استنصار الإمام من أهل الكوفة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


استنصار الإمام من أهل الكوفة


كتاب الإمام إلى أهل الكوفة من الربذة


2148- تاريخ الطبري: عن يزيد الضخم قال: لمّا أتى عليّاً الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير أنّهم قد توجّهوا نحو العراق، خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردّهم، فلمّا انتهى إلى الربَذة أتاه عنهم أنّهم قد أمعنوا،

[ أمعنوا في الطلب: أي جَدُّوا وأبعدوا "النهاية: 344:4".]

فأقام بالربذة أيّاماً، وأتاه عن القوم أنّهم يُريدون البصرة، فسُرِّيَ

[ سُرِّي عنه: أي كُشف عنه الخوف "النهاية: 365:2".]

بذلك عنه، وقال: إنّ أهل الكوفة أشدّ إليّ حبّاً، وفيهم رؤوس العرب وأعلامهم....

|و| عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: كتب عليّ إلى أهل الكوفة: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أمّا بعد؛ فإنّي اخترتكم والنزول بين أظهركم

لما أعرف من مودّتكم وحبّكم للَّه عزّ وجلّ ولرسوله صلى الله عليه و آله، فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحقّ وقضى الذي عليه.

[ تاريخ الطبري: 477:4.]


2149- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: لمّا قدم عليّ الربذة أقام بها، وسرّح منها إلى الكوفة محمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن جعفر وكتب إليهم:

إنّي اخترتكم على الأمصار، وفزعت إليكم لما حدث؛ فكونوا لدين اللَّه أعواناً وأنصاراً، وأيِّدونا وانهضوا إلينا؛ فالإصلاح ما نريد؛ لتعود الاُمّة إخواناً، ومن أحبّ ذلك وآثره فقد أحبّ الحقّ وآثره، ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحقّ وغَمِصه.

[ غَمِصَه: احتقره ولم يره شيئاً "النهاية: 386:3".]


فمضى الرجلان وبقي عليّ بالربذة يتهيّأ، وأرسل إلى المدينة، فلحقه ما أراد من دابّة وسلاح، وأمِر

[ أمِرَ أمرُه: أي كثُر وارتفع شأنه "النهاية 65:1".]

أمرُه وقام في الناس فخطبهم وقال:

إنّ اللَّه عزّ وجلّ أعزّنا بالإسلام، ورفعنا به، وجعلنا به إخواناً بعد ذلّة وقلّة وتباغض وتباعد، فجرى الناس على ذلك ما شاء اللَّه؛ الإسلام دينهم، والحقّ فيهم، والكتاب إمامهم، حتى اُصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الاُمّة، ألا إنّ هذه الاُمّة لابدّ مفترقة كما افترقت الاُمم قبلهم، فنعوذ باللَّه من شرّ ما هو كائن.

ثمّ عاد ثانية فقال: إنّه لابدّ ممّا هو كائن أن يكون، ألا وإنّ هذه الاُمّة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ شرّها فرقة تنتحلني ولا تعمل بعملي، فقد أدركتم

ورأيتم، فالزموا دينكم واهدوا بهدي نبيّكم صلى الله عليه و آله، واتّبعوا سنّته واعرُضوا ما أشكل عليكم على القرآن؛ فما عرفه القرآن فالزموه، وما أنكره فردّوه، وارضوا باللَّه عزّ وجلّ ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد صلى الله عليه و آله نبيّاً، وبالقرآن حَكَماً وإماماً.

[ تاريخ الطبري: 478:4، الكامل في التاريخ: 324:2، البداية والنهاية: 235:7 كلاهما نحوه.]


2150- شرح نهج البلاغة عن عبد الرحمن بن يسار القرشي- في ذكر كتاب عليّ عليه السلام إلى أهل الكوفة-: لمّا نزل عليّ عليه السلام الربذة متوجّهاً إلى البصرة بعث إلى الكوفة محمّد بن جعفر بن أبي طالب، ومحمّد بن أبي بكر الصديق، وكتب إليهم هذا الكتاب

[ الكتاب الأوّل من نهج البلاغة.]

