و أما كناها - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عن على بن جعفر، عن أخيه، عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: «ان فاطمه (عليهاالسلام) صديقه شهيده»


[ المصدر السابق.]


و قال الصادق (عليه السلام): «و هى الصديقه الكبرى، و على معرفتها دارت القرون»


[ البحار ج 43 ص 105.]


و عن النبى (صلى الله عليه و آله) فى حديث طويل:


«يا على: انى قد أوصيت فاطمه بأشياء و أمرتها أن تلقيها اليك، فأنفذها، فهى الصادقه الصدوقه، ثم ضمها اليه و قبل رأسها و قال: فداك أبوك يا فاطمه»


[ البحار ج 22 ص 491.]


و عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبى عبدالله (عليه السلام): من غسل فاطمه (عليهاالسلام)؟


قال: ذاك أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فكأنما استضقت (استفظعت) ذاك من قوله، فقال لى: كأنك ضقت مما أخبرتك به؟


فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك؟


فقال: «لا تضيقن فانها صديقه لم يكن يغسلها الا صديق، أما علمت أن مريم لم يغسلها الا عيسى؟»


[ الوسائل ج 2 ص 714- 715.] الحديث.


و أما كناها



قال العلامه ابن شهر آشوب (رحمه الله):


و كناها: ام الحسن، و ام الحسين، و ام المحسن، و ام الأئمه، و ام


أبيها


[ الماقب ج 3 ص 357.]


و قال العلامه الأربلى (رحمه الله): كان النبى (صلى الله عليه و آله) يعظم شأنها، و يرفع مكانها، و كان يكنيها بام أبيها


[ كشف الغمه: ج 1 ص 462.]


و قال المولى الأنصارى (رحمه الله): و ذكر بعضهم أن من جمله كناها: ام الخيره،و ام المؤمنين، و ام الأخيار، و ام الفضائل، و ام الأزهار، و ام العلوم، و ام الكتاب


[ اللمعه البيضاء: ص 50.]


و قال فى (نخبه البيان): فمنها ام أسماء، ذكره الخوارزمى فى مقتله، و لعله لتعدد اسمائها الحاكيه عن صفاتها العليا و مناقبها العظمى


[ نخبه البيان فى تفصيل سيده النسوان: ص 86.]


لماذا كنيا (ام أبيها)؟!


قد يكون السر فى تكنيتها بام أبيها هو أنه (صلى الله عليه و آله) كان يعاملها (عليهاالسلام) معامله الولد امه، و أنها تعامله معامله الام ولدها، كما أن تاريخ يؤيذ ذلك و الأخبار تعضده، ففى الأخبار الكثيره أنه (صلى الله عليه و آله) كان يقبل يدها و يخصها بالزياره عند كل عوده الى المدينه و يودعها منطلقا عنها فى كل أسفاره و رحلاته، و كأنه يتزود من هذا النبع الصافى عاطفه لسفره كما يتزود الولد من امه، و نلاحط من جهه اخرى أن فاطمه (عليهاالسلام) تحتضنه و تضمد جروحه، و تخفف آلامه كالام المشفقه الرؤوم. و خلاصه القول: فان كل ما يجده الولد فى امه من العطف و الرقه و الشفقه و الأنس، فهو (صلى الله عليه و آله) يجده فى فاطمه (عليهاالسلام) و كأنها امه


[ فاطمه الزهراء بهجه قلب المصطفى ص 204.]


و نقل المولى الأنصارى (رحمه الله): ان النكته فى هذه التكنيه انما هى محض اظهار للمحبه، فان الانسان اذا أحب ولده أو غيره و أراد أن يظهر فى حقه غايه المحبه قال: (يا اماه) فى خطاب المؤنث و (يا أباه) فى خطاب المذكر، تنزيلا لهما بمنزله الام و الأب فى المحبه و الحرمه على ما هو معروف فى العرف و العاده


[ اللمعه البيضاء ص 50.]


