تحفه الزهراء - موسوعة المصطفی والعترة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة المصطفی والعترة - نسخه متنی

حسین الشاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
يخزى الله النبى و الذين آمنوا) (التحريم: 8) و الشفاعه فنزل: (و لسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى: 5) و للفتنه بعده على وصيه فنزل: (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون) (الزخرف: 41) يعنى بعلى، و لثبات الخلافه فى أولاده فنزل: (ليستخلفنهم فى الأرض) (النور: 55) و لا بنته حال الهجره فنزل: (الذين يذكرون الله قياما و قعودا) (آل عمران: 191) الايات.

و رأس التوابين أربعه: آدم (قالا ربنا ظلمنا انفسنا) (الأعراف: 23) و يونس قال: (سبحانك انى كنت من الظالمين) (الأنبيا: 87) و داود (و خر راكعبا و اناب) (ص: 24) و فاطمه (الذين يذكرون الله قياما و قعودا) (آل عمران: 191).

و خوف أربعه من الصالحات: آسيه عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول: (رب ابن لى عندك بيتا فى الجنه) (التحريم: 11). و مريم خافت من الناس و هربت (فناديها من تحتها ألا تحزنى) (مريم: 24) و خديجه عذلها النساء فى النبى (صلى الله عليه و آله) فهجرنها فقالت فاطمه: «أما كان أبى رسول الله (أصلى الله عليه و آله) ألا يحفظ فى ولده، فما أسرع ما أخذتم، و أجعل ما نكصتم»

[ كذا فى النسخ و فى المصدر أيضا ج 3 ص 322 و الظاهر أن الصحيح هكذا: و فاطمه قالت:]

و رأس البكائين ثمانيه: آدم، و نوح، و يعقوب، و يوسف، و شعيب، و داود، و فاطمه، و زين العابدين (عليهم السلام)، قال الصادق (عليه السلام): «أما فاطمه فبكت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى تأذى بها أهل المدينه فقالوا لها: قد آذيتينا بكثره بكائك، اما أن تبكى بالليل و اما أن تبكى بالنهار، فكانت تخرج الى مقابر الشهداء فتبكى».

و قال (صلى الله عليه و آله): «خير نساء العالمين أربعه». بحذف السند، عن محمد بن الحنيفه: عن أبيه على بن أبى طالب (عليه السلام)، ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قراء (ان الله اصطفاك و طهرك) الايه فقال لى يا على

«خير نساء العالمين أربعه: مريم بنت عمران، و خديجه بنت خويلد، و فاطمه بنت محمد، و آسيه بنت مزاحم امرأه فرعون».

عن على انه قال لفاطمه (عليهماالسلام): «ما خير النساء؟ قالت: لا يرين الرجال و لايرونهن، فذكر ذلك للنبى (صلى الله عليه و آله) فقال: انما فاطمه بضعه منى».

و ذكر ابن المغازلى فى مناقبه عن على بن الحسين بن على (عليهم السلام): «ان فاطمه بن رسول الله استأذن عليها أعمى فحجبته

[ الاعمى: الصحابى ابن ام كلثوم.] فقال لها النبى لم حجبته و هو لا يراك؟ فقالت: يا أبه يا رسول ا: ان لم يكن يرانى فانا أراه و هو يشم الريح، فقال (صلى الله عليه و آله): اشهد أنك بضعه منى».

و هناك روايات من مصادر اخرى طوينا عنها روما للاختصار.

تحفه الزهراء


فى بحارالأنوار ج 43 ص 66- 68 حديث 59 نقلا عن مهج الدعوات، مرفوعا عن عبدالله بن سلمان الفارسى عن أبيه (أنقله ملخصا) قال:

خرجت من منزلى يوما بعد وفاه رسول الله (صلى الله عليه و آله) بعشره أيام فلقينى على بن أبى طالب (عليه السلام) ابن عم الرسول (صلى الله عليه و آله)»، فقلت حبيبى أباالحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزنى على رسول الله (صلى الله عليه و آله) طال فهو الذى منعنى من زيارتكم، فقال (عليه السلام): «يا سلمان ائت منزل فاطمه بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله) فانها اليك مشتاقه تريد أن تتحفك بتحفه قد اتحفت بها من الجنه»، قلت لعلى (عليه السلام): قد اتحفت فاطمه (عليهاالسلام) بشى ء من الجنه بعد الجنه بعد وفاه رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟ قال: «نعم بالأمس».

