مقاتلة عمّار - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




أميرالمؤمنين! فلم يُجِب أحداً حتى سوّاه، ثمّ حمل ثانية حتى اختلط بهم، فجعل يضرب فيهم قدماً قدماً حتى انحنى سيفه، ثمّ رجع إلى أصحابه، ووقف يسوّي السيف بركبته وهو يقول: واللَّه ما اُريد بذلك إلّا وجهَ اللَّه والدار الآخرة! ثمّ التفت إلى ابنه محمّد ابن الحنفيّة وقال: هكذا اصنع يابني.


[ الفتوح: 474:2، المناقب للخوارزمي: 187 نحوه وراجع شرح نهج البلاغة: 257:1.]




2238- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: زحف عليّ عليه السلام نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار، وحوله بنوه حسن وحسين ومحمّد عليهم السلام، ودفع الراية إلى محمّد، وقال: أقدم بها حتى تركزها في عين الجمل، ولا تقفنّ دونه.


فتقدّم محمّد، فرشقته السهام، فقال لأصحابه: رويداً، حتى تنفد سهامهم، فلم يبقَ لهم إلّا رشقة أو رشقتان. فأنفذ عليّ عليه السلام


[ في الطبعة المعتمدة: 'فأنفذا إليه عليّ عليه السلام إليه'، والصحيح ما أثبتناه كما في طبعة دار الرشاد "85:1".]


إليه يستحثّه، ويأمره بالمناجزة، فلمّا أبطأ عليه جاء بنفسه من خلفه، فوضع يده اليسرى على منكبه الأيمن وقال له: أقدِم، لا اُمّ لك!


فكان محمّد إذا ذكر ذلك بعدُ يبكي، ويقول: لَكأنّي أجد ريح نفسه في قفاي، واللَّه لا أنسى أبداً.


ثمّ أدركت عليّاً عليه السلام رقّة على ولده، فتناول الراية منه بيده اليسرى وذو الفقار مشهور في يمنى يديه، ثمّ حمل فغاص في عسكر الجمل، ثمّ رجع وقد انحنى سيفه، فأقامه بركبته. فقال له أصحابه وبنوه والأشتر وعمّار: نحن نكفيك يا


أميرالمؤمنين! فلم يجِب أحداً منهم، ولا ردّ إليهم بصره، وظلّ يَنحِطُ


[ النحْط: شبه الزَّفير "لسان العرب: 412 7".]


ويزأر زئير الأسد، حتى فَرِقَ مَن حوله، وتبادروه، وإنّه لطامح ببصره نحو عسكر البصرة، لا يبصر من حوله، ولا يردّ حواراً.


ثمّ دفع الراية إلى ابنه محمّد، ثمّ حمل حملة ثانية وحده، فدخل وسطهم فضربهم بالسيف قُدُماً قُدُماً، والرجال تفرّ من بين يديه، وتنحاز عنه يمنة ويسرة، حتى خضب الأرض بدماء القتلى، ثمّ رجع وقد انحنى سيفه، فأقامه بركبته، فاعصوصب


[ اعصَوْصبوا: اجتمعوا وصاروا عِصابةً واحدة "النهاية: 246:3".]


به أصحابه، وناشدوه اللَّه في نفسه وفي الإسلام، وقالوا: إنّك إن تُصَب يذهب الدين! فأمسك ونحن نكفيك.


فقال: واللَّه، ما اُريد بما ترون إلّا وجه اللَّه والدار الآخرة. ثمّ قال لمحمّد ابنه: هكذا تصنع يابن الحنفيّة. فقال الناس: مَن الذي يستطيع ما تستطيعه يا أميرالمؤمنين!!


[ شرح نهج البلاغة: 257:1 وراجع الفتوح: 473:2.]




2239- المصنّف عن الأعمش عن رجل قد سمّاه: كنت أرى عليّاً يحمل فيضرب بسيفه حتى ينثني، ثمّ يرجع فيقول: لا تلوموني ولوموا هذا. ثمّ يعود فيقوِّمه.


[ المصنّف لابن أبي شيبة: 2:706:8، العقد الفريد: 324:3.]




