موسوعة المصطفى والعترة (4) فاطمه الزهراء - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


موسوعة المصطفى والعترة (4) فاطمه الزهراء




المقدمه




الحديث عن العظماء و العباقره، و الشخصيات المميزه، صعب مستصعب، و ذلك لعظمه ما يحملون من القيم الانسانيه و الأهداف الساميه.



و لأجل أن نستكشف بعض مزايا هذا العظيم أو ذاك، نحتاج الى و قفات من التفكر و التدبر قبل الغور فى سبر تلك الشخصيه و أنى لنا ذلك؟ «فصفات ضوء الشمس يذهب باطلا».



هذا اذا عرفنا ان الحديث عن الأنبياء و المرسلين و أوصيائهم هو من ذلك المنط، باعتبار ان هذه الشخصيات تمثل القمه فى الأخلاق و المثل العليا فى الانسانيه، و لهم من الشرف الذى منحه سبحانه و تعالى اياهم مما جعلهم متميزون عن سائر البشر فى الخلق و السلوك و القيم الانسانيه.



فالنبى الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه و آله و سلم) اذا ما تخطينا سلسله الأنبياء و المرسلين منذ أن خلق الله سبحانه و تعالى آدم (عليه السلام ) و أدوع فيه ذلك النور، و أمر ملائكته و سكان سماواته أن يسجدوا لآدم تكريما لذلك النور، فسجد من سجد و كفر من كفر.



و لقد تدرجت هذه الأنوار و انتقلت من صلب شامخ الى رحم طاهر، كابرا عن كابر،مرورا بالمرسلين و الأنبياء، فنوح، و ابراهيم، و موسى (عليهم السلام)، و ما بينهم من الأنبياء و الحنفاء و الموحدين و الصالحين، حتى استقر ذلك النور فى صلب الحنيفى الموحد عبدالمطلب بن هاشم، و كل حلقه من سلسله هذا النسب الشريف موحدون حنفاء لله، و هذا ما أكده العقل و الفطره السليمه، و الأحاديث النبويه الشريفه التى وردت عن المبلغ الأمين لوحى السماء (صلى الله عليه و آله) كما نقله جل العلماء فى أسانيدهم و صحاحهم،



و يشهد على ذلك التاريخ السليم.



و كذا نجد هذه الصفوه المختاره من الله سبحانه ليكونوا مصداقا لخلفاء الله فى الأرض، فى تبليغ و تحقيق أهداف السماء على الأرض، و هم الذين يحلمون تلك الأنوار الآلهيه الساطعه التى أودعها سبحانه و تعالى فى صلب آدم (عليه السلام).



و ببركه ذلك النور، جعل نار نمرود بردا و سلاما على خليله ابراهيم، و بذلك النور، نجى الله سبحانه رسوله نوح و سفينته من الغرق، و من ذلك النور، فلق الله سبحانه البحر لموسى بن عمران، و نجاه و أصحابه من الغرق و من طغيان فرعون و بالآيات التسع، و لأجل ذلك النور، أعطى الله سبحانه و تعالى المعاجز و الآيات لرسله و أنبيائه، و خلصهم من طواغيت زمانهم و فراعنتها.



حتى استقر ذلك النور المبارك فى صلب الحنيفى الموحد عبدالمطلب بن هاشم، ثم انشطر الى قسمين أودع فى صلب عبدالله، و القسم الثانى أودع فى صلب عبد مناف «أبوطلب» ابنى عبدالمطلب.



و هكذا شاءت حكمه البارى جلت قدرته فى تقسيم هذا النور، و تنظيم هذا الأمر، و لا دخل فيه للانسان أو الصدف قطعا و لا القضاء و القدر، بل هى مشيئه ربانيه و ارداه وحده الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال و الجمال و الجلال اقتضت ذلك جلت قدرته.