قال سلمان الفارسى: فهرولت الى منزل فاطمه (عليهاالسلام) بنت محمد (صلى الله عليه و آله)، فاذ هى جالسه و عليها قطعه عباء فلما نظرت الى اعتجرت ثم قالت: «يا سلمان جفوتنى بعد وفاه أبى (صلى الله عليه و آله)»، قلت: حبيبتى أأجفوكم؟ قالت: فمه؟

بعد حديث طويل عنه روما للاختصار.

قالت: اجلس أعلمك دعاء علمنيه رسول الله (صلى الله عليه و آله) كنت أقوله فى غدوه و عشيه.

قال سلمان: قلت علمينى الكلام يا سيدتى، فقالت: «ان سرك أن لا يسمك أذى الحلمى ما عشت فى دار الدنيا فواظب عليه». ثم قال سلمان: علمتنى هذا الحرز فقالت:

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على النور، بسم الله الذى هو مدبر الامور، بسم الله الذى خلق النور من النور، الحمدلله الذى خلق النور من النور، أنزل النور على الطور، فى كتاب مسطور، فى رق منشور، بقدر مقدور، على نبى محبور، الحمدلله الذى هو بالعز مذكور و بالفخر مشهور، و على السراء و الضراء مشكور و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين.

قال سلمان: فتعلمتهن فوالله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينه و مكه ممن بهم الحمى فكل برى من مرضه باذن الله تعالى.

و يروى أن السيده فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) علمت سجينا فى المنام و هو بالشام هذا الدعاء:

اللهم بحق العرش و من علاه، و بحق الوحى و من أوحاه، و بحق النبى و من نباه،و بحق البيت و من بناه، يا سامع كل صوت، يا جامع كل فوت، يا بارى النفوس بعد الموت، صل على محمد و أهل بيته و آتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات فى مشارق الأرض و مغاربها فرجا من عندك عاجلا بشهاده أن لا اله الا الله و أن محمدا عبدك و رسولك، صلى الله عليه و على ذريته الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا.

الفصل الخامس


فاطمه مع أبيها موقف الخليفه

ابتسامه مدهشه جواب الخليفه

بوح الأسرار رد الزهراء بالاحتجاج

فاطمه بعد أبيها جواب أبى بكر

أيام المواجهه فاطمه تخاطب الحاضرين

مراحل المواجهه رد فعل الخليفه

المرحله الاولى دفاع السيده ام سلمه

المرحله الثانيه اتمام رجوعها الى الدار و كلامها مع

مواجهه قصيره أميرالمؤمنين

المرحله الثالثه «فدك» اتمام الحجه على المهاجرين و الأنصار

احتجاج الزهراء (عليهاالسلام) النتيجه

احتجاج آخر فاطمه و بيت الأحزان

خطبه الزهرا و محاكمه أبى بكر فى

الملأ العام

فاطمه مع أبيها


منذ أن دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) المدينه المنوره و كان دائبا على هدم أركان الجاهليه، و استئصال جذورها، و ضرب مواقعها.. فكانت حياته فى المدينه المنور كما كانت فى مكه حياه جهاد و بناء. جهاد المشركين و المنافقين، و اليهود و الصليبيين، و بناء الدوله الاسلاميه العظيمه، و نشر الدعوه و تبليغها فى كل بقعه يمكن لصوت التوحيد أن يصل اليها، فراح رسول الله (صلى الله عليه و آله) يحارب بالكلمه و العقيده تاره، و بالسيف و القوه تاره اخرى، و بالأسلوب الذى يميله الموقف، و تفرضه الحكمه..

و هكذا جاهد رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و قاتل فى مرحله حرجه صبعه، لم يكن يملك فيها من المال و الجيوش و الاستعدادات العسكريه ما يعادل، أويقارع جيوش الأحزاب، و قوى البغى و الضلال، التى تصدت لدعوه الحق و الهدى،بل كانت كل قواه قائمه فى ايمانه و انتصاره بربه و بالفئه المخلصه من اصحابه.

