المرأه التاجره - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دين أبيهم ابراهيم؛ ما حجر نطيف به لا يسمع و لا يبصر، و لا يضر و لا ينفع؟!فتفرقوا فى البلدان يلتمسون الحنيفيه، دين ابراهيم


[ سيره ابن هشام ج 1 ص 237.]


و حينما نزل الوحى على رسول الله (صلى الله عليه و آله) انطلقت خديجه (عليهاالسلام) الى ورقه بن نوفل- هذا الرجل العالم- فأخبرته بما أخبرها به رسول الله (صلى الله عليه و آله) أنه رأى و سمع، فقال ورقه بن نوفل: قدوس، قدوس.. انه لنبى هذه الامه، فقولى له: فليثبت فرجعت خديجه الى رسول الله (صلى الله عليه و آله). فأخبرته بما قال ورقه.


فليقه ورقه بن نوفل و هو يطوف فقال: يا ابن أخى، أخبرنى بما رأيت و سمعت، فأخبره رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال له ورقه:


و الذى نفسى بيده انك لنبى هذه الامه، و لقد جاءك الناموس الأكبر الذى جاء موسى، و لتكذبنه، و لتؤذينه، و لتخرجنه، و لتقاتلنه


[ الهاء فى هذه الأفعال للسكته.] ، و لئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرون الله نصرا يعلمه. ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه، ثم أنصرف رسول الله (صلى الله عليه و آله) الى منزله


[ سيره ابن هشام ج 1 ص 253 و 254.] ..


يفهم من هذه الروايات و أمثالها أن خديجه كانت من الاسر كانت من الاسر العريقه المعروفه بالعلم و العلماء و كان ذووها على الحنيفه دين ابراهيم، ينتظرون دين الحق.


المرأه التاجره



مع أن التاريخ لم يتعرض للجزئيات المتعلقه بحياه السيده خديجه، الا أن ما وصل الينا يمكن أن يرسم بعض معالم شخصيتها المتميزه و البارزه.


ت زوجت خديجه فى أول شبابها (عتيق بن عائذ) الا أنه لم يعش طويلا، و سرعان ما رحل عنها و ترك لها ثروه طائله و مالا كثيرا. فتزوجت بعد فتره بتاجر من بنى تميم اسمه (هند بن بناس)، و لم يعش- أيضا- حيث ودع الدنيا فى ربيع عمره،و خلف وراءه خديجه مع أموال و ثروه طائله.


و هنا ينبغى الالتفات الى نكته مهمه تكشف عن روح هذه المرأه الشريفه الكبيره، و همتها العاليه، و حريتها و استقلالها.


و هى: ان خديجه التى ورثت اموالا طائله، و ثروه هائله من زوجيها، لم تترك هذه الأموال راكده، و لم تراب بها فى زمن كان الربا رائجا، و انما استثمرت هذه الأموال فى التجاره، و استخدمت رجالا صالحين لهذا الغرض، و استطاعت أن تكسب عن طريق التجاره ثروه ضخمه حتى قيل:


«ان لها أزيد من ثمانين الف جمل متفرقه فى كل مكان، و كان لها فى كل ناحيه تجاره، و فى كل بلد مال، مثل مصر و الحبشه و غيرها»


[ البحار ج 16 ص 22.]


«و كانت خديجه بنت خويلد امراه ذات شرف و مال، تستأجر الرجال فى مالها و تضاربهم»


[ سيره ابن هشام ج 1 ص 199.]


و لابد أن نقول: ان اداره قافله تجاريه كبيره من هذا القبيل فى ذلك العصر فى الجزيره العربيه كان أمرا عسيرا، و لا سيما اذا كان المدير امرأه، فى زمن كانت امرأه محرومه من جميع حقوقها الاجتماعيه، و كثيرا ما كان الرجال


القساه يئدون بناتهم دون ذنب.


اذن، لا بد لهذه المرأه العظيمه من نبوغ متفوق، و شخصيه الرسول و خيره بشؤون الحياه كافيه تؤهلها لا داره تلك التجاره الواسعه


[ انظر: فاطمه الزهراء النموذجيه فى الاسلام/ ابراهيم أمينى/ تعريب على جمال الحسينى.]


و من نبوغها وحده ذكائها و نظرتها البعيده أدركت عظمه شخصيته الرسول الأكرام (صلى الله عليه و آله) و سمو أخلاقه و مستقبله الزاهر قبل تكليفه برساله السماء، فأختارته زوجا لها من دون الرجال و الشخصيات المرموقه الذين تقدموا لخطبتها، بل و هى التى تقدمت و عرضت نفسها و رغبت فى الاقتران به، على رغم البون الشامع بين حياتها الماديه و حياته البسيطه، على رغم كونها امرأه، و من صفات المرأه الحرص على تملك، لا سيما اذا كانت أرمله و ليس لها كفيل و لا حام يحميها.


و مع ذلك كله فقد عشقت شخصيته و مكارم أخلاقه و بذلت له نفسها و ما تلك، قبل البعثه و بعدها و مكنته من التصرف و بذل مالها فى سبيل الله و الاسلام. و كان لأموال السيده الطاهره خديجه بنت خويلد (رضوان الله عليها) الأثر البالغ، و الركيزه الاولى، و المنعطف الخطير فى تثبيت دعائم الاسلام يومذاك و تقويته، اذ كان الدين الاسلامى و بر عما، و فى خطواته الأولى و فى دور التكوين، و كان بأمس الحاجه الى المال لتبليغ رساله السماء و بلوغ هدفه، فيفيض الله سبحانه لخدمه الاسلام السيده خديجه و أموالها، و بفضله تحقق الهدف الأول المنشود، فكان ركنا من أركان الاسلام، و قد أشار سبحانه و تعالى بهذه الآيه (و وجدك عائلا فأغنى) أغناك بمال خديجه، قال (صلى الله عليه و آله): «ما نفعنى مال قط مثل ما نفعنى مال خديجه».


اقتران النور بالعطاء



بلغ محمد بن عبدالله (صلى الله عليه و آله) ريعان الشباب مفعما بالفضائل، و الاستقامه، و الخلق القويم، و الانقطاع الى عباده ربه الواحد الأحد، متبتلا الى الله سبحانه و تعالى، يحمل بين جنابته روح الانسانيه، و التفانى فى اسعاد الآخرين، و يقطر ايمانا و حبا و خلقا جسد مكارم الأخلاق بكمالها و تمامها.


و مثل هذا الشخص العظيم لابد أن يفكر بالاقتران بامرأه تشاطر هذه الصفات، و ترتفع الى مستوى حياته، و تعاضده فى بلوغ أهدافه المقدسه، و تتفهمه و تصمد أمام الهزات و الصدمات التى تتنظره فى المستقبل، و تبذل كل غال و نفيس فى سبيل نيل الأهداف الساميه.


و لم يكن فى سماء تفكير محمد (صلى الله عليه و آله) ثمه امرأه تفهمه، و تتبحسس مشاعره و احاسيسه، و تصلح لتحمل هذه المهمه الصعبه، و تكون جديره بمشاركته، غير أن الله قيض له السيده الطاهره خديجه الكبرى (عليهاالسلام)، المرأه العاقله، اللبيبه، الفاضله، الحنون، الثريه، سيده مكه الأولى.


و لم يخطر على بال رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يتزوج من امرأه ثريه، و لم يشغل المال باله لحظه واحده من حياته المباركه، الا أن السيده خديجه بنت خويلد (عليهاالسلام) هى التى غرضت نفسها عليه، و اختارته لنفسها بعلا، و يا لها من سعاده!!


و لم يكن زواج رسول الله (صلى الله عليه و آله) و اقرانه بالسيده خديجه الكبرى يشبه الزواج المتعارف بين الناس، و لا بين الخاصه من عليه القوم، بل يعتبر هذا الزوج الوحيد من نوعه فى الجزيره العربيه، و خاصه بين قريش، اذ كان ذلك القران الميمون المبارك نتيجه حب و تعلق، و تحديق فى أعماق الروح


و المستقبل و الذوات المقدسه، دونما التفات الى أى دافع مادى أو سياسى أو ما يشبه ذلك مما يحدث بين العظماء و الرؤساء فى العالم.


و لم يكن هناك تناسب بين طريقه حياه محمد (صلى الله عليه و آله) الموصوفه بالبساطه و الزهد، حيث كان يغيش فى حمايه و كفاله عمه أبى طالب، شيخ البطحاء بعد وفاه جده عبدالمطلب، سيد قريش و عظيمهم، و كانت حياتهم العفيفه البسيطه أقرب ما تكون الى الكفاف و الزهد على الرغم من علو قدرهم و مقامهم الشامخ فى مكه، و بين قريش بصوره خاصه، و فى الجزيره العربيه، و فى أوساط القبائل بصوره عامه. و بين حياه و معشيه سيده مكه الاولى «خديجه بنت خويلد» القرشيه،التى كانت تعتبر أثرى قرشيه و أغنى امرأه فى مكه، حيث كانت أموالها و تجارتها سائره فى رحلاتها صيفا و شتاء، بين مكه و الشام، و بين مكه و اليمن،سيده ببركتها كان يعيش العشرات بل المئات من الناس بفضل خدمتها فى تجارتها.


