موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ

محمد محمدی ری شهری

جلد 5 -صفحه : 35/ 15
نمايش فراداده

كداء البطن، تجري بها الشمال والجنوب والصبا والدبور، فتسكن أحياناً فلا يُدرى من أين تؤتى، تذر الحليم كابن أمس، شيموا سيوفكم، وقصّدوا رماحكم، وأرسلوا سهامكم، واقطعوا أوتاركم، والزموا بيوتكم، خلّوا قريشاً- إذا أبَوا إلّا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم بالإمرة- ترتق فتقها، وتشعب صدعها؛ فإن فعلت فلأنفسها سَعَت، وإن أبت فعلى أنفسها مَنَت، سمنُها تُهريق في أديمها،

[ ال الميداني: سمنكُم هُريق في أديمكم: يُضرب للرجل ينفق ماله على نفسه ثمّ يريد أن يمتنّ به "مجمع الأمثال: 1799:112:2" والأديم- هنا- هو طعامهم المأدوم.]

استنصحوني ولا تستغشّوني، وأطيعوني يسلمْ لكم دينكم ودنياكم، ويشقى بحرّ هذه الفتنة مَن جناها.

فقام زيد فشال يده المقطوعة،

[ قُطعت في معركة اليرموك.]

فقال: يا عبداللَّه بن قيس، رُدّ الفرات عن دِراجه،

[ قال الميداني: 'مَن يردّ الفراتَ عن دِراجه' هو جمع دَرَج؛ أي وجْهه الذي توجّه له. يعني أنّ الأمر خرج من يده وأنّ الناس عزموا على الخروج من الكوفة، فهو لا يقدر أن يردّهم من فورهم هذا "مجمع الأمثال: 4094:336:3".]

اردده من حيث يجي ء حتى يعود كما بدأ، فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد، فدع عنك ما لست مدركه، ثمّ قرأ: 'الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ'-

[ العنكبوت: 1 و 2.]

إلى آخر الآيتين- سيروا إلى أمير المؤمنين وسيّد المسلمين، وانفروا إليه أجمعين تُصيبوا الحقّ.

فقام القعقاع بن عمرو فقال: إنّي لكم ناصح، وعليكم شفيق، اُحبّ أن ترشدوا، ولأقولنّ لكم قولاً هو الحقّ؛ أمّا ما قال الأمير فهو الأمر لو أنّ إليه سبيلاً، وأمّا ما قال زيد فزيدٌ في الأمر فلا تستَنْصِحوه؛ فإنّه لا يتنزع أحدٌ من

الفتنة طعن فيها وجرى إليها. والقول الذي هو القول إنّه لابدّ من إمارة تنظّم الناس، وتزع الظالم، وتُعزّ المظلوم، وهذا عليّ يلي بما ولي، وقد أنصف في الدعاء، وإنّما يدعو إلى الإصلاح، فانفروا وكونوا من هذا الأمر بمرأى ومسمع.

وقال سيحان: أيّها الناس! إنّه لابدّ لهذا الأمر وهؤلاء الناس من والٍ؛ يدفع الظالم، ويُعزّ المظلوم، ويجمع الناس، وهذا واليكم يدعوكم لينظر فيما بينه وبين صاحبيه، وهو المأمون على الاُمّة، الفقيه في الدين؛ فمن نهض إليه فإنّا سائرون معه.

[ تاريخ الطبري: 482:4، الكامل في التاريخ: 327:2، البداية والنهاية: 236:7 كلاهما نحوه.]

2156- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: لمّا سمع أبو موسى خطبة الحسن وعمّار قام فصعد المنبر، وقال: الحمد للَّه الذي أكرمنا بمحمّد؛ فجمعنا بعد الفرقة، وجعلنا إخواناً متحابّين بعد العداوة، وحرّم علينا دماءنا وأموالنا، قال اللَّه سبحانه: 'وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَ لَكُم بَيْنَكُم بِالْبَطِلِ'

[ البقرة: 188.]

وقال تعالى: 'وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ و جَهَنَّمُ خَلِدًا فِيهَا' فاتّقوا اللَّه عباد اللَّه، وضعوا أسلحتكم وكفّوا عن قتال إخوانكم.

أمّا بعد؛ يا أهل الكوفة! إن تطيعوا اللَّه بادياً، وتطيعوني ثانياً تكونوا جُرثومة

[ الجُرثومة: الأصل "النهاية: 254:1".]

من جراثيم العرب، يأوي إليكم المضطرّ، ويأمن فيكم الخائف، إنّ عليّاً إنّما يستنفركم لجهاد اُمّكم عائشة وطلحة والزبير حواريّ رسول اللَّه ومن معهم من المسلمين، وأنا أعلم بهذه الفتن؛ إنّها إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت

أسفرت. إنّي أخاف عليكم أن يلتقي غارّان منكم فيقتتلا، ثمّ يُتركا كالأحلاس

[ الأحلاس: جمع حِلْس؛ وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب "النهاية: 423:1".]

