غنائم الحرب - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


2284- نهاية الأرب: أتى وجوه الناس إلى عائشة وفيها: القعقاع بن عمرو، فسلّم عليها فقالت: واللَّه، لوددت أنّي متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة!

[ نهاية الأرب: 79:20.]


2285- فتح الباري عن محمّد بن قيس: ذُكر لعائشة يوم الجمل قالت: والناس يقولون يوم الجمل؟ قالوا: نعم، قالت: وددت أنّي جلست كما جلس غيري؛ فكان أحبّ إليّ من أن أكون ولدت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عشرة كلّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

[ فتح الباري: 55:13، مجمع الزوائد: 12040:480:7، اُسد الغابة: 3283:429:3، تاريخ دمشق: 274:34 وزاد في ذيله 'أو مثل عبداللَّه بن الزبير'.]


2286- المستدرك على الصحيحين عن عائشة: وددت أنّي كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام، وأنّي لم أسِر مسيري مع ابن الزبير.

[ المستدرك على الصحيحين: 4609:129:3، الاعتقاد والهداية: 246 وفيه 'مثل ولد الحرث بن هشام' بدل مثل الحارث بن هشام' وراجع المصنّف لابن أبي شيبة: 55:717:8 وأنساب الأشراف: 60:3.]


2287- الطبقات الكبرى عن عمارة بن عمير: حدّثني من سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية: 'وَ قَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ'

[ الأحزاب: 33.]

بكت حتى تبلّ خمارها.

[ الطبقات الكبرى: 81:8، الزهد لابن حنبل: 205، أنساب الأشراف: 60:3 كلاهما عن أبي الضحى عمّن سمع عائشة، سير أعلام النبلاء: 19:177:2، الدرّ المنثور: 600:6 عن مسروق.]


2288- تاريخ بغداد عن عروة: ما ذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قطّ، إلّا بكت حتى تبلّ خمارها وتقول: يا ليتني كنت نَسياً منسيّاً.

[ تاريخ بغداد: 4766:185:9، الاعتقاد والهداية: 246، المناقب للخوارزمي: 220:182.]


2289- المناقب للخوارزمي عن أبي عتيق: قالت عائشة: إذا مرّ ابن عمر فأرونيه، فلمّا مرّ قيل لها: هذا ابن عمر، قالت: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: قد رأيت رجلاً قد غلب عليك |يعني ابن الزبير|، وظننت أن لا تخالفيه. قالت: أما إنّك لو نهيتني ما خرجت.

[ المناقب للخوارزمي: 218:182، سلسلة الأحاديث الصحيحة: 776:1 عن ابن أبي عتيق.]


غنائم الحرب


2290- شرح نهج البلاغة: اتّفقت الرواة كلّها على أنّه|عليّاً عليه السلام| قبض ما وجد في عسكر الجمل من سلاح ودابّة ومملوك ومتاع وعروض، فقسّمه بين أصحابه، وأنّهم قالوا له: اقسم بيننا أهل البصرة فاجعلهم رقيقاً، فقال: لا. فقالوا: فكيف تُحلّ لنا دماءهم، وتُحرّم علينا سبيهم!

فقال: كيف يحلّ لكم ذرّيّة ضعيفة في دار هجرة وإسلام! أمّا ما أجلب به القوم في معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، وأمّا ما وارت الدور واُغلقت عليه الأبواب فهو لأهله، ولا نصيب لكم في شي ء منه.

فلمّا أكثروا عليه قال: فاقرعوا على عائشة؛ لأدفعها إلى من تُصيبه القرعة!

فقالوا: نستغفر اللَّه يا أميرالمؤمنين! ثمّ انصرفوا.

[ شرح نهج البلاغة: 250:1 وراجع الإمامة والسياسة: 97:1.]


2291- شرح الأخبار: كان عليّ صلوات اللَّه عليه قد غنم أصحابُه ما أجلب به أهل البصرة إلى قتاله- وأجلبوا به: يعني أتوا به في عسكرهم- ولم يعرض لشي ء غير ذلك من أموالهم، وجعل ما سوى ذلك من أموال من قُتل منهم

لورثتهم، وخمّس ما اُغنمه ممّا أجلبوا به عليه، فجرت أيضاً بذلك السنّة.

[ شرح الأخبار: 331:389:1.]


بذل الإمام سهمه من الغنيمة


2292- مروج الذهب: قبض |عليّ عليه السلام| ما كان في معسكرهم من سلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلك، فباعه وقسّمه بين أصحابه، وأخذ لنفسه- كما أخذ لكلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده- خمسمائة درهم.

فأتاه رجل من أصحابه فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّي لم آخذ شيئاً، وخلّفني عن الحضور كذا- وأدلى بعذر- فأعطاه الخمسمائة التي كانت له.