أو أن الله- عز و جل- لما شرف و كرم أزواج النبى (صلى الله عليه و آله) بتكنيتهن بامهات المؤمنين صرن فى معرض أن يخطر ببالهن أنهن أفضل النساء حتى من بضعه المصطفى فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، و لأجل ذلك كناها أبوها بام أبيها صونا عن هذا الخواطر الوساوس، يعنى يا نساء النبى أن كنتن أمهات المؤمنين ففاطمه (عليهاالسلام) ام النبى ام المصطفى، ام الرسول، ام أبيها


[ فاطمه بهجه قلب المصطفى ص 204.]


و هذه منظومه تضمنت أكثر أسماء الزهراء (عليهاالسلام) و القابها و نعوتها التى نعتها بها العلماء و الخطباء:







  • ألقاب بنت المصطفى كثيره
    نفسى فداها و فدا أبيها
    سيده انسيه حوراء
    كريمه رحيمه شهيده
    شريفه حبيبه محترمه
    صفيه عالمه عليمه
    ميمونه منصوره محتشمه
    حامله البوى بغير شكوى
    حبيبه الله و بنت الصفوه
    ركن الهدى و آيه النبوه



  • نظمت منها نبذه يسيره
    ] و بعلها الولى مع بنيها
    نوريه حانيه عذراء
    عفيفه قانعه رشيده
    صابره سليمه مكرمه
    معصومه مغصوبه مظلومه
    جميله جليله معظمه
    حليفه العباده و التقوى
    ركن الهدى و آيه النبوه
    ركن الهدى و آيه النبوه















  • شفيعه العصاه ام الخير
    سيده النساء بنت المصطفى
    قره عين المصطفى و بعضعته
    حكيمه فهيمه عقيله
    عابده زاهده قوامه
    عطوفه رؤوفه حنانه
    والده السبطين دوحه النبى
    بدر تمام غره غراء
    واسطه قلاده الوجود
    وليه الله و سر الله
    مكينه فى عالم السماء
    دره بحر العلم و الكمال
    قطب رحى المفاخر السنيه
    مشكاه نور الله و الزجاجه
    ليله قدر ليله مباركه
    قرار قلب امها المعظمه
    مكسوره الضلع الصدر
    مغصوبه الحق خفى القبر



  • تفاحه الجنه و المطهره
    صفوه ربها و موطن الهدى
    مهجه قلبه كذا بقيته
    محزونه مكروبه عليله
    باكيه صابره صوامه
    البره الشفيقه الأنانه
    نور سماوى و زوجه الوصى
    روح أبيها دره بيضاء
    دره بحر الشرف و الجود
    أمينه الوحى و عين الله
    جمال الآباء شرف الأبناء
    جوهره العزه و الجلال
    مجموعه المآثر العليه
    كعبه الآمال لأهل الحاجه
    ابنه من صلت به الملائكه
    عاليه المحل سر العظمه
    مغصوبه الحق خفى القبر
    مغصوبه الحق خفى القبر




[ الجنه العاصمه ص 66- 68.



أمينه النبى و خديجه



الذريه هى الامتداد الطبيعى للانسان فى هذه الدنيا الفانيه، و الانسان يسعى للحصول على الذريه و تربيتها بحكم الغريزه التى فطره الله عليها.


و هذا من أسرار الكون التى تدفع الانسان للاحتفاظ بنسله و نوعه، و الا


أنقرضت البشريه و أنهى الموت وجودها عن وجه الأرض.


و الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) و زوجته خديجه كانا يتمنيان الولد الصالح. فخديجه التى قدمت كل شى ء فى سبيل الله و سلمت أمرها بلا أى قيد أو شرط الله و لرسوله، كانت تطمح الى ولد صالح من صلب محمد (صلى الله عليه و آله) ليكون ناصرا لرساله الدين، و حاميا لأهدافه الساميه، و حاملا لرايه الحق بعد وفاه أبيه.