الملقاة بنجوة

[ النجوة: ما ارتفع من الأرض "لسان العرب: 307:15".]

من الأرض، ثمّ يبقى رِجْرِجة

[ الرِّجْرِجة- في الأصل-: بقيّة الماء الكَدِرة في الحوض المختلطة بالطين، فلا ينتفع بها. والمراد هنا: رُذالة الناس ورَعاعَهم الذين لاعقول لهم "انظر النهاية: 198:2".]

من الناس لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن منكر، إنّها قد جاءتكم فتنة كافرة لا يُدرى من أين تؤتى! تترك الحليم حيران، كأنّي أسمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالأمس يذكر الفتن فيقول: 'أنت فيها نائماً خير منك قاعداً، وأنت فيها جالساً خيرٌ منك قائماً، وأنت فيها قائماً خير منك ساعياً'. فثلّموا سيوفكم، وقصّفوا رماحكم، وانصلوا سهامكم، وقطّعوا أوتاركم، وخلّوا قريشاً ترتق فتقها وترأب صدعها؛ فإن فعلت فلأنفسها ما فعلت، وإن أبت فعلى أنفسها ما جنت، سمنُها في أديمها، استنصحوني ولا تستغشّوني، وأطيعوني ولا تعصوني، يتبيّنْ لكم رشدكم، ويصلى هذه الفتنة من جناها.

فقام إليه عمّار بن ياسر، فقال: أنت سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول ذلك؟ قال: نعم، هذه يدي بما قلت، فقال: إن كنت صادقاً فإنّما عناك بذلك وحدك، واتّخذ عليك الحجّة، فالزم بيتك ولا تدخلنّ في الفتنة، أما إنّي أشهد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمر عليّاً بقتال الناكثين، وسمّى له فيهم من سمّى، وأمره بقتال القاسطين، وإن شئت لاُقيمنّ لك شهوداً يشهدون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إنّما نهاك وحدك، وحذّرك من الدخول في الفتنة، ثمّ قال له: أعطني يدك على ما سمعت، فمدّ إليه يده، فقال له عمّار: غلب اللَّه من غالبه وجاهده. ثمّ جذبه فنزل عن المنبر.

[ شرح نهج البلاغة: 14:14؛ الدرجات الرفيعة: 265 وراجع الأخبار الطوال: 145 والجمل: 247.]

2157- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: قام الحسن بن عليّ فقال: يا أيّها الناس! أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلى إخوانكم؛ فإنّه سيُوجد لهذا الأمر من ينفر إليه، واللَّه لأن يليه أولو النهى أمثلُ في العاجلة، وخير في العاقبة، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتُلينا وابتُليتم.

فسامح الناس وأجابوا ورضوا به، وأتى قوم من طيّئ عديّاً فقالوا: ماذا ترى وما تأمر؟ فقال: ننتظر ما يصنع الناس، فاُخبر بقيام الحسن وكلام من تكلّم فقال: قد بايعْنا هذا الرجل، وقد دعانا إلى جميل، وإلى هذا الحدث العظيم لننظر فيه، ونحن سائرون وناظرون.

وقام هند بن عمرو فقال: إنّ أميرالمؤمنين قد دعانا، وأرسل الينا رسله حتى جاءنا ابنه، فاسمعوا إلى قوله، وانتهوا إلى أمره، وانفروا إلى أميركم، فانظروا معه في هذا الأمر، وأعينوه برأيكم.

وقام حجر بن عديّ فقال: أيّها الناس! أجيبوا أميرالمؤمنين، وانفروا خفافاً وثقالاً، مُروا أنا أوّلكم.

[ تاريخ الطبري: 485:4، الكامل في التاريخ: 328:2 و 329 نحوه.]

اشخاص الأشتر لمواجهة فتنة أبي موسى

كان الإمام بحاجة إلى وجود جيش الكوفة إلى جانب سائر الجيش للتصدّي بحزم لحركة الناكثين، إلّا أنّ تثبيط أبي موسى لأهالي الكوفة حال دون نهوضهم لنصرته. وكان مالك الأشتر قادراً على حلّ هذه العقدة؛ إذ أنّه هو الذي اقترح على أميرالمؤمنين عليه السلام إبقاءه في منصبه على ولاية الكوفة بعد أن كان الإمام قد هَمّ بعزله فيمن عزله من ولاة عثمان.

وتصرّح بعض الوثائق التاريخيّة بأنّ الإمام قال له: 'أنت شفعت في أبي موسى أن اُقرّهُ على الكوفة؛ فاذهب فأصلحْ ما أفسدت'،

[ شرح نهج البلاغة: 20:41؛ تاريخ الطبرى: 482:4، البداية والنهاية: 236:7 كلاهما نحوه.]