وزاد في آخره:

فحسبي بكم إخواناً، وللدين أنصاراً ف- 'انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَهِدُواْ بِأَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ '....

[ التوبة: 41.]


قال: لمّا قدم محمّد بن جعفر، ومحمّد بن أبي بكر الكوفة استنفرا الناس، فدخل قوم منهم على أبي موسى ليلاً فقالوا له: أشِر علينا برأيك في الخروج مع هذين الرجلين إلى عليّ عليه السلام، فقال: أمّا سبيل الآخرة فالزموا بيوتكم، وأمّا سبيل الدنيا فاشخصوا معهما! فمنع بذلك أهل الكوفة من الخروج، وبلغ ذلك المحمّدَين، فأغلظا لأبي موسى، فقال أبو موسى: واللَّه إنّ بيعة عثمان لفي عنق عليّ وعنقي وأعناقكما، ولو أردنا قتالاً ما كنّا لنبدأ بأحد قبل قتلة عثمان، فخرجا من عنده، فلحقا بعليّ عليه السلام فأخبراه الخبر.

[ شرح نهج البلاغة: 8:14 وراجع الإمامة والسياسة: 84:1 و 85.]


بعث الإمام هاشم بن عتبة إلى أبي موسى لينفر الناس


2151- تاريخ الطبري عن أبي ليلى: خرج هاشم بن عتبة إلى عليّ بالربذة، فأخبره بقدوم محمّد بن أبي بكر وقول أبي موسى، فقال: لقد أردت عزله وسألني الأشتر أن اُقرّه، فردّ عليٌّ هاشماً إلى الكوفة وكتب إلى أبي موسى:

إنّي وجّهت هاشم بن عتبة ليُنهض مَن قِبَلك من المسلمين إليّ، فأشخص الناس؛ فإنّي لم أولّك الذي أنت به إلّا لتكون من أعواني على الحقّ.

فدعا أبو موسى السائب بن مالك الأشعري، فقال له: ماترى؟ قال: أرى أن تتّبع ما كتب به إليك. قال: لكنّي لا أرى ذلك! فكتب هاشم إلى عليّ: إنّي قد قدمت على رجل غالٍ مشاقّ ظاهر الغلّ والشنآن. وبعث بالكتاب مع المحلّ بن خليفة الطائي.

[ تاريخ الطبري: 499:4.]


2152- الجمل: خرج |الإمام عليّ عليه السلام| في سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار... ثمّ دعا هاشم بن عتبة المرقال، وكتب معه كتاباً إلى أبي موسى الأشعري- وكان بالكوفة من قبل عثمان- وأمره أن يوصِل الكتاب إليه ليستنفر الناس منها إلى الجهاد معه، وكان مضمون الكتاب:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عليّ أميرالمؤمنين إلى عبداللَّه بن قيس.

أمّا بعد؛ فإنّي أرسلت إليك هاشم بن عتبة المرقال لتُشخص معه مَن قِبَلك من المسلمين ليتوجّهوا إلى قوم نكثوا بيعتي، وقتلوا شيعتي، وأحدثوا في هذه الاُمّة الحدث العظيم، فأشخِص بالناس إليّ معه حين يقدم بالكتاب عليك ولا تحبسه؛

فإنّي لم اُقرّك في المصر الذي أنت فيه إلّا أن تكون من أعواني وأنصاري على هذا الأمر، والسلام.

فقدم هاشم بالكتاب على أبي موسى الأشعري، فلمّا وقف عليه دعا السائب ابن مالك الأشعري، فأقرأه الكتاب، وقال له: ماترى؟ فقال له السائب: اتّبعْ ما كتب به إليك، فأبى أبو موسى ذلك، وكسر الكتاب ومحاه، وبعث إلى هاشم بن عتبة يخوّفه ويتوعّده بالسجن، فقال السائب بن مالك: فأتيت هاشماً فأخبرته بأمر أبي موسى، فكتب هاشم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام:

أمّا بعد؛ يا أميرالمؤمنين! فإنّي قدمت بكتابك على امرئ عاقّ شاقّ، بعيد الرحم، ظاهر الغلّ والشقاق، وقد بعثت إليك بهذا الكتاب مع المُحِلّ بن خليفة أخي طيّئ، وهو من شيعتك وأنصارك، وعنده علم ما قِبَلنا، فأسأله عمّا بدا لك، واكتب إليّ برأيك أتّبعْه، والسلام.