ثم انبثق النور الأول فى سيد الكائنات، و أشرف المخلوقات محمد بن عبدالله المصطفى (صلى الله عليه و آله) لينتقل و يستقر هذا النور و يكون تلك النسمه الطاهره فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) و ينبثق القسم الثانى من النور و يستقر فى مولى الموحدين على بن أبى طالب (عليه السلام).



و لم يكن انشطار هذا النور من صلب عبدالمطلب بن هاشم الى نورين، الا لأجل أن يلتقيا ثانيه، و يتحدا فى على و فاطمه (عليهماالسلام) و هنا يكمن السر، لينجلى الحال.



«من معالم التربيه»



تربط شخصه الفرد ارتباطا و ثيقا بمجتمعه، و بيئته، و شخصيه أبويه الخلقيه، و تربيتهما، فالأبوان يصبان الطفل فى القالب الروحى و الأخلاقى، و يحددان ركائز شخصيته، ليقوم فى المجتمع مقام الأثير البارز، و يمكن القول الولد مرآه عاكسه لشخصيه الأبوين و تربيتهما.



و لا غرو فان الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) أبا الزهراء، هو سيد الأولين و الآخرين، الذى بلغ القمه فى الأخلاق، و الصبر و التسامح، و الهمه العاليه، و الشجاعه و كل مكارم الأخلاق التى امتاز بها.



و هو الذى سن الأخلاق و التربيه للعالم كما شهد الله له بذلك و انك لعلى خلق عظيم، فكيف به فى تربيه ابنته و فلذه كبده، فاطمه الزهراء (عليهاالسلام).



أضف الى ذلك خصائص السيده الطاهره «أم الزهراء» خديجه بنت خويلد التى ورثت الأمجاد كابرا عن كابر، و شخصيتها الفذه، و أخلاقها الفاضله، و ايمانها العميق، و جهادها المتواصل فى الدفاع عن بيضه الاسلام، و عن سيد المرسلين. حتى بشرها رب العالمين بأن بنى لها قصرا فى الجنه من قصب



[
القصب: الجوهر المستطيله، الزمرد.] لا صخب فيه و لا نصب، و جعلها من سيدات نساء أهل الجنه.



و لو أردنا أن نخوض البحث فى أخلاق البتول فاطمه و أخلاق أبيها



و بعلها و بنيها، لطال بنا المقام و ابتهدنا عن الغرض



[
راجع كتابنا «محمد رسول الله (ص)».]



اقتران النورين:



حينما يأتى الأمر الربانى، و النداء الآلهى، «يا محمد اقرن النور بالنور»، و فى روايه «زوج النور من النور» قال ممن يارب؟ قال: «زوج عليا من فاطمه فقد زوجتهما فى السماء، و أشهدت ملائكتى و سكان سمواتى على ذلك». و يقترن النواران ليشكلا الدوحه المحمديه، و الشجره العلويه التى أصلها ثابت و فرعها فى السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها.



مرج البحرين يلتقيان و بينهما برزخ لا يبغيان.. يخرج منهما الؤلؤ و المرجان.. و هما الامامان الحسن و الحسين (عليهماالسلام).



اذن فهذه هى فاطمه الزهراء الطهر (عليهاالسلام) حلقه الوصل التى اجتمع فيها النور الآلهى، و كان حصيله ذلك منهما أئمه الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين،و هم حجج الله على خلقه، و خلفأؤه فى أرضه و من لم يكن له نصيب من هذا النور، فقد ضل ضلالا بعيدا و خسر خسرانا مبينا. و من هذا النور المبارك يسعى النور بين أيدى المؤمنين القيامه، حسب منطوق الآيه.



فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) و ما أدراك ما فاطمه، ان نطفتها تكونت من ثمار الجنه، و هى الحوراء الانسيه، و حسبها شرفا و فخرا أنها بعضه الرسول المصطفى (صلى الله عليه و آله) و روحه التى بين جنبيه، و هى أم ابيها كما نعتها أبوها بذلك، و أنى لنا ادراك كنه عظمتها، أو استكشاف سر من أسرارها؟



كثيرا ما كتب فطاحل العلماء و الكتب و المؤرخين عن الزهرا فاطمه (عليهم السلام) فملؤوا بمناقبها و فضائلها الموسوعات و الكتب، و ما بلغوا مقدار عشر معشار عظمتها أو اكتشاف بعض مناقبها، أو السر المكنون فيها.



