الاستعداد للرحيل - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم قالت: «اللهم انى أشهدك فاشهدوا يا من حضرنى: أنهما قد آذيانى فى حياتى و عند موتى. والله لا أكلمكما من رأسى كلمه حتى ألقى ربى فأشكوكما اليه بما صنعتما به وبى، و ارتكبتما منى والله لأدعون عليكما عند كل صلاه أصليها».


فدعا أبوبكر بالويل و الثبور و قال: ليت أمى لم تلدنى!!


فقال عمر: عجبا للناس كيف و لوك أمورهم و انت شيخ قد خرفت!! تجزع لغضب امراه و تفرح برضاها؟ و ما لمن أغضب امراه؟ و قاما و خرجا


[ علل الشريع للصدوق ص 37 باب 149، الامامه و السياسه لأبن قتيبه ج 1 ص 14.]


أقول: لا حاجه الى هذا البكاء المر الذى أوشك على ازهاق الروح- على حد تعبير روايه ابن قتيبه- و لا حاجه الى الاستقاله ما دام العلاج مقدورا للخليفه، و لا داعى بأن ينادى أبوبكر بالويل و الثبور و بامكانه أن يرضى السيده فاطمه بأن يرد اليها حقوقها، و يرفع يده عن أراضيها، و يعتذر عن أعماله، و يعيد الخلاقه الى صاحبها.


و لكن الخليفه يريد أن يبقى على اعتدائه و على موقفه الذى عرفته بدون أى تنازل، و فى نفس الوقت يريد أن ترضى عنه فاطمه الزهراء!؟


لا أظن أن أى انسان أو مسلم أو قانون أو شعب يرضى بهذا، و لا أظن أن شريعه أو دينا أو ضميرا أو وجدانا أو منطقا يقول بهذا سوى منطق العنف و الضغط، و منطق القوه و القدره، و لكن السيده فاطمه أقوى نفسا و روحا من أن تخضع لهذا المنطق أو بالأحرى: أن تنخدع بهذه المظاهر!؟


بقيت هنا كلمه و سؤال: قد يتبادر الى ذهن القارى أن يتصور و يسأل: ما دعا أبابكر أن يلين و يخضع هكذا؟ و ما دعا الزهراء أن تثبت على رأيها، و لا تتضعضع عن موقفها؟


لقد أجاب الجاحظ على هذا السؤال، و كفانا مؤونه الجواب، قال فى


رسائله ص 300 (... فان قالوا: كيف تظن به ظلمها و التعدى عليها، و كلما ازدادت عليه غلظه ازداد لها لينا ورقه حيث تقول له: والله لا أكلمك أبدا، فيقول: والله لا أهجرك أبدا، ثم تقول: «والله لأدعون الله عليك»، فيقول: والله لأدعون الله: لك، ثم يتحمل منها هذا الكلام الغيظ و القول الشديد فى دار الخلافه و بحضره قريش و الصحابه مع حاجه الخلافه الى البهاء و التنزيه، و ما يجب لها من الرفعه و الهيبه، ثم لم يمنعه ذلك عن قال معتذرا متقربا كلام المعظم لحقها، المكبر لمفامها، الصلائن لوجهها، المتحنن عليها: ما أحد أعز على منك فقرا و لا أحب الى منك غنى، و لكن سمعت رسول الله يقول: «انا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقه؟؟».


قيل لهم: ليس ذلك بدليل على البراءه من الظلم و السلامه من الجور، و قد يبلغ من مكر الظالم و دهاء الماكر اذا كان أريبا و للخصومه معتادا أن يظهر كلام المظلوم و ذله المنتصف، و حدب الوامق و مقت المحق... الخ).


و غفى موقف آخر نجده أشد صلابه حتى من عمر- على أهل البيت- فى حاله تثبيت سلطانه و هو الذى أمر عمر لما أرسله لمطالبه على (عليه السلام) على المبايعه و اذا أن يحرق عليهم الدار حتى لو كانت فاطمه و الحسنان فيها.


فانظر الى هذا التناقص فى الموقفين لين و شده فى آن واحد لماذا؟!


لأن السياسع الزمنيه و الدهاء و المكر يتطلبان ذلك.


الاستعداد للرحيل



كانت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) فى ذلك اليوم، الذى توقيت فيه، طريحه الفراش، و قد أخذ منها الهزال كل مأخذ، ما بقى منها سوى الهيكل العظمى فقط.


نامت السيده فى ساعه من ساعات ذلك اليوم و اذا بها ترى أباها رسول الله (صلى الله عليه و آله) فى المنام، و لعل تلك المره هى الاولى و الاخيره التى رأت الزهراء أباها الرسول فى المنام.


رأت أباها فى قصر من الدر الأبيض، فلما رآها قال (صلى الله عليه و آله): «هلمى الى يا بينه، فانى اليك مشتاق!!».