[ مروج الذهب: 380:2 وراجع الأخبار الطوال: 211.]


2293- الجمل: ثمّ نزل عليه السلام |أي بعد خطبته في أهل البصرة| واستدعى جماعة من أصحابه، فمشوا معه حتى دخل بيت المال، وأرسل إلى القرّاء، فدعاهم ودعا الخزّان وأمرهم بفتح الأبواب التي داخلها المال، فلمّا رأى كثرة المال قال: 'هذا جِناي وخياره فيه'.

[ قال ابن منظور: في الحديث: أنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه دخل بيت المال فقال: يا حمراء ويا بيضاء احمرّي وابيضّي، غرّي غيري. هذا جَناي وخِياره فيهْ إذ كلّ جانٍ يدُه إلى فيهْ قال أبو عبيد: يضرب هذا مثلاً للرجل يؤثر صاحبه بخيار ما عنده. وأراد عليّ رضوان اللَّه عليه بقول ذلك أنّه لم يتلطّخ بشي ء من في ء المسلمين بل وضعه مواضعه. والجَنى: ما يُجْنى من الشجر "لسان العرب: 155:14 وراجع مجمع الأمثال: 488:3".]

ثمّ قسّم المال بين أصحابه فأصاب كلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم، وكان أصحابه اثني عشر ألفاً، وأخذ هو عليه السلام كأحدهم، فبينا هم

على تلك الحالة، إذ أتاه آتٍ فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ اسمي سقط من كتابك، وقد رأيت من البلاء ما رأيت. فدفع سهمه إلى ذلك الرجل.

وروى الثوري عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود قال: لقد رأيت بالبصرة عجباً! لمّا قدم طلحة والزبير قد أرسلا إلى اُناس من أهل البصرة وأنا فيهم، فدخلنا بيت المال معهما، فلمّا رأيا ما فيه من الأموال قالا: هذا ما وعدنا اللَّه ورسوله. ثمّ تلَيا هذه الآية: 'وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ى' إلى آخر الآية وقالا: نحن أحقّ بهذا المال من كلّ أحد.

فلمّا كان من أمر القوم ما كان دعانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فدخلنا معه بيت المال، فلمّا رأى ما فيه ضرَبَ إحدى يديه على الاُخرى وقال: يا صفراء يا بيضاء، غرّي غيري! وقسّمه بين أصحابه بالسويّة حتى لم يبق إلّا خمسمائة درهم عزلها لنفسه، فجاءه رجل فقال: إنّ اسمي سقط من كتابك. فقال عليه السلام: ردّوها عليه. ثمّ قال:

الحمد للَّه الذي لم يصل إليّ من هذا المال شي ء، ووفَّرَه على المسلمين.

[ الجمل: 400 وراجع مروج الذهب: 380:2 وشرح نهج البلاغة: 249:1 و ج 322:9.]


دخول الإمام بيت مال البصرة


2294- الجمل: لمّا خرج عثمان بن حنيف من البصرة، وعاد طلحة والزبير إلى بيت المال فتأمّلا ما فيه، فلمّا رأوا ما حواه من الذهب والفضّة قالوا: هذه الغنائم التي وعدنا اللَّه بها، وأخبرنا أنّه يعجّلها لنا.

قال أبو الأسود: فقد سمعت هذا منهما، ورأيت عليّاً عليه السلام بعد ذلك، وقد دخل

بيت مال البصرة، فلمّا رأى ما فيه قال: يا صفراء ويا بيضاء غُرّي غيري! المالُ يَعْسُوب

[ اليعسوب: السيّد والرئيس والمقدّم "النهاية: 234:3".]

الظَّلمَة، وأنا يعسوب المؤمنين.

فلا واللَّه ما التفتَ إلى ما فيه، ولا فكّر فيما رآه منه، وما وجدته عنده إلّا كالتراب هواناً! فعجبت من القوم ومنه عليه السلام! فقلت: اُولئك ممّن يريد الدنيا، وهذا ممّن يريد الآخرة، وقوِيتْ بصيرتي فيه.

[ الجمل: 285.]


خطبة الإمام بعد قسمة المال


2295- الجمل عن الواقدي: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا فرغ من قسمة المال قام خطيباً، فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال:

أيّها الناس! إنّي أحمد اللَّه على نِعَمه؛ قُتل طلحة والزبير، وهُزمت عائشة. وايم اللَّه لو كانت عائشة طلبت حقّاً وأهانت باطلاً لكان لها في بيتها مأوى، وما فرض اللَّه عليها الجهاد، وإنّ أوّل خطئها في نفسها، وما كانت واللَّه على القوم إلّا أشأم من ناقة الحِجْر،

[ يشير بهذا إلى قصّة ناقة صالح عليه السلام. والحِجْر: إسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام وفيها بئر ثمود "راجع: معجم البلدان: 221:2".]