و محمد (صلى الله عليه و آله) يعلم علم اليقين أن الموت حق، و أن أيامه المباركه و عمره الشريف محدود فى هذه الدنيا، و لا يكفى لتحقيق آماله و الوصول الى أهدافه، لينجى البشريه التعيسه من مستنقع الضلال و براثن الجاهليه، فلا بد من عصبه اولى قوه و اولى بأس شديد تلى الأمز من بعده، و تكون من ذريته و نسله.


و لكن الأجل كان- للأسف- يعاجل أبناء محمد (صلى الله عليه و آله) و يوافيهم و هم صغار، فلم يبق منهم أحد، و هم عبدالله، و القاسم


[ روى فى بعض كتب السير أن رقيه و زينب ربيبات النبى (صلى الله عليه و آله) و ليس بناته و كانتا ابنتى هاله اخت خديجه (عليهاالسلام). و فى روايه اخرى انهن بنات خديجه من زوجها السابق.] ] ، فيحزن الرسول (صلى الله عليه و آله) و خديجه- لذلك- حزنا شديدا، و يفرح الاعداء و يشمتون و يظنون أن نسل محمد قد انقرض فينادونه بالابتر أحيانا


[ سيره ابن هشام ج 2 ص 34. تفسير جوامع الجامع للطبرسى 529.]


الكوثر



أنزل الله سبحانه سوره الكوثر:


بسم الله الرحمن الرحيم


(انا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر ان شانئك هو الأبتر)


ردا على أعداء رسوله (صلى الله عليه و آله)؛ و وفاء بوعده، والله لا يخلف الميعاد. و سرعان ما رزقه الله ذريه طاهره مباركه تنتهى اليها الفضائل، و تعبق بالجلال و الكمال، حينما ولدت الزهراء (عليهاالسلام)، و أشرق أفق الحياه بنور الولايه و شعاع الامامه، و بشر الرسول (صلى الله عليه و آله) بها، فغمرته السعاده و السرور، و انتشى قلبه بحمدالله، و طفح البشر على قسماته المباركه، و أطمأن و سكن لتحقيق وعد الله....


و حاشى لنبى الرحمه (صلى الله عليه و آله) أن يكون كأولئك السفهاء الجهله من رجال الجاهليه الذين (و اذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون ام يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون)


[ سوره النحل: 58- 59.]


كيف و هو رسول الله (صلى الله عليه و آله) الذى بعث لأمه كانت تأكل القد و تئد البنات بلا ذنب، و ترى المرأه عيا و عوره، ليغير أفكارها، و يمحو آثارها، و يحارب عقائدها الباليه. و يقدم المرأه الى المجتمع لتتحمل مسؤولياتها، و تخوض عباب الحياه، و تؤدى وظائفها و مسؤولياتها التى انيطت بها بما يناسب طبيعتها الخاصه و تكوينها، و تكون عضوا فاعلا مؤثرا فى الوسط الذى تعيش.


و قد أراد الله سبحانه أن يبين مكانه المرأه و قيمتها فى الاسلام، فجعل ذريه النبى (صلى الله عليه و آله) فى ابنته، و قدر أن يكون أئمه الدين و قاده الناس أجمعين منها.


و بذلك تهدمت صروح الجاهليه الرعناء التى اعتبرت المرأه عارا يجب التخلص منه، و وصمه لا بد من التنصل منها؛ و أنكرت أن تكون البنت من الذريه


[ فاطمه الزهرا المرأه النموذجيه فى الاسلام/ ابراهيم أمينى/ ترجمه على جمال الحسينى.]


ففى تفسير سوره الكوثر:


و القول الثالث: الكوثر أولاده. قالوا: لأن هذه السوره انما انزلت ردا على من عابه (صلى الله عليه و آله) بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان، فأنظركم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلى منهم و لم يبق من بنى اميه فى الدنيا أحد يعبأ به! ثم أنظركم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر و الصادق و الكاظم و الرضا (عليهم السلام) و النفس الزكيه و أمثالهم


[ التفسير الكبير ج 32 ص 124.]