و ما عسانى أن أكتب عن أسرارها، و أنا العاجز، و ما ترانى أستطيع وصف خلق الرساله، و شمائل النبوه، و صنيعه الوحى، و من أكون لا عرف بالروح القدسيه، و نور الملكوت الأعلى و أنا الجاهل القاصر «و فاقد الشى ء لا يعطيه». بيد أنى قصدت تأليف هذا الكتاب، و عرض بعض فضائل السيده الطاهره فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) و مناقبها و أنا ادلى بدلوى بين الدلاء، و اقدم هذا الجهد اليسير و كلى رجاء أن أحظى من لدنها بالقول و الرضا، لأنال بذلك شفاعتها، و شفاعه أبيها و بعلها و بنيها، فهو حسبى.



و أخيرا و ليس آخرا، فانى و ان كنت لم آت بجديد فى هذا المضمار، فقد جمعت ما تفرق، و ألفت ما تناثر فى بطون الكتب و متون التاريخ، من أحاديث و روايات و مسموعات، حتى أخرجته بهذه الحله القشيبه التى هى بين يديك و لا أخاله قد جانب الخطأ و النسيان، أو استقصاء كل شارده وارده، و النقص حليف الانسان فيما يكتب أو يقول:



فاستميح القراء الأعزاء عذارا عما يجداوا من خطأ أو سهو غير مقصود، فالكمال لله وحده و لكتابه المجيد.



و آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.



دار الهجره، عش آل محمد يوم الغدير الأغر عام 1413 هجرى.



المؤلف



حسين الشاكرى



تقريض للسيد جعفر مرتضى العاملي




تفضل سماحه العلامه المحقق حجه الاسلام و المسلمين السيد جعفر مرتضى العاملى، مشكورا بتقديمه كتاب جدته الطاهره «فاطمه الزهراء» صلوات الله عليها و على أبيها و بعلها و بينها.



فله من الله سبحانه الأجر و منى جزيل الشكر.



حسين الشاكرى



بسم الله الرحمن الرحيم



و الحمدلله، و الصلاه و السلام على محمد و آله الطاهرين.



و بعد:



فغير خاف على أحد: أن جهاد أهل بيت النبوه، و معدن الرساله فى سبيل الله سبحانه، و من أجل دين الله قد كان السبب فى حفظ الاسلام و فك أساره من أيدى الفجار و الأشرار.



و لا أحد يجهل فضلهم عليهم الصلاه و السلام على هذه الامه، أفرادا و جماعات،و عظيم احسانهم اليها، و جسيم أياديهم عندها.



و رغم وضوح حقيقه: أن ذلك كله لا يمكن مكافأته بأى عمل أو جهد، مهما كان عظيما و خطيرا؛ فان مقوله: ما لا يدرك كله، لا يتدرك كله، قد قطعت الطريق على تخيل أن عدم القدره هذا لابد أن يسقط الواجب الالهى و الانسانى، و يبرو الانسحاب من الساحه. فقد أتضح: أن ذلك ما هو الا قول باطل، و خيال زائل، بل لابد من العمل، و بذل الجهد ليسهم ذلك فى احقاق الحق، و ازهاق الباطل، و نصر الدين، و هدايه العباد.



و لكن بالاضافه الى أن العمل يحتاج الى توفر القدرات و الطاقات، و الوسائل الماسبه؛ فانه بحابه أيضا الى التوفيق و التسديد، و الى نفحات



و بركات، عنايات الهيه و ألطاف ربانيه.