فلمّا قدم الكتاب إلى عليّ عليه السلام وقرأه، دعا الحسن ابنه، وعمّار بن ياسر، وقيس بن سعد وبعثهم إلى أبي موسى، وكتب معهم:

من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى عبداللَّه بن قيس: أمّا بعد؛ يابن الحائك!! واللَّه إنّي كنت لأرى أنّ بُعدك من هذا الأمر- الذي لم يجعلك اللَّه له أهلاً، ولا جعل لك فيه نصيباً- سيمنعك من ردّ أمري، وقد بعثت إليك الحسن وعمّاراً وقيساً، فأخلِ لهم المصر وأهله، واعتزل عملنا مذموماً مدحوراً، فإن فعلتَ وإلّا فإنّي أمرتهم أن ينابذوك على سواء، إنّ اللَّه لا يحبّ الخائنين، فإن ظهروا عليك قطّعوك إرباً إرباً، والسلام على من شكر النعمة ورضي بالبيعة، وعمل للَّه رجاء العاقبة.

[ الجمل: 240، بحارالأنوار: 85:32؛ شرح نهج البلاغة: 8:14 و 9 نحوه وراجع فتح الباري: 58:13.]


ارسال الإمام ابنه إلى الكوفة


2153- تاريخ الطبري عن أبي ليلى: بعث عليٌّ الحسنَ بن عليّ وعمّار بن ياسر يستنفران الناس، وبعث قرظة بن كعب الأنصاري أميراً على الكوفة، وكتب معه إلى أبي موسى:

أمّا بعد؛ فقد كنت أرى أنّ بُعدك من هذا الأمر الذي لم يجعل اللَّه عزّوجلّ لك منه نصيباً سيمنعك من ردّ أمري، وقد بعثت الحسن بن عليّ وعمّار بن ياسر يستنفران الناس، وبعثت قرظة بن كعب والياً على المصر، فاعتزل مذموماً مدحوراً؛ فإن لم تفعل فإنّي قد أمرته أن ينابذك؛ فإن نابذته فظفر بك أن يقطّعك آراباً.

فلمّا قدم الكتاب على أبي موسى اعتزل، ودخل الحسن وعمّار المسجد، فقالا:

أيّها الناس، إنّ أميرالمؤمنين يقول: إنّي خرجت مخرجي هذا ظالماً أو مظلوماً، وإنّي اُذكّر اللَّه عزّوجلّ رجلاً رعى للَّه حقّاً إلّا نفر؛ فإن كنت مظلوماً أعانني، وإن كنت ظالماً أخذ منّي. واللَّه إنّ طلحة والزبير لَأوّل من بايعني، وأوّل من غدر، فهل استأثرت بمال أو بدلّت حكماً؟ فانفروا؛ فمُروا بمعروف، وانهَوا عن منكر.

[ تاريخ الطبري: 499:4 وراجع الكامل في التاريخ: 328:2، وشرح نهج البلاغة: 12 -10:14 والجمل: 243 و 244.]


2154- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف عن موسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

عن أبيه قال: أقبلنا مع الحسن وعمّار بن ياسر من ذي قار

[ ذُوقار: موضع بين الكوفة وواسط، وهو إلى الكوفة أقرب، فيه كان 'يوم ذي قار' بين الفرس والعرب "تقويم البلدان: 292".]

حتى نزلنا القادسيّة، فنزل الحسن وعمّار ونزلنا معهما، فاحتبى

[ الاحتباء: هو أن يضمّ الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشدّه عليها "النهاية: 335:1".]