وما ازداد عدوّكم بما صنع اللَّه إلّا حقداً، وما زادهم الشيطان إلّا طغيانا. ولقد جاؤوا مبطلين وأدبروا ظالمين، إنّ إخوانكم المؤمنين جاهدوا في سبيل اللَّه، وآمنوا به يرجون مغفرة من اللَّه، وإنّنا لعلى الحقّ، وإنّهم لعلى الباطل، وسيجمعنا اللَّه وإيّاهم يوم الفصل، وأستغفر اللَّه لي ولكم.

[ الجمل: 402.]


توبيخ الإمام لأهل البصرة


2296- الجمل: لمّا كتب أميرالمؤمنين عليه السلام الكتب بالفتح قام في الناس خطيباً، فحمد اللَّه تعالى وأثنى عليه، وصلّى على محمّد وآله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه غفور رحيم عزيز ذو انتقام، جعل عفوه ومغفرته لأهل طاعته، وجعل عذابه وعقابه لمن عصاه وخالف أمره، وابتدع في دينه ما ليس منه، وبرحمته نال الصالحون العون، وقد أمكنني اللَّه منكم يا أهل البصرة، وأسلمكم بأعمالكم؛ فإيّاكم أن تعودوا إلى مثلها؛ فإنّكم أوّل من شرع القتال والشقاق، وترك الحقّ والإنصاف.

[ الجمل: 400 وراجع الإرشاد: 257:1 وبحارالأنوار:182:230:32.]


2297- الجمل عن الحارث بن سريع: لمّا ظهر أميرالمؤمنين عليه السلام على أهل البصرة وقسّم ما حواه العسكر، قام فيهم خطيباً، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على رسوله وقال:

أيّها الناس! إنّ اللَّه عزّ وجلّ ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة لأهل طاعته، وقضى أنّ نقمته وعقابه على أهل معصيته.

يا أهل البصرة! يا أهل المؤتفكة، ويا جند المرأة، وأتباع البهيمة! رغا فأجبتم، وعُقر فانهزمتم، أحلامكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وأنتم فسقة مُرّاق.

يا أهل البصرة! أنتم شرّ خلق اللَّه؛ أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء. خفّت عقولكم، وسفهت أحلامكم. شهرتم سيوفكم، وسفكتم دماءكم، وخالفتم

إمامكم؛ فأنتم أكلة الآكل، وفريسة الظافر، فالنار لكم مدّخر، والعار لكم مفخر، يا أهل البصرة! نكثتم بيعتي، وظاهرتم عليّ ذوي عداوتي، فما ظنّكم يا أهل البصرة الآن.

[ الجمل: 407 وراجع تفسير القمّي: 339:2 والاحتجاج: 250:1 ونثر الدرّ: 315:1 ومروج الذهب: 377:2.]


2298- الأخبار الطوال: دخل عليّ رضى الله عنه البصرة، فأتى مسجدها الأعظم، واجتمع الناس إليه، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه ذو رحمة واسعة وعقاب أليم، فما ظنّكم بي يا أهل البصرة؛ جُندَ المرأة، وأتباع البهيمة؟ رَغا فقاتلتم، وعُقر فانهزمتم، أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق، وماؤكم زعاق.

[ ماءٌ زُعاق: مرٌّ غليظ لا يطاق شربه من اُجوجته "لسان العرب: 141:10".]

أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء، وايم اللَّه ليأتينّ عليها زمان لا يُرى منها إلّا شرفات مسجدها في البحر، مثل جؤجؤ

[ الجؤجؤ: الصدر "النهاية: 232:1".]

السفينة، انصرفوا إلى منازلكم.

ثمّ نزل، وانصرف إلى معسكره.

[ الأخبار الطوال: 151.]


2299- الإمام عليّ عليه السلام- في ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل-: كنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة؛ رغا فأجبتم، وعُقر فهربتم. أخلاقكم دقاقٌ، وعهدكم شقاقٌ، ودينكم نفاقٌ، وماؤكم زعاقٌ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمةٍ من ربّه. كأنّي بمسجدكم كجؤجؤ سفينةٍ قد بعث اللَّه عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها.

[ نهج البلاغة: الخطبة 13؛ المناقب للخوارزمي: 189.]


2300- معجم البلدان: في روايةٍ أنّ عليّاًرضى الله عنه لمّا فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى مسجدها الجامع، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه ذو رحمة واسعة، فما ظنّكم يا أهل البصرة؟ يا أهل السبخة، يا أهل المؤتفكة؛ ائتفكت

[ أي غرقت، فشبّه غرقها بانقلابها "النهاية: 56:1".]

بأهلها ثلاثاً وعلى اللَّه الرابعة، ياجند المرأة، ثم ذكر الذي قبله، ثمّ قال: انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا اللَّه وسلطانكم.