2240- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: خرج عبداللَّه بن خلف الخزاعي- وهو رئيس البصرة، وأكثر أهلها مالاً وضياعاً- فطلب البراز، وسأل ألّا يخرج إليه إلّا عليّ عليه السلام، وارتجز فقال:




  • أبا ترابٍ ادنُ مِنّي فِتْرا
    فَإنّني دانٍ إليك شِبْرا



  • فَإنّني دانٍ إليك شِبْرا
    فَإنّني دانٍ إليك شِبْرا





فخرج إليه عليّ عليه السلام، فلم يُمهله أن ضربه ففلق هامته.


[ شرح نهج البلاغة: 261:1.]




2241- الفتوح: انفرق عليّ يريد أصحابه، فصاح به صائح من ورائه، فالتفتَ وإذا بعبداللَّه بن خلف الخزاعي وهو صاحب منزل عائشة بالبصرة، فلمّا رآه عليّ عرفه، فناداه: ما تشاء يابن خلف؟


قال: هل لك في المبارزة؟


قال عليّ: ما أكره ذلك، ولكن ويحك يابن خلف ما راحتك في القتل وقد علمتَ من أنا!!


فقال عبداللَّه بن خلف: دعني من مدحك يابن أبي طالب، وادنُ منّي لترى أيّنا يقتل صاحبه! ثمّ أنشد شعراً، فأجابه عليّ عليه، والتقوا للضرب، فبادره عبداللَّه بن خلف بضربة دفعها عليّ بحَجَفَته،


[ الحَجَف: ضرب من التِّرسة، واحدتها حَجَفة. ويقال للتُّرس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب "لسان العرب: 39:9".]


ثمّ انحرف عنه عليّ فضربه ضربة رمى بيمينه، ثمّ ضربه اُخرى فأطار قحف رأسه.


[ الفتوح: 478:2، المناقب للخوارزمي: 188؛ كشف اليقين: 191:189، كشف الغمّة: 242:1 وفيهما 'ابن أبي خلف الخزاعي' وكلّها نحوه وراجع شرح نهج البلاغة: 261:1.]




2242- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: تناول عبداللَّه بن أبزى خطام الجمل، وكان كلّ من أراد الجدّ في الحرب وقاتل قتالَ مستميتٍ يتقدّم إلى الجمل فيأخذ بخطامه، ثمّ شدّ على عسكر عليّ عليه السلام وقال:




  • أضرِبُهُم ولا أرى أبا حَسَن ها
    إنّ هذا حَزَنٌ مِن الحَزَن



  • إنّ هذا حَزَنٌ مِن الحَزَن
    إنّ هذا حَزَنٌ مِن الحَزَن




فشدّ عليه عليّ أميرالمؤمنين عليه السلام بالرمح، فطعنه، فقتله وقال: قد رأيتَ أبا حسن، فكيف رأيتَه! وترك الرمح فيه.


[ شرح نهج البلاغة: 256:1 وراجع أنساب الأشراف: 148:3 وتاريخ الطبري: 519:4.]





مقاتلة عمّار




2243- الفتوح: خرج محمّد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر حتى وقفا قدّام الجمل. قال: وتبعهما الأشتر ووقف معهما.


قال: فقال رجل من أصحاب الجمل: من أنتم أيها الرهط؟ قالوا: نحن ممّن لا تُنكرونه! وأعلنوا بأسمائهم، ودعوا بأسمائهم، ودعوا إلى البراز، فخرج عثمان الضبّي وهو ينشد شعراً، فخرج إليه عمّار بن ياسر فأجابه على شعره، ثمّ حمل عليه عمّار فقتله.


[ الفتوح: 476:2.]




2244- الفتوح: خرج عمرو بن يثربي- من أصحاب الجمل- حتى وقف بين الصفّين قريباً من الجمل، ثمّ دعا إلى البراز وسأل النزال، فخرج إليه علباء بن الهيثم من أصحاب عليّ رضى الله عنه، فشدّ عليه عمرو فقتله. ثمّ طلب المبارزة، فلم يخرج إليه أحد، فجعل يجول في ميدان الحرب وهو يرتجز ويقول شعراً، ثمّ جال وطلب البراز، فتحاماه الناس واتّقوا بأسه، قال: فبَدَر إليه عمّار بن ياسر وهو يُجاوبه على شعره، والتقوا بضربتين، فبادره عمّار بضربة فأرداه عن فرسه، ثمّ نزل إليه عمّار سريعاً فأخذ برجله وجعل يجره حتى ألقاه بين يدي عليّ رضى الله عنه.