بيد أنّ الرواية التي أوردها نصر بن مزاحم تفيد أنّ الأشتر هو الذي عرض على الإمام فكرة المسير إلى الكوفة لمعالجة ما أفسده الأشعرى.

2158- تاريخ الطبري عن نصر بن مزاحم: قد كان الأشتر قام إلى عليّ فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي قد بعثت إلى أهل الكوفة رجلاً قبل هذين، فلم أرَه أحكمَ شيئاً ولا قدر عليه، وهذان أخلق من بعثت أن يُنشَب

[ نَشِب في الشي ء: إذا وقع فيما لا مخلص له منه "النهاية: 52:5".]

بهم الأمر على ما تحبّ، ولست أدري ما يكون؛ فإن رأيت- أكرمك اللَّه يا أميرالمؤمنين- أن تبعثني في أثرهم؛ فإنّ أهل المصر أحسن شي ء لي طاعة، وإن قدمت عليهم رجوت ألّا يخالفني منهم أحد. فقال له عليّ: الحقْ بهم.

فأقبل الأشتر حتى دخل الكوفة وقد اجتمع الناس في المسجد الأعظم، فجعل لا يمرّ بقبيلة يرى فيها جماعة في مجلس أو مسجد إلّا دعاهم ويقول: اتّبعوني إلى القصر، فانتهى إلى القصر في جماعة من الناس، فاقتحم القصر، فدخله وأبو موسى قائم في المسجد يخطب الناس ويثبّطهم؛ يقول:

أيّها الناس! إنّ هذه فتنة عمياء صمّاء تطأ خِطامها،

[ الخِطام: الحبل الذي يُقاد به البعير "النهاية: 51:2" وقال المجلسي: الوطء في الخطام كناية عن نقد القائد وإذا خلت الناقة من القائد تعثر وتخبط وتفسد ما تمرّ عليه بقوائمها "بحارالأنوار: 234:69".]

النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والساعي فيها خير من الراكب. إنّها فتنة باقرة كداء البطن، أتتكم من قِبَل مأمنكم، تدع الحليم فيها حيران كابن أمس. إنّا معاشرَ أصحاب

محمّد صلى الله عليه و آله أعلم بالفتنة؛ إنّها إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت أسفرت.

وعمّار يخاطبه، والحسن يقول له: اعتزل عملنا لا اُمّ لك! وتنحَّ عن منبرنا. وقال له عمّار: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ فقال أبو موسى: هذه يدي بما قلت.

فقال له عمّار: إنّما قال لك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذا خاصّة، فقال: 'أنت فيها قاعداً خير منك قائماً'. ثمّ قال عمّار: غلب اللَّه من غالبه وجاحده.

قال نصر بن مزاحم: حدّثنا عمر بن سعيد قال: حدّثني رجل عن نعيم عن أبي مريم الثقفي قال: واللَّه إنّي لفي المسجد يومئذٍ وعمّار يخاطب أبا موسى ويقول له ذلك القول، إذ خرج علينا غلمان لأبي موسى يشتدّون ينادون: يا أبا موسى! هذا الأشتر قد دخل القصر فضربَنا وأخرجنا. فنزل أبو موسى، فدخل القصر، فصاح به الأشتر: اخرج من قصرنا لا اُمّ لك! أخرج اللَّه نفسك! فوَاللَّه إنّك لمن المنافقين قديماً. قال: أجّلني هذه العشيّة. فقال: هي لك، ولا تبيتنّ في القصر الليلة.

ودخل الناس ينتهبون متاع أبي موسى، فمنعهم الأشتر وأخرجهم من القصر، وقال: إنّي قد أخرجته، فكفّ الناس عنه.

[ تاريخ الطبري: 486:4؛ الجمل: 251 نحوه وراجع تاريخ الطبري: 482:4 والكامل في التاريخ: 329:2 وشرح نهج البلاغة: 21:14.]

وصول قوّات الكوفة إلى الإمام

انتهى الموقف الحاسم الذي اتّخذه مالك الأشتر من أبي موسى الأشعري بحلّ

مشكلة إرسال جيش من الكوفة، فانطلقت القوّات من هناك والتحقت بالإمام في ذي قار. وممّا يسترعي الاهتمام في هذا الصدد هو أنّه عليه السلام أخبر أصحابه بعدد الجيش القادم من الكوفة قبل وصوله إليه.

2159- تاريخ الطبري عن أبي الطفيل: قال عليّ: 'يأتيكم من الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل'، فقعدت على نجفة ذي قار، فأحصيتهم، فما زادوا رجلاً، ولا نقصوا رجلاً.