و كانت (عليهاالسلام) لا زالت تحتفط بانوثتها و جاذبيتها على الرغم من انجابها و بلوغها الأربعين عاما من عمرها.


و قصه زواج خديجه من رسول الله (صلى الله عليه و آله) تعد منعطفا مهما و من النقاط اللامعه النورانيه فى حياتها. فلما توفى زوجها عنها ظهرت عليها روح الاستقلال، و الاعتماد على النفس، و الحريه بشكل واضح، و كانت تمارس التجاره كأفضل الرجال عقلا و رشدا. و رفضت- باصرار- الزواج من الملوك و الأشراف و الاثرياء الذين تقدموا اليها- لما عرفت به من الشرف و النسب الرفيع و الثروه- و بذلوا لها الكثير من الأموال مهرا، و رضيت باندفاع للزواج من محمد (صلى الله عليه و آله) الفقير اليتيم؛ لم ترفض أولئك و ترضى بمحمد (صلى الله عليه و آله) فحسب، بل تقدمت بشوق و اندفاع لتقترح على محمد (صلى الله عليه و آله) الزواج منها على أن يكون المهر من أموالها.


فأصبح هذا الأمر سببا لسخريه نساء قريش و نقدهن اللاذع. و قد


اشتهر أن النساء يعشقن الثروه و الكماليات فى الحياه، و غايه مطامحهن أن يتزوجن من ثرى شريف يعشن فى بيته بهدوء، و يشتغلن بالتجمل و الأنس، و خديجه لم تبحث عن الرجل الغنى، لأن أفكارها أجل و أرفع من هذا، و انما هى تنتظر الزوج العظيم، و الرجل القوى، و الشخصيه اللامعه، و الروحانيه الشفافه التى تنجى العالم من وحل الجاهليه، و مستنقع التخلف و التعاسه.


و التاريخ يروى لنا أن خديجه سمعت من العلماء و الأحبار أن محمدا (صلى الله عليه و آله) نبى آخر الزمان فتعلق قلبها به، فأرسلت اليه تسأله الخروج الى الشام فى قافله مع مولاها ميسره- ليراقب تحركاته و سلوكه عن كثب، و لعل هذا العمل كان اختبارا لما سمعته من العلماء و الأحبار- فسافر النبى بعيرها الى الشام، فرأى ميسره منه فى الطريق العجائب، و حينما عادوا من السفر حكى لها ما شاهده، فبعثت الى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقالت له: يا ابن العم، قد رغبت فيك لقرابتك منى، و شرفك فى قومك و وسطك فيهم، و أمانتك عندهم، و حسن خلقك، و صدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها


[ البحار ج 16 ص 9.]


فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يتزوج خديجه بنت خويلد أقبل أبوطالب فى أهل بيته و معه نفر من قريش حتى دخل على عم خديجه، فابتدأ أبوطالب بالكلام قائلا:


«الحمد لرب هذا البيت الذى جعلنا من زرع ابراهيم و ذريه اسماعيل، و أنزلنا حرما آمنا، و جعلنا الحكام على الناس، و بارك لنا فى بلدنا الذى نحن فيه، ثم ان ابن اخى هذا- يعنى محمدا (صلى الله عليه و آله)- ممن لا يوزن برجل من قريش الا رجح به، و لا يقاس به رجل الا عظم عنه، و لا عدل له فى الخلق، و ان كان مقلا فى المال فان المال رفد جار و ظل زائل، و له فى خديجه


رغبه، و قد جئناك لنخطبها اليك برضاها و أمرها، و المهر على فى مالى الذى سألتموه عاجلا و آجله، و له و رب هذا البيت حظ عظيم، و دين شائع، و رأى كامل».


ثم سكت أبوطالب، فتكلم عمها و تلجلج و قصر عن جواب أبى طالب و أدركه القطع و البهر، و كان رجلا عالما، فقالت خديجه مبتدئه: يا عماه انك و ان كنت أولى بنفسى منى فى الشهود فلست أولى بى من نفسى. قد زوجتك يا محمد نفسى و المهر على فى مالى، فأمر عمك فلينحر ناقه فليولم بها


[ البحار ج 16 ص 14،تذكره الخواص ص 302.]