و من أولى بذلك من عبادالله الصالحين، و أوليائه المقربين، الذين يشعرون بالواجب، و يحسون بالمسؤوليه، فيبادرون لبذل الجهد، و يقفون على أهبه الاستعداد فى مواقع العمل، يسجلون مواقف الجهاد، لا يأبهون للمصاعب و المتاعب، و لا لما يعترض طريقهم من عقبات كأداء.



و قد كان من هؤلاء الصفوه المجاهدين و العاملين، الأخ الوفى، و الفاضل الألمعى، الحاج حسين الشاكرى (حفظه الله و رعاه)، الذى عرفنا فيه الرجل الطيب الخالص الولاء، و الوفى الصادق الوفاء لأهل البيت (عليهم السلام) و لكل قضاياهم التى جاهدوا من أجلها، و بذلوا فى سبيلها كل غال و نفيس.



فقد قدم لقرائه كتابا عن حياه السيده المظلومه الزهراء (عليها آلاف التحيه و السلام)، يضيفه الى كتب اخرى عن حياه النبى (صلى الله عليه و آله) و الأئمه الطاهرين.



و قد جاء كتابه هذا- و هو الذى بين يدى القارى ء الكريم- الحافل بالنصوص المختاره ليترجم هذا لخلوص، و يجسد ذلك الولاء و الوفاء.



و قد رسم فيه صوره متاربه الملامح تقريبا لحياه الصديقه الطاهره، و لكل معاناتها صلوات الله و سلامه عليها.



فشكر الله سعيه، و جزاه خير جزاء العالمين، و حشره مع أوليائه الطيبين الطاهرين.



و الحمدلله، و الصلاه و السلام على عباده الذين الصطفى، محمد و آله.



الجمعه 3 جمادى الأولى 1414 ه



جعفر مرتضى العاملى



الفصل الأول




ام فاطمه الراضيه



المرأه التاجره المرضيه



اقتران النور بالعطاء الطاهره



البيت الأول فى السلام الصديقه



الأمر السماوى كناها (عليهاالسلام)



فتره الحمل لماذا كنيت «ام أبيها»



ولاده فاطمه أمينه النبى (ص) و خديجه



تاريخ الولاده الكوثر



تسميه فاطمه لبن الام



اسماؤها، ألقابها و كناها فتره الرضاعه



فاطمه وفاه الام



البتول النتيجه



المباركه بعد رحيل الام



المحدثه أمر جدير بالذكر



الزهراء هجرتها الى يثرب



ام فاطمه




كانت خديجه بنت خويلد- ام الزهراء (عليهاالسلام)- من أسره أصيله، لها مكانه و شرف فى قريش، عرفت بالعلم و المعرفه، و التضحيه و الفداء، و حمايه الكعبه و «حينما جاء تبع- ملك اليمن- ليأخذ الحجر الأسود من المسجد الحرام الى اليمن، هب خويلد لحمايته و منعه عن ذلك»



[
الروض الأنف ج 1 ص 213.]



و أسيد بن عبدالعزى- جد خديجه- كان من المبرزين فى حلف الفضول الذى تداعت له قبائل من قريش، فتعاقدوا و تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكه مظلوما من أهلها أو غيرهم ممن دخلها من سائر الناس، الا قاموا معه و كانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته.



قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «لقد شهدت فى دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب لى به حمر النعم، و لو أدعى به فى الاسلام لأجبت»



[
سيره ابن هشام ج 1 ص 141.]



و كان ورقه بن نوفل- ابن عم خديجه- أحد الأربعه الذين رفضوا عباده الأوثان، و بحثوا عن الدين الحق.



قال ابن اسحاق: و اجمعت قريش يوما فى عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه و ينحرون له و يعكفون عنده و يديرون به، و كان ذلك عيدا لهم فى كل سنه يوما، فلخص منهم أربعه نفر نجيا، ثم قال بعضهم لبعض: تصاقوا وليكتم بعضكم على بعض.



قالوا: أجل- و هم ورقه بن نوفل و ثلاثه آخرون-.



فقال بعضهم لبعض: تعلموا- و الله- ما قومكم على شى ء، لقد أخطأوا




/ 35