فقال عليّ: اضرب عنقه. فقال عمرو: يا أميرالمؤمنين، استبقِني حتى أقتل لك منهم كما قتلتُ منكم. فقال عليّ: يا عدوّ اللَّه! أبَعدَ ثلاثة من خيار أصحابي أستبقيك!!


[ في المصدر: 'استبقيتك'، والصحيح ما أثبتناه كما في شرح نهج البلاغة.]


لا كان ذلك أبداً. قال: فأدنني حتى اُكلّمك في اُذنك بشي ء. فقال عليّ: أنت رجل متمرّد، وقد أخبرني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بكلّ متمرد عليّ، وأنت أحدُهم. فقال عمرو بن يثربي: أما واللَّه لو وصلتُ إليك لقطعتُ اُذنك- أو قال: أنفك- قال: فقدّمه عليّ فضرب عنقه.


[ الفتوح: 477:2، شرح نهج البلاغة: 259:1 نحوه.]




2245- تاريخ الطبري عن داود بن أبي هند عن شيخ من بني ضبّة: ارتجز يومئذٍ ابن يثربيّ:




  • أنا لمن أنكرني ابنُ يَثربي
    قَاتِلُ علباءَ وهندِ الجَمَلي



  • قَاتِلُ علباءَ وهندِ الجَمَلي
    قَاتِلُ علباءَ وهندِ الجَمَلي





وقال: من يبارز؟ فبرز له رجل، فقتله، ثمّ برز له آخر فقتله. وارتجز وقال:




  • أقتُلهم وقَد أرى عَليّا
    ولَو أشا أوجَرتُه عَمريّا



  • ولَو أشا أوجَرتُه عَمريّا
    ولَو أشا أوجَرتُه عَمريّا




فبرز له عمّار بن ياسر، وإنّه لأضعف من بارزه، وإنّ الناس ليسترجعون حين قام عمّار، وأنا أقول لعمّار- مِن ضعفه-: هذا واللَّه لاحقٌ بأصحابه! وكان قضيفاً،


[ القَضِيف: الدقيق العظم القليل اللحم "لسان العرب: 284:9".]


حمش


[ حَمْشُ الساقين: دقيقهما "لسان العرب: 288:6".]


الساقين، وعليه سيفٌ حمائلُه تشفّ عنه قريب من إبطه، فضربه


[ في المصدر: 'فيضربه'، وهو تصحيف.]


ابن يثربي بسيفه، فنَشَب في حَجَفَته، وضربه عمّار وأوهطه،


[ وَهَطَه: ضربه، وقيل: طعنه "لسان العرب: 434:7".]


ورمى


أصحاب عليّ ابنَ يثربي بالحجارة حتى أثخنوه وارتثّوه


[ ارتُثّ فلان: إذا ضُرب في الحرب فاُثخن وحُمل وبه رمق ثمّ مات "لسان العرب: 151:2".]



[ تاريخ الطبري: 530:4 و ص 517 عن عطيّة بن بلال، الكامل في التاريخ: 340:2، البداية والنهاية: 243:7، الفتوح: 477:2 وليس فيهما الرجز وكلّها نحوه؛ المناقب لابن شهر آشوب: 156:3 وفيه الرجز فقط وراجع الجمل: 345.]





مقاتلة الأشتر وابن الزبير




2246- الجمل: لاذ بالجمل عبداللَّه بن الزبير وتناول خطامه بيده، فقالت عائشة: من هذا الذي أخذ بخطام جملي؟ قال: أنا عبداللَّه ابن اُختك. فقالت: وا ثكلَ أسماء!


ثمّ برز الأشتر إليه، فخلّى الخطام من يده وأقبل نحوه، فقام مقامه في الخطام عبد أسود، واصطرع عبداللَّه والأشتر، فسقطا إلى الأرض، فجعل ابن الزبير يقول- وقد أخذ الأشتر بعنقه-: اقتلوني ومالكاً، واقتلوا مالكاً معي!


قال الأشتر: فما سرّني إلّا قوله 'مالك'؛ لو قال 'الأشتر' لقتلوني. وواللَّه لقد عجبت من حمق عبداللَّه؛ إذ ينادي بقتله وقتلي، وما كان ينفعه الموت إن قتلتُ وقتل معي، ولم تلِد امرأة من النخع غيري!! فأفرجتُ عنه، فانهزم وبه ضربة مثخنة في جانب وجهه.