و يروى ان خديجه و كلت ابن عمها ورقه فى أمرها، فلما عاد ورقه الى منزل خديجه بالبشرى، و هو فرح مسرور نظرت اليه فقالت: مرحبا و أهلا بك يا ابن عم،لعلك قضيت الحاجه.


قال: نعم يا خديجه يهنئك، و قد رجعت أحكامك الى و أنا وكيلك و فى غداه غد ازوجك ان شاءالله تعالى بمحمد (صلى الله عليه و آله).


فلما سمعت خديجه كلامه فرحت و خلعت عليه خلعه قد اشتراها عبدها نيسره من الشام بخمسمائه دينار


[ البحار ج 16 ص 65.]


و لما خطب أبوطالب (عليه السلام) الخطبه المعروفه، و عقد النكاح، قام محمد (صلى الله عليه و آله) ليذهب مع أبى طالب، فقالت خديجه:


الى بيتك، فبيتى بيتك و أنا جاريتك


[ سفينه البحار ج 16 ص 279.]


و هكذا تزوج الرسول (صلى الله عليه و آله).... و كان لهذا الزواج أهميه كبرى فى حياته، لأنه كان فقيرا معدما من جهه المال- و قد يكون لهذا السبب أو لا سباب اخرى تأخر زواجه المبارك الى سن الخامسه و العشرين-، و وحيدا ليس


له عائله من جهه اخرى، و بزواجه المبارك ارتفع الفقر و الحرمان، و وجد من يشاركه همومه، و يشاوره فى أمر، و يقاسمه مر الحياه و حلئها


[ أنظر: فاطمه الزهراء المرأه المنوذجيه فى السلام/ ابراهيم أمينى/ تعريب على جمال الحسينى.] كما أن خديجه (عليهاالسلام) فرحت بهذا الزواج فرحا شديدا و غمرتها سعاده ما بعدها سعاده، سعاده تحقيق أمانيها باقترانها بالرجل المأمول حيث أغلى أمانيها و غايه مقصودها.


و فى ختام هذه الفقره نود أن نذكر بعض ما ورد من أشعار انشدت فى زواج النبى (صلى الله عليه و آله) بخديجه (عليهاالسلام):


قال عبدالله بن غنم:






  • هنيئا مريئا يا خديجه قد جرت
    لك الطير فيما كان منك بأسعد



  • لك الطير فيما كان منك بأسعد
    لك الطير فيما كان منك بأسعد







  • تزوجت من خير البريه كلها
    و به بشر البران عيسى بن مريم
    قرب به الكتاب قدما بانه
    رسول من البطحاء هاد و مهتد



  • و من ذاالذى فى الناس مثل محمد؟
    و موسى بن عمران فيا قرب موعد
    رسول من البطحاء هاد و مهتد
    رسول من البطحاء هاد و مهتد




[ البحار ج 16 ص 15.

.

و قال حبر من أحبار اليهود مبشرا خديجه (عليهاالسلام) بنبوه محمد (صلى الله عليه و آله):






  • يا خديج لا تنسى الآن قولى
    و خذى منه غايه المحصول



  • و خذى منه غايه المحصول
    و خذى منه غايه المحصول







  • يا خديج هذا النبى بلا شك
    سوف يأتى من الاله بوحى
    و يزوجه ذات الفخار فيضحى
    فى الورى شامخا على كل جيل



  • هكذا قد قرأت فى الانجيل
    و يحبى من الاله بالتنزيل
    فى الورى شامخا على كل جيل
    فى الورى شامخا على كل جيل




[ البحار ج 16 ص 21.]



و أنشأ العباس يقول:






  • أبشروا آل فهر و غالب
    افخروا يا قومنا بالثنا و الرغائب



  • افخروا يا قومنا بالثنا و الرغائب
    افخروا يا قومنا بالثنا و الرغائب







  • شاع فى الناس فضلكم و علا فى المراتب
    فهو كالبدر نوره مشرق غير غائب
    بفتى هاشم الذى ما له من مناسب
    أحمد سيد الورى خير ماش و راكب
    فعليه الصلاه ما سار عيس براكب



  • قد فخرتم بأحمد زين كل الأطايب
    قد ظفرت خديجه بجليل المواهب
    جمع الله شملكم فهو رب المطالب
    فعليه الصلاه ما سار عيس براكب
    فعليه الصلاه ما سار عيس براكب




[ البحار ج 16 ص 72. و العيس الابل البيض يخالط بياضها سواد خفيف كرام الابل.]



