رتقه، و اظلمت الأرض لغيبه، و كسفت النجوم لمصيبته، و أكدت الآمال

[ أكدت: انقطعت.] ، و خشعت الجبال، و اضيع الحريم

[ الحريم: ما يحميه الرجال و يقاتل عنه.] ، و أزيلت الحرمه عند مماته، فتلك- والله- النازله الكبرى

[ النازله: الشديده.] ، و المصيبه العظمى،

لا مثلها نازله، و لا بائقه عاجله

[ البائقه: الداهيه.] أعلن بها كتاب الله- جل ثناؤه- فى أفنيتكم

[ أفنيتكم: جمع فناء- بكسر الفاء- جوانب الدار من الخارج أو العرصه المتسعه أمام الدار.] فى ممساكم و مصبحكم هتافا و صراخا و تلاوه و ألحانا ما حل بأنبيائه و رسله حكم فصل، و قضاء حتم.

(و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين) (سوره آل عمران: 144).

ثم التفتت الى الأنصار و قالت:

ايها بنى قيله

[ ايها: بمعنى هيهات أو مزيدا من الكلام. قيله: اسم ام الأوس و الخزرج أنتسبوا اليها.] ! أأهضم تراث أبى؟ و أنتم منى و مسمع و منتدى و مجمع

[ منتدى: مجلس القوم.] تلبسكم الدعوه، و تشملكم الخبره

[ الخبره: العلم بالشى ء.] ، و أنتم ذوا العدد و العده، و الأداه و القوه و عندكم السلاح و الجنه توافيكم الدعوه فلا تجيبون؟ و تأتيكم الصرخه فلا تعينون؟ و أنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير و الصلاح، و النخبه التى انتخبت، و الخيره التى اختيرت

[ الخيره- بكسر الخاء و سكون الياء- المفضل من القوم.] لنا أهل البيت.

قاتلتم العرب، و تحملتم الكد و التعب

[ الكد: الشده.] ، و ناطحتم الأمم، و كافحتم البهم

[ البهم- جمع بهمه: الشجاع.] ، لا نبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام و در حلب الأيام

[ حلب البلاد (خ ل).] ، و خضعت ثغره الشرك، و سكنت فوره الافلاك

[ فوره الشرك (خ ل).] ، و خمدت

نيران الكفر

[ خبت نيران الحرب (خ ل).] ، و هدأت دعوه الهرج، استوسق نظام الدين، فأنى حرتم بعد البيان

[ أفتأخرتم بعد الاقدام (خ ل).] ؟ و أسررتم بعد الاعلان؟ و نكصتم بعد الاقدام؟

[ و فى نسخه: و ناكصتم بعد الشده، و جبنتم بعد الشجاعه عن قوم نكثوا أيمانهم.] و أشركتم بعد الايمان؟

ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم و هموا باخراج الرسول، و هم بدؤوكم أول مره،أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين

[ سوره التوبه: 13.]

ألا: و قد أرى أن قد أخلدتم الى الخفض

[ الخفض: الراحه.] ، و أبعدتم من هو أحق بالبسط و القبض، و خلوتم الى الدعه

[ الدعه، خفض العيش.] ، و نجوتم من الضيق بالسعه

[ و فى نسخه: الى السعه.] ، فمججتم ما وعيتم

[ مججتم: رمبتم. و وعيتم: حفظتم.] ، و دسغتم الذى تسوغتم

[ دسغتم: تقيأتم و تسوغتم: شربتم بسهوله.] فان تكفروا أنتم و من فى الأرض جميعا فان الله لغنى حميد.

ألا و قد قلت ما قلت على معرفه منى بالخذله التى خامرتكم

[ خامرتكم: خالطتكم.] و الغدره التى استشعرتها قلوبكم

[ استشعرتها:لبستها.] ، و لكنها فيضه النفس

[ فاض صدره بالسر: باح به.] ، و نفثه الغيظ

[ كالدم الذى يرمى به من الفم و يدل على القرحه.] ، و خور القنا

[ ضعف النفس عن التحمل.] ، و بثه الصدر، و تقدمه الحجه.

فدونكموها، فاحتقبوها دبره الظهر

[ دونكموها: خذوها. دبره: مقروحه.] نقبه الخف

[ نقبه الخف: رقيقه.] باقبه العار موسومه بغضب الله و شنار الأبد

[ شنار: العيب و العار.] موصوله بنار الله الموقده التى تطلع على الأفئده.

فبعين الله ما تفعلون. (و سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون)، و أنا ابنه نذير لكم بين يدى عذاب شديد فاعملوا اما عاملون، و انتظروا اما منتظرون».