و قال أيضا: انا اذا حملنا الكوثر على كثره الاتباع أو على كثره الأولاد و عدم انقطاع النسل كان هذا اخبارا عن الغيب، و قد وقع مطابقا له، فكان معجزا


[ التفسير الكبير ج 32 ص 128.]


و قال الآموسى فى تفسير (ان شانئك هو الأبتر): الأبتر الذى لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل و لا حسن ذكر، و أما أنت فتبقى ذريتك.. عليه دلاله على أن أولاد البنات من الذريه


[ روح المعانى ج 30 ص 247.]


و يستفاد من كليهما أن فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) وسيله لكثره أولاده و بقاء نسله (صلى الله عليه و آله)، و أن ذريتها دريته و أولادها أولاده، و هذا من أعظم بركاتها (عليهاالسلام).


و قال العلامه الطباطبائى (رحمه الله): ان كثره ذريته (صلى الله عليه و آله) هى المراده وحدها بالكوثر الذى أعطاه النبى (صلى الله عليه و آله)، أو المراد بها الخير الكثير، و كثره الذريه مراده فى ضمن الخير الكثير، و لو لا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله (ان شانئك هو الأبتر) خاليا عن الفائده.


و قد استفاضت الروايات أن السوره انما نزلت فيمن عابه (صلى الله عليه


و آله) بالأبتر بعدما مات ابناه القاسم، و عبدالله، و بذلك يندفع ما قيل: ان مراد الشأنى بقول (أبتر) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير، فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير. و لما فى قوله (انا أعطيناك) من الامتنان عليه (صلى الله عليه و آله) جى ء بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمه، و لما فيه من تطييب نفسه الشريفه أكدت الجمله (ان) و عبر بلفظ الاعطاء الظاهر فى التمليك و بالجمله لا تخلو من دلاله على أن ولد فاطمه (عليهاالسلام) ذريته (صلى الله عليه و آله)، و هذا فى نفسه من ملاحم القرآن الكريم، فقد كثرالله- تعالى- نسله بعده كثره لا يعادلهم فيها أى نسل آخر، مع ما نزل عليهم من النوائب، و أفنى جموعهم من المقاتل الذريعه


[ الميزان ج 2 ص 370- 371.]


و قال العلامه القزوينى: و وجه المناسبه أن الكافر شمت بالنبى (صلى الله عليه و آله) حين مات أحد أولاده و قال: ان محمد أبتر، فان مات مات ذكره. فأنزل الله هذه السوره على نبيه (صلى الله عليه و آله) تسليه له، كأنه- تعالى- يقول: ان كان ابنك قد مات فانا أعطيناك فاطمه، و هى و ان كانت واحده و قليله و لكن الله سيجعل هذا الواحد كثيرا


[ فاطمه الزهراء من المهد الى اللحد ص 86.]


وروى عن النبى (صلى الله عليه و آله) قال: «ان الله- عز و جل- جعل ذريه كل نبى فى صلبه، و ان الله- عز و جل- جعل ذريتى فى صلب على بن أبى طالب»


[ كفايه الطالب ص 379.]


و قال (صلى الله عليه و آله) أيضا فى حديث طويل: «يا فاطمه، ما بعث الله نبيا الا جعل له ذريه من صلبه، و جعل ذريتى من صلب على، و لو لا على ما كانت لى ذريه»


[ كفايه الطالب ص 379.]


وروى الخطيب عن عبدالله بن عباس قال: كنت أنا و أبى العباس بن عبدالمطلب جالسين عند رسول الله (صلى الله عليه و آله) اذ دخل على بن أبى طالب، فسلم فرد عليه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و بش به وقام اليه و اعتنقه و قبل بين عينيه و أجلسه عن يمينه.