قالت بعض النساء ممن حضرن عقد خديجه (عليهاالسلام):






  • أضحى الفخار لنا و عز الشان
    و لقد فخرنا يا بنى العدنان



  • و لقد فخرنا يا بنى العدنان
    و لقد فخرنا يا بنى العدنان







  • أخديجه نلت العلا بين الورى
    أعنى محمدا الذى لا مثله
    صلوا عليه و سلموا و ترحموا
    فتطاولى فيه خديجه! و اعلمى
    أن قد خصصت بصفوه الرحمن



  • و فخرت فيه جمله الثقلان
    ولدت النساء فى الأزمان
    فهو المفضل من بنى العدنان
    أن قد خصصت بصفوه الرحمن
    أن قد خصصت بصفوه الرحمن




[ البحار ج 16 ص 74.]



و خرجت بين يديها صفيه بنت عبدالمطلب (رضى الله عنها) و قالت:





  • جاء السرور مع الفرح
    أنوارنا قد أقبلت
    و الحال فيها قد نجح



  • و مضى النحوس مع الترح
    و الحال فيها قد نجح
    و الحال فيها قد نجح










  • بمحمد المذكور فى
    لو أن يوازن أحمد
    و لقد بدا من فضله
    ثم السعود لأحمد
    بخديجه بنت الكمال
    يا حسنها فى حليها
    هذا الأمين محمد
    ما فى مدائحه كلح



  • كل المفاوز و البطح
    بالخلق كلهم رجح
    لقريش أمر قد وضح
    و السعد عنه ما برح
    و بحر نايلها طفح
    و الحلم منها ما برح
    ما فى مدائحه كلح
    ما فى مدائحه كلح




[ الكلح: العبوس و القبح.]



صلوا عليه تسعدوا
والله عنكم قد صفح


[ البحار ج 16 ص 75.]



و قالت أيضا:







  • أخذ الشوق موثقات الفؤاد
    فليالى القا بنور التدانى
    فزت بالفخر يا خديجه اذ نلت
    فعذا شكره على الناس فرضا
    كبر الناس و الملائك جمعا
    فزت يا أحمد بكل الأمانى
    فعليك الصلاه ما سرت العيس
    و حطت لثقلها فى البلاد



  • و ألفت السهاد بعد الرقاد
    مشرقات خلاف طول البعاد
    من المصطفى عظيم الوداد
    شاملا كل حاضر ثم بادى
    جبرئيل لدى السماء ينادى
    فنحى الله عنك أهل العناد
    و حطت لثقلها فى البلاد
    و حطت لثقلها فى البلاد




[ البحار ج 16 ص 76.]



البيت الأول فى الاسلام



نعم،.... اجتمع شمل محمد و خديجه، و تأسست الأسره، و بنى البيت الذى يغمره الحب و السعاده و الحنان و الدف ء العائلى و التفاهم، فقد كانت خديجه أول من آمن بدعوه الرسول الاكرام (صلى الله عليه و آله)، و بذلت كل ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسه، و جعلت ثروتها بين يدى الرسول (صلى الله عليه و آله) و قالت: جميع ما أملك بين يديك و فى حكمك، اصرفه كيف تشاء فى سبيل اعلاء كلمه الله و نشر دينه.


و تأسست أول أسره فى الاسلام من لبنات ثلاث: محمد، و خديجه، و على


[ نهج البلاغه: الخطبه القاصعه، مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 180.] ] ، و كانت بذره الثوره الاسلاميه العالميه، و تحملت وظائفها الجسام، و مسؤوليتها الشاقه فى محاربه الكفر و الشرك و عباده الأوثان، و نشر رايه التوحيد فى العالم، و اشاعه العدل فى ربوعه.


و لم يك على وجه الأرض بيت اسلامى سواه، و هو القاعده الولى للتوحيد التى ضمت جنودا أوفياء، تجهزوا و استعدوا للنفوذ الى العالم، و فتح قلوب الناس، و بث عقيده التوحيد فيها.


عميد البيت محمد (صلى الله عليه و آله) و قد قال الله فيه: و انك لعلى خلق عظيم (القلم: 4). و سيده شؤونه الداخليه خديجه (عليهاالسلام).


و كان الرسول (صلى الله عليه و آله) يحب خديجه من أعماق قلبه، و يحترمها غايه الاحترام.


يقول هشام: كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يودها و يحترمها و يشاورها فى اموره كلها، و كانت وزير صدق، و هى أول امرأه آنت به، و لم


/ 35