والذى يقرأ تاريخ الدعوه، جهاد رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و صبره و احتماله، يعرف عظمه هذا الانسان الرسول الكريم، و يدرك قوه عزيمته، و مدى صبره و رعايه الله و نصره له، و لأولئك المجاهدين الذين حملوا رايه الجهاد بين يديه، فيكتشف النصر، و مصدر القوه و المعنويه العاليه..

و لقد مرت هذه الفتره الجهاديه الصعبه، بكامل ظروفها و أبعادها بفاطمه (عليهاالسلام)، هى تعيش بكنف زوجها و أبيها.. تعيش بروحها و مشاعرها، و بجهادها فى بيتها، و فى مواساتها و مشاركتها لأبيها، فى شدته و محنته.. فقد شهدت جهاد أبيها و صبره و أحتماله، شاهدته و هو يجرح فى (احد)

و تكسر رباعيته

[ (الرباعيه): السن بين الثنيه و الناب، و هى أربع:رباعيتان فى الفك الأعلى و رباعيتان فى الفك الأسفل.] ، و يخذله المنافقون،و يستشهد عم أبيها حمزه، أسد الله، و نخبه من المؤمنين معه.

فتأتى فاطمه أباها، و هى تبكى، و تحاول تضميد جرح رسول الله (صلى الله عليه و آله) و قطع الدم الذى كان ينزف من جسده الشريف الطاهر.. فكان زوجها على (عليه السلام) يصب الماء على جرح رسول الله (صلى الله عليه و آله) و هى تغسله، و لما يئست من انقطاع الدم أخذت قطعه حصير فأحرقتها، حتى صار رمادا، فذرته على الجرح حتى انقطع دمه..

و فى مواقع اخرى يحدثنا التاريخ عن مشاركه فاطمه (عليهاالسلام) بروحها وجدانها و مشاعرها لأبيها فى كفاحه و صبره و جهاده.

فقد روى أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قدم من غزاه له، فدخل المسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم بدأ- كعادته- ببيت فاطمه قبل بيوت نسائه.. جاءها ليزورها، و يسر بلقائها، فرأت على وجهه آثار التعب و الجهاد، فتألمت لما رأت و بكت، فسألها: «ما يبكيك يا فاطمه؟» فقالت:

«أراك قد شحب لونك»، فقال لها: «يا فاطمه ان الله- عز و جل- بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر و لا شعر، الا أدخله به عزا أو ذلا، يبلغ حيث يبلغ الليل»

[ الفيروزآبادى- فضائل الخمسه- ج 3 ص 131. حيله الأوليأ لأبى نعيم ج 2 ص 300، كنز العمال ج 1 ص 77، و ذكره الهيثمى فى مجمعه ج 8 ص 262.]

و ليست هذه العاطفه، و تلك العانيه و المشاركه مع الأب القائد و الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) من ابنته فاطمه (عليهاالسلام) هى كل ما تقدمه لأبيها من ايثارها له، و اهتمامها به، و مشاركتها له فى شدته و عسرته، انها

جاءت يوم الخندق و رسول الله (عليهاالسلام) منهمك مع أصحابه فى حفر الخندق، لتحصين المدينه، و حمايه الاسلام.. جاءت و هى تحمل كسره خبز فرفعتها اليه فقال: «ما هذه يا فاطمه؟». قالت: «من قرص أختبزته لأبنى، جئتك منه بهذه الكسره»، فقال: «يا بنيه أما انها لأول طعام دخل فى فم أبيك منذ ثلاث»

[ الطبرى، ذخائر العقبى/ 47. و قال خرجه الامام على بن موسى الرضا (عليه السلام).]

فهذه صوره مشرقه لجهاد المرأه المسلمه، تصنعها فاطمه فى ظلال رسول الله (صلى الله عليه و آله).. فهى تشارك فى صبرها، و احتمالها، و مشاعرها، و أمكانياتها، لتشد أرز الاسلام، و تكافح جنبا الى جنب مع أبيها و زوجها و أبنائها فى ساحه واحده، و خندق واحد، لتدون فى صحائف التاريخ درسا عمليا تتلقاه أجيال النساء والفتيات فى هذه الامه المسلمه، فيتعلمن حياه الايمان، و يكتشفن عمق الأثر العملى البناء، الذى تتركه عقيده التوحيد فى حياه المرأه المسلمه، فتشارك الرجل فى حياته و جهاده، و مهمات رسالته، بعيده عن اللهو و العبث و الضياع، مشغوله بالعطاء الاجتماعى و البناء الروحى و حمل الرساله و صناعه الأجيال.