وخرج حتى صار إلى المربد، والتفتَ وقال: الحمد للَّه الذي أخرجني من شرّ البقاع تراباً، وأسرعها خراباً.

[ معجم البلدان: 436:1.]


استخلاف ابن عبّاس على البصرة


2301- الجمل عن الواقدي عن رجاله: لمّا أراد أميرالمؤمنين عليه السلام الخروج من البصرة استخلف عليها عبداللَّه بن العبّاس وأوصاه، فكان في وصيّته له أن قال: يا ابن عبّاس، عليك بتقوى اللَّه والعدل بمن وُلّيت عليه، وأن تبسط للناس وجهك، وتوسّع عليهم مجلسك وتسعهم بحلمك. وإيّاك والغضب؛ فإنّه طيرة من الشيطان، وإيّاك والهوى؛ فإنّه يصدّك عن سبيل اللَّه.

واعلم أنّ ما قرّبك من اللَّه فهو مباعدك من النار، وما باعدك من اللَّه فهو مقرّبك من النار. واذكر اللَّه كثيراً ولا تكن من الغافلين.

وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال: لمّا استعمل أميرالمؤمنين عليه السلام عبداللَّه بن

العبّاس على البصرة خطب الناس، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على رسوله، ثمّ قال:

يا معاشر الناس، قد استخلفت عليكم عبداللَّه بن العبّاس، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ما أطاع اللَّه ورسوله؛ فإن أحدث فيكم أو زاغ عن الحقّ فأعلموني أعزلْه عنكم؛ فإنّي أرجو أن أجده عفيفاً تقيّاً ورعاً، وإنّي لم اُولّه عليكم إلّا وأنا أظنّ ذلك به، غفر اللَّه لنا ولكم.

فأقام عبداللَّه بالبصرة حتى عمل أميرالمؤمنين عليه السلام على التوجّه إلى الشام، فاستخلف عليها زياد بن أبيه، وضمّ إليه أبا الأسود الدؤلي، ولحق بأميرالمؤمنين عليه السلام، فسار معه إلى صفّين.

[ الجمل: 420 وراجع نهج البلاغة: الكتاب 76.]


كتاب الإمام إلى أهل الكوفة


2302- الإمام عليّ عليه السلام- في كتابه إلى أهل الكوفة-: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عليّ أميرالمؤمنين إلى أهل الكوفة: سلام عليكم، فإنّي أحمد اللَّه إليكم الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه حَكَم عَدْل 'لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ ى مِن وَالٍ'.

[ الرعد: 11.]


وإنّي اُخبركم عنّا، وعمّن سرنا إليه من جموع أهل البصرة، ومن سار إليه من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير بعد نكثهما صفقة أيمانهما.

فنهضتُ من المدينة حين انتهى إليّ خبرهم، وما صنعوه بعاملي عثمان بن

حنيف حتى قدمت ذا قار، فبعثت إليكم ابني الحسن وعمّاراً وقيساً فاستنفروكم لحقّ اللَّه وحقّ رسوله وحقّنا، فأجابني إخوانكم سراعاً حتى قدموا عليَّ.

فسرتُ بهم وبالمسارعين منهم إلى طاعة اللَّه حتى نزلت ظهر البصرة، فأعذرت بالدعاء، وأقمت الحجّة، وأقلت العثرة والزلّة من أهل الردّة من قريش وغيرهم، واستتبتهم عن نكثهم بيعتي، وعهد اللَّه لي عليهم، فأبَوا إلّا قتالي، وقتال من معي، والتمادي في الغيّ، فناهضتهم بالجهاد.

فقُتل من قُتل منهم، وولّى من ولّى إلى مصرهم، فسألوني ما دعوتهم إليه من كفّ القتال، فقبلت منهم، وغمدت السيوف عنهم، وأخذت بالعفو فيهم، وأجريت الحقّ والسُّنّة بينهم، واستعملت عبداللَّه بن العبّاس على البصرة، وأنا سائر إلى الكوفة إن شاء اللَّه تعالى.

وقد بعثت إليكم زَحْرَ بن قيس الجعفي لتسألوه فيخبركم عنّا وعنهم، وردِّهِم الحقَّ علينا، وردِّهِم اللَّهِ وهم كارهون. والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب عبيد اللَّه بن أبي رافع في جمادى الاُولى من سنة ستّ وثلاثين من الهجرة.

[ الجمل: 398، الإرشاد: 258:1، الشافي: 329:4، معادن الحكمة: 85:447:1 كلّها نحوه، بحارالأنوار: 182:231:32.]


قدوم الإمام إلى الكوفة


2303- وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره: لمّا قدم عليّ بن أبي طالب من البصرة إلى الكوفة يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من رجب سنة ستّ وثلاثين، وقد أعزّ اللَّه نصره، وأظهره على عدوّه، ومعه أشراف

/ 35