موقف الخليفه


أنهت الزهراء (عليهاالسلام) خطابها النارى، الذى ألقته بشجاعه أمام الآلاف و بحضور أبى بكر. و استجوبت الخليفه، و فضحت مخططاته بالأدله و البراهين الساطعه المحكمه، و ذكرت فضائل الخليفه الحقيقى فى الاسلام و كمالاته المطلوبه، فتوتر الجو و انساق الرأى العام لصالح الزهراء (عليهاالسلام)، و جعلت أبابكر فى زاويه حرجه و أمام طريق مسدود. فاذا انساق مع الرأى العام و أرجع فدكا للزهراء (عليهاالسلام) فهذا يعنى أن الخليفه صدقها فى هذه القضيه أى انها انتصرت فى هذه الجوله و حينئذ سوف تبدأ بالجوله الثانيه تطالب فيها بحق زوجها فى الخلافه.

يقول ابن أبى الحديد: سألت ابن الغارقى مدرس المدرسه الغريبه ببغداد، و قلت له: أكانت فاطمه صادقه؟

قال: نعم.

قلت: فلم لم يدفع اليها أبوبكر فدكا و هى عنده صادقه؟

فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا قال: لو أعطاها اليوم فدكا لمجرد دعواها، لجاءت اليه غدا وادعت لزوجها الخلافه و زحزحته عن مقامه، و لم يمكن الاعتذار و الموافقه، لانه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقه فيما تدعى كائنا ما كان من غير حاجه الى بينه و شهود

[ شرح ابن أبى الحديد 16 /284.]

ثم ان تصديقه لفاطمه يعنى اعترافه بخطئه و اشتباهه، و بذلك يفتح باب الاعتراض عليه من قبل المسلمين مما يشكل خطرا على جهاز الخلافه الحاكم ابان حكمه.

و لكن أبابكر لم يول هاربا من الميدان بهذه السرعه، فقد حسب لهذه

الاحداث حسابا، و فكر و قدر، و هو يعلم بعجزه أمام حجه الزهراء (عليهاالسلام) و لا يستطيع مقابلتها بخشونه و قوه ما دام الرأى العام لصالحها. و يجب عليه أن يجيب على الاسئله التى وجهتها له ليستميل الرأى العام، و يخدر الضمائر و يمتص النقمه. فالأفضل له أن يستفيذ من نفس السلاح الذى استخدمه سابقا فى تضليل الناس، و التظاهر بالدفاع عن حمى الدين و أحكامه و سنه الرسول (صلى الله عليه و آله) و يقول: انه يعمل بما أنزله الله و هو برى ء مما يرمى به. و بتقمص لباس الدين يمكن أن يخدع الجمهور، و يلبس الحق بالباطل، و يدحض كل دعدى متى لو كانت هى الدين نفسه.

جواب الخليفه


لجأ أبوبكر الى اسلوب التضليل و الاستغفال فقال:

يا بنت رسول الله! لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤوفا رحيما على الكافرين عذابا أليما و عقابا عظيما، ان عزوناه وجدناه أباك دون النساء

[ عزوناه: نسبناه.] ، و أخا الفك دون الأخلاء

[ و فى نسخه:و اخا بعلك. و المعنى واحد] آثره على كل حميم

[ حميم: قريب.] و ساعده فى كل أمر جسيم، لا يحبكم الا كل سعيد، و لا يبغضكم الا كل شقى، فأنتم عتره رسول الله الطيبون، و الخيره المنتجبون، على الخير أدلتنا، و الى الجنه مسالكنا.

و أنت يا خيره النساء، و ابنه خير الأنبياء صادقه فى قولك سابقه فى وفور عقلك، غير مردوده عن حقك، و لا مصدوده عن صدقك

[ مصدوده: ممنوعه]

والله ما عدوت رأى رسول الله

[ عدوت: جاوزت] !! و لا عملت الا باذنه و ان الرائد لا يكذهب أهله

[ الرائد الذى يتقدم القوم، يبصر لهم الكلا و مساقط الامطار.]

و انى اشهد الله و كفب به شهيدا. أنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول:

«نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا و لا فضه و لا دارا و لا عقارا و انما نورث الكتاب و الحكمه، و العلم و النبوه، و ما كان لنا من طعمه فلولى الأمر بعدنا، أن يحكم فيه بحكمه».

و قد جعلنا ما حاولته فى الكراع و السلاح

[ الكراع- بضم الكاف-:جماعه الخيل.] يقاتل بها المسلمون و يجاهدون

/ 35