عمّار بحمائل سيفه، ثمّ جعل يسأل الناس عن أهل الكوفة وعن حالهم، ثمّ سمعته يقول: ما تركت في نفسي حزّة أهمّ إليّ من ألّا نكون نبشنا عثمان من قبره، ثمّ أحرقناه بالنار.

قال: فلمّا دخل الحسن وعمّار الكوفة اجتمع إليهما الناس، فقام الحسن فاستنفر الناس، فحمد اللَّه وصلّى على رسوله، ثمّ قال:

أيّها الناس! إنّا جئنا ندعوكم إلى اللَّه، وإلى كتابه، وسنّة رسوله، وإلى أفقه من تفقّه من المسلمين، وأعدل من تُعدّلون، وأفضل من تُفضّلون، وأوفى مَن تُبايعون، من لم يعِبْه القرآن، ولم تُجَهِّلْه السنّة، ولم تقعد به السابقة. إلى من قرّبه اللَّه تعالى إلى رسوله قرابتين: قرابة الدين، وقرابة الرحم. إلى من سبق الناس إلى كلّ مأثره. إلى من كفى اللَّه به رسوله والناس متخاذلون، فقرب منه وهم متباعدون، وصلّى معه وهم مشركون، وقاتل معه وهم منهزمون، وبارز معه وهم مُحجِمون، وصدّقه وهم يُكذّبون. إلى من لم تُردّ له رواية ولا تُكافأ له سابقة، وهو يسألكم النصر، ويدعوكم إلى الحقّ، ويأمركم بالمسير إليه لتوازروه وتنصروه على قوم نكثوا بيعته، وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه، ومثّلوا بعمّاله، وانتهبوا بيت ماله، فاشخصوا إليه رحمكم اللَّه، فمُروا بالمعروف، وانهَوا عن المنكر، واحضروا بما يحضر به الصالحون.

قال أبو مخنف: حدّثني جابر بن يزيد قال: حدّثني تميم بن حذيم الناجي قال: قدم علينا الحسن بن عليّ عليه السلام وعمّار بن ياسر يستنفران الناس إلى عليّ عليه السلام ومعهما كتابه، فلمّا فرغا من قراءة كتابه قام الحسن- وهو فتىً حَدَث واللَّه إنّي لاُرثي له من حداثة سنّه وصعوبة مقامه- فرماه الناس بأبصارهم وهم يقولون: اللهمّ سدّد منطق ابن بنت نبيّنا، فوضع يده على عمود يتساند إليه- وكان عليلاً من شكوى به- فقال:

الحمد للَّه العزيز الجبّار، الواحد القهّار، الكبير المتعال 'سَوَآءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ ى وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفِ م بِالَّيْلِ وَ سَارِبُ م بِالنَّهَارِ '

[ الرعد:10.]

أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وعلى ما أحببنا وكرهنا من شدّة ورخاء، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، امتنّ علينا بنبوّته، واختصّه برسالته وأنزل عليه وحيه، واصطفاه على جميع خلقه، وأرسله إلى الإنس والجنّ حين عُبدت الأوثان، واُطيع الشيطان، وجُحد الرحمن، فصلّى اللَّه عليه وعلى آله، وجزاه أفضل ما جزى المسلمين.

أمّا بعد؛ فإنّي لا أقول لكم إلّا ما تعرفون؛ إنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب أرشد اللَّهُ أمره، وأعزّ نصره، بعثني إليكم يدعوكم إلى الصواب، وإلى العمل بالكتاب، والجهاد في سبيل اللَّه، وإن كان في عاجل ذلك ما تكرهون؛ فإنّ في آجله ما تُحبّون إن شاء اللَّه، ولقد علمتم أنّ عليّاً صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وحده، وأنّه يوم صدّق به لفي عاشرة من سنّة، ثمّ شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جميع مشاهده، وكان من اجتهاده في مرضاة اللَّه وطاعة رسوله وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغكم، ولم يزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله راضياً عنه حتى غمّضه بيده، وغسله وحده،

والملائكة أعوانه، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء، ثمّ أدخله حفرته، وأوصاه بقضاء دينه وعداته وغير ذلك من اُموره، كلّ ذلك مِن منّ اللَّه عليه، ثمّ واللَّه ما دعا إلى نفسه، ولقد تداكّ الناس عليه تداكّ الإبل الهيم عند ورودها، فبايعوه طائعين، ثمّ نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه، ولا خلاف أتاه، حسداً له وبغياً عليه.

فعليكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه وطاعته، والجدّ والصبر والاستعانة باللَّه، والخفوف إلى ما دعاكم إليه أميرالمؤمنين، عصمنا اللَّه وإيّاكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته، وألهمنا وإيّاكم تقواه، وأعاننا وإيّاكم على جهاد أعدائه، وأستغفر اللَّه العظيم لي ولكم. ثمّ مضى إلى الرحبة

[ الرُّحْبَة: قرية بحذاء القادسيَّة على مرحلة من الكوفة، على يسار الحجّاج إذا أرادوا مكّة "معجم البلدان: 33:3".]

فهيّأ منزلاً لأبيه أمير المؤمنين.

قال جابر: فقلت لتميم: كيف أطاق هذا الغلام ما قد قصصته من كلامه؟ فقال: ولَما سقط عنّي من قوله أكثر، ولقد حفظت بعض ما سمعت.

قال أبو مخنف: ولمّا فرغ الحسن بن عليّ عليه السلام من خطبته، قام بعده عمّار، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على رسوله، ثمّ قال:

أيّها الناس! أخو نبيّكم وابن عمّه يستنفركم لنصر دين اللَّه، وقد بلاكم اللَّه بحقّ دينكم وحرمة اُمّكم، فحقّ دينكم أوجب وحرمته أعظم.

أيّها الناس! عليكم بإمام لا يؤدَّب، وفقيه لا يعلَّم، وصاحب بأس لا ينكل، وذي سابقة في الإسلام ليست لأحد، وإنّكم لو قد حضرتموه بيّن لكم أمركم إن شاء اللَّه.

[ شرح نهج البلاغة: 11:14 وراجع الإمامة والسياسة: 86:1 و 87 وبحارالأنوار: 88:32.]


موقف أبي موسى من مندوبي الإمام


2155- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: خرج أبو موسى فلقي الحسن، فضمّه إليه وأقبل على عمّار، فقال: يا أبا اليقظان أ عَدوتَ فيمن عدا على أميرالمؤمنين؛ فأحللت نفسك مع الفجّار! فقال: لم أفعل ولِمَ تسوؤني؟ وقطع عليهما الحسن فأقبل على أبي موسى فقال: يا أبا موسى! لِمَ تُثبّط الناس عنّا؟ فوَاللَّه ما أردنا إلّا الإصلاح، ولا مثل أميرالمؤمنين يُخاف على شي ء، فقال: صدقت بأبي أنت واُمّي، ولكنّ المستشار مؤتمن، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إنّها ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، قد جعلنا اللَّه عزّوجلّ إخواناً، وحرّم علينا أموالنا ودماءنا وقال: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأْكُلُواْ أَمْوَ لَكُم بَيْنَكُم بِالْبَطِلِ... وَلَا تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا'

[ النساء: 29.]

وقال عزّوجلّ: 'وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ و جَهَنَّمُ'.

[ النساء: 93.]


فغضب عمّار وساءه وقام وقال: يا أيّها الناس! إنّما قال له خاصّة: 'أنت فيها قاعداً خير منك قائماً'...

وقام أبو موسى فقال: أيّها الناس! أطيعوني تكونوا جرثومة من جراثيم العرب؛ يأوي إليكم المظلوم، ويأمن فيكم الخائف، إنّا أصحابَ محمّد صلى الله عليه و آله أعلم بما سمعنا، إنّ الفتنة إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت بيّنت، وإنّ هذه الفتنة باقرة

/ 35