فقالت: «والله انى لأ شد شوقا منك الى لقائك».


فقال لها: «أنت الليله عندى!!».


انتبهت من غفوتها، و استدت للرحيل الى الآخره، فقد سمعت من أبيها الصادق المصدق الذى قال: «من رآنى فقد رآنى» سمعت منه نبا ارتحالها فلا مجال للشك و التردد فى صدق الخبر.


فتحت عينها، و استعادت نشاطها، و لعلها كانت فى صحوه الموت و قامت لا تخاذ التدابير اللازمه، و اغتنمت تلك السويعات الاخيره من حياتها.


و يعلم الله مدى انشغال قلبها و تشتت فكرها فى تلك اللحظات، فهى مسروره بالموت الذى سوف يحل بها، فانها تستريح من هموم الدنيا و غمومها، و تلتحق العلى فى مقعد صدق عند نليك مقتدر، و تتحقق فى حقها البشرى التى زفها اليها رسول الله (صلى الله عليه و آله) يوم قال لها: أنت أول أهل بيتى لحوقا بى.


و لكنها من ناحيه اخرى: يضطرم قلبها لأنها سوف تترك زوجها العظيم


و كفؤها الكريم وحيدا غريبا فى هذه الحياه القاسيه، بلا ناصر و لا معين سوى الله تعالى، فلقد كانت الزهراء خير محاميه و مدافعه و ناصره لزوجها فى تلك الأحداث، فمن الذى يقوم مقامها اذا هى فارقت الحياه؟!


و مما كان يؤلمها فى تلك السويعات أكثر و أكثر و كان يضغط على قلبها أنها تفارق أطفالها الصغار، و كأنهم أفراخ لم تنبت أجنحتهم بعد، و قد ذركنا (فيما مضى) أن من جمله أسمائها: الحانيه. لأنها ضربت الرقم القياسى فى الحنان و العطف على أولادها، و كانت أمهات العالم حبا و شفقه على أطفالها الاعزاء.


انها ستترك أفلاذ كبدها أهدافا لسهام هذا الدهر الخؤون الذى لا يرحم كبيرا و لا صغيرا، و لا وضيعا و لا شريفا، و خاصه و انها قد سمعت من أبيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) مرات عديده: أن آل رسول الله هم المستضعفون و انهم سوف يرون أنواع الاضطهاد و ألوان المصائب و الذل و الهون، كما شاهدت هى ذلك بعد وفاه أبيها الرسول (صلى الله عليه و آله).


و يعلم الله كيف كانت الهواجس و الأفكار تهاجم قلبها المنكسر المتألم.


و على كل حال: فالحزن- هنا- لا يجدى و لا ينفع و لا بد من الاستسلام للواقع المر، و التسليم لأمر الله و قضائه و لا بد من انتهاز هذه الفرصه القصيره التى تمر مر السحاب.


أقبلت الزهراء تزحف أو تمشى متكئه على الجدار نحو الموضع الذى يوجد فيه الماء من بيتها، و شرعت تغسل ثياب أطفالها بيديها المرتعشتين، ثم دعت أطفالها و طفقت تغسل رؤوسهم بالماء و الطين، لأنها لم تجد غسيلا غير الطين.


قف بنا لحظه!! لنبك على هذه السيده التى قد اقترب أجلها، و هى تلمس رؤوس أطفالها و أبدانهم النحيفه، و كأنها تودعهم، و ما يدريك أنها- حينذاك- كانت تبكى بصوت خافت، و تتقاطر الدموع من جوانب عينيها


الغائرتين، و تسيل على وجهها المنكسف لتغسل الذبول المستولى عليه.


و دخل الامام على (عليه السلام) البيت، و اذا به يرى عزيزته قد غادرت فراش العله و هى تمارس أعمالها المنزليه.


رق لها قلب الامام حين نظر اليها و قد عادت الى أعمالها المتبعه التى كانت تجهدها أيام صحتها، فلا عجب اذا سألها: سبب قيامها الأعمال بالرغم من النحراف صحتها؟


أجابته بكل صراحه: لأن هذا اليوم آخر يوم من أيام حياتى، قمت لاغسل رؤوس أطفالى و ثيابهم لأنهم سيصبحون يتامى بلا أم!!


سألها الامام عن مصدر هذا النبأ فأخبرته بالرؤيا، فهى بذلك قد نعت نفسها الى زوجها بما لا يقبل الشك.


اذن، فاسيده فاطمه فى أواخر ساعات الحياه، و قد حان لها أن تكاشف زوجها بما أضمرته فى صدرها (طيله هذه المده) من الوصايا التى يجب تنفيذها و لو بأغلى الأثمان و لا يمكن التسامح فيها أبدا، لأن لها غايه الأهميه.


كأنها قد فرغت من أعمالها المنزليه و عادت الى فراشها و فرغت لوصاياها:


قالت (عليهاالسلام) لعلى (عليه السلام): يا ابن عم!! انه قد نعيت الى نفسى، و اننى لا أرى ما بى الا أننى لا حقه بأبى ساعه بعد ساعه، و أنا أوصيك بأشياء فى قلبى».


قال لها على (عليه السلام): «أوصينى بما أحببت يا بنت رسول الله»، فجلس عند رأسها، و أخرج من كان فى البيت، ثم قالت:


«يا ابن عم! ما عهدتنى كاذبه و لا خائنه. و لا خالفتك منذ عاشرتنى».


فقال على (عليه السلام): «معاذ الله!! أنت أعلم بالله، و أبر و أتقى و أكرم، و أشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتى. و قد عز على مفارقتك و فقدك.


الا أنه أمر لا بد منه.


والله لقد جددت على مصيبه رسول الله، و قد عظمت وفاتك و فقدك فانا لله و انا اليه راجعون.


من مصيبه ما أفجعها و آلمها، و أمضها و أحزنها.


هذه مصيبه لا عزاء منها ورزيه لا خلف لها».


ثم بكيا جميعا ساعه، و أخذ الامام رأسها و ضمها الى صدره ثم قال:


«أوصينى بما شئت، فانك تجديننى و فيا أمضى كلما أمرتنى به، و أختار أمرك على أمرى».


فقالت: «جزاك الله غنى خير الجزاء.


يا ابن عم! أوصيك أولا:


أن تتزوج بعدى بابنه أختى أمامه، فانها تكون لولدى مثلى، فان الرجال لا بد لهم من النساء».


ثم قالت: «أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتى من هؤلاء الذين ظلمونى، فانهم عدوى و عدو رسول الله، و لا تترك أن يصلى على أحد منهم و لا من أتباعهم، و ادفنى فى الليل اذا هدأت العيون و نامت الأبصار


[ روضه الواعظين. و فى روايه، اذا هدأت الأصوات و نامت العيون.]


ثم قالت: «يا ابن العم! اذا قضيت نحبى فغسلنى و لا تكشف عنى، فانى طاهره مطهره، و حنطنى بفاضل حموط أبى رسول الله (صلى الله عليه و آله).


و صل على، و ليصل معك الأدنى من أهل بيتى و ادفنى ليلا لا نهارا، و سرا لا جهارا، و عف موضع قبرى، و لا تشهد جنازتى أحدا ممن ظلمنى.


يا ابن العم! أنا أعلم أنك لا تقدر على عدم التزويج من بعدى فان أنت تزوجت امرأه اجعل لها يوما و ليله، و اجعل لأولادى يوما و ليله.


يا أباالحسن! و لا تصح فى وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين، فانهما بالأمس فقدا جدهما و اليوم يفقدان أمهما، فالويل لأمه تقتلهما و تبغضهما، ثم أنشأب تقول:





  • ابكنى ان بكيت يا خير هادى
    يا قرين البتول أوصيك با
    أبكنى وابك لليتامى، و لا تنس
    قتيل العدى بطف العراق



  • و اسبل الدمع فهو يوم الفراق
    لنسل فقد أصبح حليف اشتياق
    قتيل العدى بطف العراق
    قتيل العدى بطف العراق







وروى صاحب كشف الغمه و ابن عبد البر فى الاستيعاب بسنده أن فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) لما مرضت مرضها الذى توفيت فيه، قالت لاسماء بنت عميس: أنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء انه يطرح على المرأه الثوب فيصفها لمن رأى.


فقالت أسماء: يا بنت رسول الله أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشه، فدعت بجرائد- النخل- رطبه فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمه (عليهاالسلام):«ما أحسن هذا و أجمله لا تعرف به المرأه من الرجل»، ثم قالت فاطمه (عليهاالسلام): «اذا أنا مت فاغسلينى أنت و لا يدخلن على أحد...»


[ المجالس: 61.

.


وروى ابن عباس وصيه مكتوبه لها (عليهاالسلام) جاء فيها:


بسم الله الرحمن الرحيم


«هذا ما أوصت به فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) أوصت و هى شهادت أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله، و أن الجنه حق، و النار حق، و أن الساعه آتيه لاريب فيها، و أن الله يبعث من فى القبور.


يا على: أنا فاطمه بنت محمد، زوجنى الله منك لأكون لك فى الدنيا و الآخره، أنت أولى بى من غيرى، حنطنى و غسلنى و كفنى بالليل و صل على


و ادفنى بالليل و لا تعلم أحدا. و أستودعك الله و أقرأ على ولدى السلام الى يوم القيامه»


[ البحار 43/ 214.] ]


هذه بعض وصايا السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) التى يتجلى فيها مدى تألمها من ذلك المجتمع، و مدى تذمرها من الجفاه القساه.


لحظات عمرها الأخيره



انتقلت السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) الى فراسها المفروش فى وسط البيت، و اضطجعت مستقبله القبله، واضعه يدها تحت خدها بعد أن هيأت طعاما لأطفالها، و قيل: أنها أرسلت بنتيها، زينب و أم الكلثوم الى بيوت بعض الهاشميات لئلا تشاهدا موت أمهها، كل ذلك من باب الشفقه و الرأفه، و التحفظ عليهما من صدمه مشاهده المصيبه.


يستفاد من بعض الأحاديث أن الامام عليا و الحسن و الحسين (عليهم السلام) كانوا خارج البيت فى تلك الساعه، و لعل خروجهم كان لأسباب قاهره و ظروف معينه، و على كل لم يحضروا تلك الدقائق الأخيره من حياه أمهم، و انما كانت أسماء حاضره و ملازمه لها، و يستفاد من بعض الأحاديث أن خادمه فضه أيضا كانت حاضره


[ فضه


(1) كانت فضه من أتقى النساء، و خادمه للزهراء (عليهاالسلام) و يجدر التأكيد أن فاطمه (عليهاالسلام) كانت تعيش فى بدايات حياتها الزوجيه مع على (عليه السلام) حياه العوز و الضيق المادى، كما تدل على ذلك بعض الروايات (البحار 43/ 88) و لكن بعد أن وهب لها النبى (صلى الله عليه و آله) فدكا، تحسن حالهما، و يروى أيضا أن النبى (صلى الله عليه و آله) وهب لها فضه، و قد كانت أمه و هى نوبيه (مناقب ابن شهر آشوب ج 3/ 120)، اذن فاذا رأينا بعض الروايات الاخرى تتحدث عن وجود خادمه فى البيت، فان ذلك لاختلاف الظروف و المراحل التى مرت على حياه الزهراء (عليهاالسلام) (البحار ج 43/ 228).


أسما بنت عميس الخثعميه


أسما بنت عميس: كانت زوجه جعفر بن أبى طالب و قد أولدها محمدا و عبدالله بن جعفر الطيار، و بعد شهادته فى معركه مؤته، تزوجها أبوبكر بن أبى قحافه فأولدها محمد بن أبى بكر- و بعد موت أبى بكر تزوجها أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (عليه السلام) فأولدها عونا و عبدالله و كانت أمرأه صالحه مواليه لأهل البيت لا سيما فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) فكانت معها فى كل المواقف الحرجه على الرغم من كونها زوجه الحاكم أبى بكر.


و قد هاجرت مع زوجها الى الحبشه. فقد روى عن أبى عبدالله- الصادق- (عليه السلام) قال: «أول نعش احدث فى السلام نعش فاطمه. أنها أشتكت شكوتها التى فيها و قالت لاسماء: أنى نحلت، و ذهب لحمى، ألا تجعلين لى شيئا يسترنى؟قالت أسماء: انى اذ كنت فى أرض الحبشه رأيتهم يصنعون شيئا أفلا أصنع لك؟ فان أعجبك أصنع لك. قالت: نعم، فدعت بسرير فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه، ثم جللته ثوبا، فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت- فاطمه (عليهاالسلام)- اصنعى لى مثله، استرينى سترك الله من النار» (التهذيب ج 1 ص 469، البحار 43/ 2121 ح 42).]


حانت ساعه الاحتضار، و حاله النزع، و انكشف الغطاء، و نظرت السيده فاطمه نظرا حادا ثم قالت: «السلام على جبرئيل.


السلام على رسول الله.


اللهم مع رسولك، اللهم فى رضوانك و جوارك و دارك دار السلام».


ثم قالت: «أترون ما أرى؟» فقيل لها: ما ترين؟ قالت: «هذه مواكب أهل السموات و هذا جبرئيل، و هذا رسول الله يقول: يا بينه اقدمى، فما أمامك خير لك».


و فتحت عينيها.... ثم قالت: «و عليك السلام يا قابض الأرواح عجل بى و لا تعذبنى»، ثم قالت: «اليك ربى لا الى النار».


ثم غمضت عينيها، و مدت يديها و رجليها و فارقت الحياه فشقت أسماء جيبها، و وقعت عليها تقلبها و هى تقول: يا فاطمه اذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام


[ و فى روايه أنها دخلت حجرتها و قالت لاسما بنت عميس بعد ساعه نادينى فان اجبتك والا فاعلمى أنى ميته.]


و دخل الحسن و الحسين فوجدا أمهما مسجاه فقالا: «يا أسماء ما بنيم أمنا فى هذه الساعه؟» قالت: يا بنى رسول الله ليست أمكما نائمه، قد فارقت الدنيا.


فألقى الحسن نفسه عليها يقبل رجلها و يقول: «يا أماه كلمينى قبل أن


/ 35