و مرت تلك الأيام بعطائها و حلوها و مرها حتى جاءت السنه العاشره من الهجره،فدعا النبى الأكرم (صلى الله عليه و آله) عامه المسلمين لأداء مناسك الحج، و حج بهم حجه الوداع، و علمهم أحكام الحج و مناسكه، و عند العوده توقف الركب عند غدير خم، و صعد النبى (صلى الله عليه و آله) على منبر من أحداج الابل، و مادى بصوت عال: «من كنت مولاه فعلى مولاه»، و نصب عليا (عليه السلام) لخلافه و الولايه من بعده، ثم أمر المسلمين، فبايعوا عليا و سلموا عليه بامره المؤمنين، و تفرقوا فى بلدانهم و عاد النبى (صلى الله عليه و آله) الى المدينه و بقى فيها و قد تغير حاله، و بانت امارات الموت عليه،

و ضعفت صحته، فكان يتهيأ للموت و يوصى بأهل بيته فى كل مناسبه، و يزور البقيع و يستغفر للموتى.

و مره رأت فاطمه (عليهاالسلام) فى منامها- بعد حجه الوداع- أنها كانت تقرأ القرآن من يدها و اختفى، فاستيقظت مرعوبه، و قصت الرؤيا على أبيها.

فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «أنا ذلك القرآن- يا نور عينى- و سرعان ما أرحل»

[ رياحين الشريعه 1 /239]

ثم أخذ المرض يشتد به (صلى الله عليه و آله) فجهز النبى جيشا بامره اسامه بن زيد و أمره بالمسير الى الروم و دعا الناس للاشتراك بهذا البعث، و نص على بعضهم بالاسم ليخلى الساحه من المنافقين و المتربصين، و يفوت الفرصه على المعارضين لخلافه الامام على (عليه السلام).

و اشتد المرض بالنبى (صلى الله عليه و آله) أكثر فاكثر، و هو مسجى على فراش الموت، و الزهراء يتشد وجدها على أبيها، فتاره تحدق فى وجهه الشاحب و تذرف الدموع الساخنه، و اخرى تدعو له بالسلامه: «الهى... هذا أبى الذى ما اوذى نبى بمثل ما اوذى ليغرس شجره الاسلام، و يثبت جذورها فى الأرض، و قد لاحت فى الآفاق آيات النصر و ارهاصات الفتح الشامل، و كان أوملى أن تعلو رايه الاسلام خفاقه و يمحى الشرك و الظلم و الجور عن وجه الأرض على يديه، لكنه الآن- وا أسفاه- قد اشتد مرضه... الهى سلمه و اشفه، فمنك الشفاء و منك السلامه».

ثقل المرض على رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى اغمى عليه، فلما أفاق وجد أبابكر و عمر و آخرين عنده، فقال (صلى الله عليه و آله): «ألم آمركم بالمسير فى جيش اسامه؟»، فاعتذروا، الا أن النبى (صلى الله عليه و آله) يعلم

ما تكن صدورهم. و ما يبيتون- من بقائهم فى المدينه- لينزوا على مقام الخلافه.

فقال (صلى الله عليه و آله): «أعتونى بدواه و بياض، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدى أبدا».

فأسرع بعضهم لاجابه طلب الرسول (صلى الله عليه و آله) فمنعه عمر و قال: أن الرجل ليهجر، قد غلبه مرضه

[ الكامل فى التاريخ 2 /217، البخارى 3 /1259.]

و الزهراء (عليهاالسلام) ترى و تسمع ذلك فيربو همها و يزداد غمها، فقد كشر النفاق عن أنيابه، و طفح على وجوه القوم الغدر، و النبى (صلى الله عليه و آله) (لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى)، و ما كان يريد سوى خير المسلمين و مصلحتهم، فما لهؤلاء الذين يعاندون و يعصون و لا يكادون يفقهون حديثا...؟!

يبدو ان المستقبل ينذر بالخطر، و القوم صمموا على تضييع أتعاب نبيهم، والله أحكم الحاكمين.

/ 35