[ الجمل: 350؛ تاريخ الطبري: 519:4 عن عبداللَّه بن الزبير و ص 530 عن الشعبي، الكامل في التاريخ: 343:2، البداية والنهاية: 244:7 كلّها نحوه وراجع أنساب الأشراف: 39:3 وشرح نهج البلاغة: 262:1 ومروج الذهب: 376:2 والإمامة والسياسة: 96:1 والبداية والنهاية: 336:8.]




2247- المصنّف عن عبداللَّه بن عبيد بن عمير: إنّ الأشتر وابن الزبير التقيا، فقال ابن الزبير: فما ضربته ضربة حتى ضربني خمساً أو ستّاً- قال: ثمّ قال:- و ألقاني برجلي.


[ كذا في المصدر، وفي العقد الفريد وجواهر المطالب: 'ثمّ أخذ برجلي فألقاني في الخندق'.]




ثمّ قال: واللَّه لولا قرابتك من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما تركت منك عضواً مع صاحبه!


[ المصنّف لابن أبي شيبة: 10:707:8 و ج 71:260:7، جواهر المطالب:22:2، العقد الفريد: 112:1 و ج 324:3، النجوم الزاهرة: 105:1؛ الكنى والألقاب: 30:2 نحوه.]




2248- تاريخ دمشق عن زهير بن قيس: دخلت مع ابن الزبير الحمّامَ، فإذا في رأسه ضربة لو صُبّ فيها قارورة من دهن لاستقرّت.


قال: تدري من ضربني هذه؟! قلتُ: لا. قال: ضربَنيها ابن عمّك الأشتر.


[ تاريخ دمشق: 383:56، النجوم الزاهرة: 105:1؛ الكنى والألقاب: 30:2.]





قتل طلحة بيد مروان




2249- الفتوح: جعل طلحة ينادي بأعلى صوته: عباد اللَّه! الصبر الصبر! إنّ بعد الصبر النصر والأجر. فنظر إليه مروان بن الحكم، فقال لغلام له: ويلك يا غلام! واللَّه إنّي لأعلم أنّه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه! ولكن استرني فأنت حرّ؛ فستره الغلام.


ورمى مروان بسهم مسموم لطلحة بن عبيد اللَّه، فأصابه به، فسقط طلحة لما به وقد غُمي عليه. ثمّ أفاق، فنظر إلى الدم يسيل منه فقال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، أظنّ واللَّه أنّنا عُنينا بهذه الآية من كتاب اللَّه عزّ وجلّ إذ يقول: 'وَاتَّقُواْ


فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ'.


[ الأنفال: 25.]



[ الفتوح: 478:2.]




2250- الجمل عن ابن أبي عون: سمعت مروان بن الحكم يقول: لمّا كان يوم الجمل قلت: واللَّه لاُدركنّ ثار عثمان! فرميتُ طلحة بسهم فقطعت نساه، وكان كلّما سُدّ الموضع غلب الدم وألمه، فقال لغلامه: دَعه فهو سهم أرسله اللَّه إليّ.


ثمّ قال له: ويلك! اطلب لي موضعاً أحترز فيه، فلم يجد له مكاناً، فاحتمله عبيد اللَّه بن معمّر فأدخله بيت أعرابيّة، ثمّ ذهب فصبر هنيّة ورجع، فوجده قد مات.


[ الجمل: 389 وراجع شرح الأخبار: 352:403:1 والطبقات الكبرى: 223:3 والمعجم الكبير: 201:113:1 وأنساب الأشراف: 43:3 وتاريخ المدينة: 1170:4 وتاريخ الإسلام للذهبي: 486:3 و ص 528 وتاريخ الطبري: 509:4 والكامل في التاريخ: 337:2.]





استمرار الحرب بقيادة عائشة




2251- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: كان القتال الأوّل يستحرّ إلى انتصاف النهار، واُصيب فيه طلحة، وذهب فيه الزبير، فلمّا أووا إلى عائشة وأبى أهل الكوفة إلّا القتال ولم يريدوا إلّا عائشة، ذَمَرتهم


[ الذَّمْر: اللوم والحضّ معاً "لسان العرب: 311:4".]


عائشة.


فاقتتلوا حتى تنادوا فتحاجزوا، فرجعوا بعد الظهر فاقتتلوا، وذلك يوم الخميس في جمادى الآخرة، فاقتتلوا صدر النهار مع طلحة والزبير، وفي وسطه


مع عائشة.