فقال العباس: يا رسول الله، أتحب هذا؟


فقال النبى (صلى الله عليه و آله): «يا عم رسول الله، والله الله أشد حبا له منى، ان الله جعل ذريه كل نبى فى صلبه، و جعل ذريتى فى صلب هذا»


[ تاريخ بغداد ج 1 ص 316- 317.]


عن حميد بن صالح، مرفوعا، عن الامام جعفر بن محمد الصادق قال: حدثنى أبى، عن أبيه، عن الحسين بن على (عليهماالسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «فاطمه بهجه قلبى، و ابناها ثمره فؤداى، و بعلها نور بصرى، و الأئمه من ولدها أمناء ربى و حبله الممدود بينه و بين خلقه، من اعتصم به نجا، و من تخلف عنه هوى»


[ فرائد السمطين ج 2 ص 66.]


و عن الامام على بن موسى الرضا قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر قال: حدثنى أبى جعفر بن محمد الصادق قال: حدثنى أبى محمد بن على الباقر قال: حدثنى أبى على بن الحسين قال: حدثنى أبى الحسين، عن أبيه على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «ان الله عز و جل ليغضب لغضب فاطمه، و يرضى لرضاها»


[ فرائد السمطين ج 2 ص 46.]


لبن الام



لما ولدت فاطمه (عليهاالسلام) تناولتها المرأه التى كانت بين يديها و غسلتها، و أخرجت خرقتين، فلفتها بواحده وقنعتها بالاخرى ثم قالت: خذيها يا خديجه، طاهره مطهره زكيه ميمونه، بورك فيها و فى نسلها. فتناولتها خديجه فرحه مسروره مستبشره، و ألقمتها ثديها فدر عليها و شربت، فنمت فاطمه ذلك النمو الرائع


[ دلائل الامامه: ص 9.]


نعم، أرضعت خديجه وليدتها العزيزه من لبن صدرها و لم تحرمها مما أعده الله لها- كما تصنع بعض الجاهلات من النساء- و ذلك لأنها كانت تعلم، أو أنها سمعت من النبى (صلى الله عليه و آله)، أن لبن الام هو أفضل غذاء صحى يناسب الجهاز الهضمى للطفل الذى عاش تسعه أشهر فى رحم امه، و شاركها فى الهواء الذى تتنفسه، و الغذاء الذى تأكله، و الدم الذى يجرى فى عروقها، فلبن الام يوافق تركيبه الطفل الخاصه و لا مجال للغش فيه، و لا طريق للجراثيم و الميكروبات اليه.


قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «ما من لبن رضع به الصبى أعظم بركه من لبن أمه»


[ الوافى ج 3 ص 207.]


و كانت تعلم (رضى الله عنها) ما للرضاعه من ثدى الام من أهميه بالغه فى حياه الطفل، الذى يترعرع فى أحضان الام و يستشعر الحب و الحنان؛ فباشرت هى برضاعه الزهراء (عليهاالسلام) و تربيتها، لترضعها لبنا من ينابيع الشرف و العز، و النجابه، و العلم، و الفضيله، و الصبر، و الشجاعه.


و هل سوى ثدى خديجه و صدرها الطاهر الحنون، يربى مثل الزهراء


(عليهاالسلام) مشعل النور و المعرفه، و معدن الشجاعه و الفضيله الطاهره الطهر، التى أينغت ثمار بساتين النبوه ببركه وجودها المقدس.


و لبن كل ام لا يضاهى لبن السيده خديجه لا بنتها الطاهره فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، الا النبى (صلى الله عليه و آله)، حينما كان يوجر اللبن لعلى بن أبى طالب (عليه السلام) و هو رضيع، بيده المباركه عندما كان يرضعه، و كذلك رضاعته (صلى الله عليه و آله) الحسنين من لسانه الطاهر، و ابهامه الميمون.


و قد تركت هذه الرضاعه أثرها البالغ و العميق فى نفوسهم الطاهره صلوات الله عليهم، فجعلتهم نماذج فخر و مصدر كرامه و ابا للانسانيه جميعا.


/ 35