[ تاريخ الطبري: 500:4، الكامل في التاريخ: 329:2، شرح نهج البلاغة: 21:14.]

2160- الإرشاد: قال |عليّ عليه السلام| بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل؛ لا يزيدون رجلاً، ولا ينقصون رجلاً، يبايعوني على الموت.

قال ابن عبّاس: فجزعت لذلك، وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا عليه؛ فيفسد الأمر علينا، ولم أزل مهموماً دأبي إحصاء القوم، حتى ورد أوائلهم، فجعلت اُحصيهم، فاستوفيت عددهم تسعمائة رجل وتسعة وتسعين رجلاً، ثمّ انقطع مجي ء القوم.

فقلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، ماذا حمله على ما قال؟ فبينا أنا مفكّر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل، حتى دنا؛ فإذا هو راجل عليه قَباء صوف معه سيفه وتُرْسُه وإداوته،

[ الإداوة: إناء صغير من جلد يُتّخذ للماء "النهاية: 33:1".]

فقرب من أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: امدد يدك اُبايعْك.

فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: وعلام تبايعُني؟ قال: على السمع والطاعة، والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتح اللَّه عليك.

فقال له: ما اسمك؟ قال: اُوَيْس.

قال: أنت اُويس القَرَني؟ قال: نعم.

قال: اللَّه أكبر، أخبرني حبيبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّي اُدرك رجلاً من اُمّته يقال له: اُويس القرني، يكون من حزب اللَّه ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر.

قال ابن عبّاس: فسُرّي عنّي

[ سُرِّي عنه: أي كُشف عنه الخوف "النهاية: 364:2".]

[ الإرشاد: 315:1، الخرائج والجرائح: 39:200:1، الثاقب في المناقب: 230:266، إعلام الورى: 337:1 وليس فيه من 'فجزعت لذلك' إلى 'حتى ورد أوائلهم' وراجع إرشاد القلوب: 224.]

راجع: القسم الثالث عشر/إخباره بالاُمور الغيبيّة/مصير الحرب في وقعة الجمل.

بحث حول مبعوثى الامام الى الكوفة

كان الإمام عليّ عليه السلام بحاجة إلى قوّات إضافيّة لمحاربة جيش أصحاب الجمل، وكانت الكوفة أفضل ولاية قادرة على إمداده بمثل تلك القوّات؛ وذلك لأنّها كانت حاضرة عسكريّة، وكان فيها عدد كبير جدّاً من المقاتلين؛ خلافاً لما كانت عليه مكّة أو المدينة أو اليمن أو....

وفضلاً عن ذلك فقد كانت الكوفة أقرب ولاية إلى البصرة، وهذا يعني أنّها كانت أفضل مكان لإرسال القوّات، إلّا أنّ وجود أبي موسى الأشعري والياً على الكوفة، كان يحول دون استقدام القوّات من هناك.

وعلى ضوء تلك الظروف كتب أميرالمؤمنين عليه السلام رسالة إلى أهل الكوفة، وأرسلها مع مبعُوثين عنه لاستنفار أهاليها وتحريضهم على الالتحاق به. ولابدّ وأن يكون لهؤلاء المبعوثين وجاهة عند أهل الكوفة، ومقدرة على محاجّة أبي موسى الأشعري.

بيد أنّ هناك اختلافاً كبيراً بين المصادر التاريخيّة حول عدد مبعوثي الإمام إلى الكوفة وترتيبهم:

1- ذكر الطبري مبعوثي الإمام وترتيبهم على الأنحاء التالية:

أ: محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن عون، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر، مالك الأشتر.

[ تاريخ الطبري: 486 -477:4.]

ب: رواية سيف بن عمر: محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن جعفر، مالك الأشتر وعبداللَّه بن عبّاس، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر.

ج: محمّد بن أبي بكر، هاشم بن عتبة، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر.

[ تاريخ الطبرى: 499:4.]

2- وردت أسماؤهم في 'الكامل في التاريخ' على نحو مشابه تقريباً لما أورده الطبري.

[ الكامل في التاريخ: 324:2 تا 329.]

3- أمّا كتاب البداية والنهاية فقد اقتصر على ذكر روايات سيف بن عمر عن الطبري.

[ البداية والنهاية: 7، 235 تا 237.]

4- وسرد كتاب أنساب الأشراف أسماء اُولئك المبعوثين على النحو التالي: هاشم بن عتبة، عبداللَّه بن عبّاس ومحمّد بن أبي بكر، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار ابن ياسر؛ وأنّ الإمام الحسن عليه السلام قدم على الإمام عليّ عليه السلام في عشرة آلاف مقاتل "ولم يرد اسم مالك الأشتر بينهم".

[ أنساب الاشراف: 31:3 و 32.]

5- وورد ذكرهم في كتاب 'الجمل' على النحو الآتي: