خروج الإمام من المدينة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الشيطان قد ذمّر


[ أي: حضّهم وشجّعهم "النهاية: 167:2".]


زحزبه، واستجلب جلبه؛ ليعود الجور إلى أوطانه، ويرجع الباطل إلى نصابه، واللَّه ما أنكروا عليَّ منكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً.


وإنّهم ليطلبون حقّاً هم تركوه، ودماً هم سفكوه؛ فلئن كنت شريكهم فيه؛ فإنّ لهم لنصيبهم منه، ولئن كانوا وَلُوه دوني، فما التبعة إلّا عندهم، وإنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم، يرتضعون اُمّاً قد فَطَمَت، ويُحيُون بدعة قد اُميتت.


يا خيبة الداعي! من دعا! وإلامَ اُجيب! وإنّي لراضٍ بحجّة اللَّه عليهم، وعلمه فيهم. فإن أبَوا أعطيتهم حدّ السيف وكفى به شافياً من الباطل، وناصراً للحقّ.


ومن العجب بعثهم إليّ أن أبرُز للطعان! وأن أصبر للجلاد! هبِلتهم الهَبول! لقد كنت وما اُهدَّد بالحرب، ولا اُرَهَّب بالضرب! وإنّي لعلى يقين من ربّي، وغير شبهة من ديني.


[ نهج البلاغة: الخطبة 22، عيون الحكم والمواعظ: 2401:110 وفيه إلى 'لعلى أنفسهم'، بحارالأنوار: 39:53:32 وراجع جواهر المطالب: 324:1.]




2133- عنه عليه السلام- في خطبته حين نهوضه إلى الجمل-: إنّي بُليت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم؛ طلحة، وأشجع الناس؛ الزبير، وأطوع الناس في الناس؛ عائشة، وأسرع الناس إلى فتنة؛ يَعلى بن اُميّة.


واللَّه، ما أنكروا عليَّ شيئاً منكراً، ولا استأثرتُ بمال، ولا مِلتُ بهوىً، وإنّهم ليطلبون حقّاً تركوه، ودماً سفكوه، ولقد ولّوه دوني، وإن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه.


وما تبعة عثمان إلّا عندهم، وإنّهم لهم الفئة الباغية؛ بايَعوني ونكثوا بيعتي، وما


استأنَوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي، وإنّي لراضٍ بحجّة اللَّه عليهم، وعلمه فيهم، وإنّي مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم؛ فإن قبلوا فالتوبة مقبولة، والحقّ أولى ما انصُرف إليه، وإن أبَوا أعطيتهم حدّ السيف، وكفى به شافياً من باطل وناصراً.


[ الاستيعاب: 1289:318:2 عن صالح بن كيسان وعبد الملك بن نوفل بن مساحق والشعبي وابن أبي ليلى، اُسد الغابة: 2627:87:3.]




2134- عنه عليه السلام- من كلام له في معنى


[ معنى كلّ شي ء: مِحْنته وحالُه التي يصير إليها أمرُه "لسان العرب: 106:15".]


طلحة بن عبيد اللَّه حين بلغه خروج طلحة والزبير إلى البصرة لقتاله-: قد كنت وما اُهدَّد بالحرب، ولا اُرَهَّب بالضرب، وأنا على ما قد وعدني ربّي من النصر، واللَّه ما استعجَلَ متجرّداً للطلب بدم عثمان إلّا خوفاً من أن يطالَب بدمه؛ لأنّه مَظِنّته، ولم يكن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه؛ ليلتبس الأمر، ويقع الشكّ.


وواللَّه ما صنع في أمر عثمان واحدةً من ثلاث: لئن كان ابن عفّان ظالماً- كما كان يزعم- لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه، وأن ينابذ ناصريه. ولئن كان مظلوماً لقد كان ينبغي له أن يكون من المُنَهْنِهين


[ نهنههُ عنه: منعه وكفّه عن الوصول إليه "النهاية: 139:5".]


عنه، والمعذّرين فيه، ولئن كان في شكّ من الخصلتين، لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركد جانباً، ويدع الناس معه. فما فعل واحدة من الثلاث، وجاء بأمر لم يعرف بابه، ولم تسلَم معاذيره.


[ نهج البلاغة: الخطبة 174، الأمالي للطوسي: 284:169 نحوه.]