[ تاريخ الطبري: 514:4 وراجع الكامل في التاريخ: 338:2.]




2252- تاريخ الطبري عن الشعبي: حملت ميمنة أميرالمؤمنين على ميسرة أهل البصرة فاقتتلوا ولاذ الناس بعائشة، أكثرهم ضبّة والأزد. وكان قتالهم من ارتفاع النهار إلى قريب من العصر، ويقال: إلى أن زالت الشمس، ثمّ انهزموا.


[ تاريخ الطبري: 512:4.]




راجع: احتلال البصرة/استبصار أبي بكرة لمّا رأى عائشة تأمر وتنهى.



قصّة رجل مصطلم الاُذن




2253- مروج الذهب: ذكر المدائني أنّه رأى بالبصرة رجلاً مصطلم


[ الاصْطِلام: الاستئصال، وهو افتعال من الصَّلم: وهو القطع المستأصل "مجمع البحرين: 1046:2".]


الاُذن، فسأله عن قصّته، فذكر أنّه خرج يوم الجمل ينظر إلى القتلى، فنظر إلى رجل منهم يخفض رأسه ويرفعه وهو يقول:




  • لقد أورَدَتنا حومةَ الموت اُمُّنا
    أطَعنا بَني تَيمٍ لشقوةِ جدّنا
    وما تَيمُ إلّا أعبدٌ وإماءُ



  • فلَم تَنصرِف إلّا ونحنُ رواءُ
    وما تَيمُ إلّا أعبدٌ وإماءُ
    وما تَيمُ إلّا أعبدٌ وإماءُ




فقلت: سبحان اللَّه! أ تقول هذا عند الموت! قل: لا إله إلّا اللَّه!! فقال: يابن اللخناء، إيّاي تأمر بالجزع عند الموت!! فولّيت عنه متعجّباً منه، فصاح بي ادنُ منّي ولقّنّي الشهادة، فصِرتُ إليه، فلمّا قربت منه استدناني، ثمّ التقم اُذني فذهب بها، فجعلت ألعنه وأدعو عليه. فقال: إذا صرتَ إلى اُمّك فقالت: من فعل هذا بك؟ فقل: عمير بن الأهلب الضبّي، مخدوع المرأة التي أرادت أن تكون


أميرالمؤمنين.


[ مروج الذهب: 379:2، تاريخ الطبري: 523:4، أنساب الأشراف: 60:3 نحوه وكلاهما عن أبي رجاء وراجع الكامل في التاريخ: 344:2.]





عقر الجمل وتفرّق أصحابه




2254- الأخبار الطوال: لمّا رأى عليّ لوث


[ لاث بالشي ء: إذا أطاف به، وفلان يلوث بي: أي يلوذ بي "لسان العرب: 187:2".]


أهل البصرة بالجمل، وأنّهم كلّما كشفوا عنه عادوا فلاثوا به، قال لعمّار وسعيد بن قيس وقيس بن سعد بن عبادة والأشتر وابن بديل ومحمّد بن أبي بكر وأشباههم من حماة أصحابه: إنّ هؤلاء لا يزالون يقاتلون ما دام هذا الجمل نصب أعينهم، ولو قد عُقر فسقط لم تثبت له ثابتة.


فقصدوا بذوي الجدّ من أصحابه قصد الجمل حتى كشفوا أهل البصرة عنه، وأفضى إليه رجل من مراد الكوفة يقال له: أعين بن ضبيعة، فكشف عرقوبه


[ العُرقوب: هو الوَتَر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع "النهاية: 221:3".]


بالسيف، فسقط وله رغاء، فغرق في القتلى.


[ الأخبار الطوال: 150.]




2255- الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة: ثمّ تقدّم |أبي| بين يديّ وجرّد سيفه وجعل يضرب به، ورأيته وقد ضرب رجلاً فأبان زنده، ثمّ قال: الزم رايتك يا بنيّ، فإنّ هذا استكفاء. فرمقتُ لصوت أبي ولحظته فإذا هو يورد السيف ويصدره ولا أرى فيه دماً؛ وإذا هو يسرع إصداره فيسبق الدم.


وأحدقنا بالجمل، وصار القتال حوله، واضطربنا أشدّ اضطراب رآه راء حتى


/ 35