2135- الإرشاد: ولمّا اتّصل به مسير عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة من مكّة


حمد اللَّه وأثنى عليه ثمّ قال: قد سارت عائشة وطلحة والزبير؛ كلّ واحد منهما يدّعي الخلافة دون صاحبه، لا يدّعي طلحة الخلافة إلّا أنّه ابن عمّ عائشة، ولا يدّعيها الزبير إلّا أنّه صهر أبيها، واللَّه لئن ظفرا بما يريدان ليضربَنّ الزبيرُ عنقَ طلحة، وليضربنّ طلحة عنق الزبير، ينازع هذا على الملك هذا، وقد- واللَّه- علمتُ أنّها الراكبةُ الجملَ، لا تحلّ عقدة، ولا تَسير عقبةً، ولا تنزل منزلاً إلّا إلى معصية، حتى تورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم، واللَّه إنّ طلحة والزبير ليعلمان أنّهما مخطئان وما يجهلان، ولربّما عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه. واللَّه لينبحنّها كلاب الحوأب، فهل يعتبر معتبر أو يتفكّر متفكّر، ثمّ قال: قد قامت الفئة الباغية؛ فأين المحسنون؟


[ الإرشاد: 246:1، الكافئة: 19:19، بحارالأنوار: 88:113:32؛ المعيار والموازنة: 53.]





خروج الإمام من المدينة




2136- المستدرك على الصحيحين عن أبي الأسود الدؤلي عن الإمام عليّ عليه السلام: أتاني عبداللَّه بن سلام وقد وضعت رجلي في الغَرْز


[ الغَرْز: رِكاب كور الجملِ إذا كان من جلد أوْ خشب "النهاية: 359:3".]


وأنا اُريد العراق فقال: لا تأتِ


[ في المصدر: 'تأتي'، والصحيح ما أثبتناه.]


العراق؛ فإنّك إن أتيته أصابك به ذباب السيف. قال عليّ: وايم اللَّه، لقد قالها لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قبلك. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي، يا اللَّه ما رأيت كاليوم رجل محارب يُحدّث الناس بمثل هذا.


[ المستدرك على الصحيحين: 4678:151:3، صحيح ابن حبّان: 6733:127:15، مسند أبي يعلى: 487:259:1.]




2137- تاريخ الطبري: بلغ عليّاً الخبر- وهو بالمدينة- باجتماعهم على الخروج إلى البصرة، وبالذي اجتمع عليه ملؤهم؛ طلحة والزبير وعائشة ومن تبعهم، وبلغه قول عائشة، وخرج عليّ يبادرهم في تعبيته التي كان تعبّى بها إلى الشام، وخرج معه من نشط من الكوفيّين والبصريّين متخفّفين في سبعمائة رجل، وهو يرجو أن يدركهم، فيحول بينهم وبين الخروج، فلقيه عبداللَّه بن سلام فأخذ بعنانه وقال: يا أميرالمؤمنين لا تخرج منها؛ فوَاللَّه لئن خرجت منها لا ترجع إليها، ولا يعود إليها سلطان المسلمين أبداً، فسبّوه فقال: دعوا الرجل؛ فنعم الرجل من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله. وسار حتى انتهى إلى الرَّبَذة فبلغه ممرّهم، فأقام حين فاتوه يأتمر بالربَذة.


[ تاريخ الطبري: 455:4 وراجع تاريخ ابن خلدون: 611:2.]




2138- الجمل: ثمّ خرج في سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار، واستخلف على المدينة تمّام بن العبّاس، وبعث قُثَم بن العبّاس إلى مكّة، ولمّا رأى أميرالمؤمنين عليه السلام التوجّهَ إلى المسير طالباً للقوم رَكب جملاً أحمر وقاد كُميتاً


[ الكُمَيت: أقوى الخيل "لسان العرب: 81:2".]


وسار وهو يقول:




  • سيروا أبابيل وحثّوا السيرا
    إذ جلبا الشرّ وعافا الخير
    ايا ربّ أدخلهم غداً سعيرا



  • كي نلحق التَّيميَّ والزبيرا
    ايا ربّ أدخلهم غداً سعيرا
    ايا ربّ أدخلهم غداً سعيرا




وسار مُجدّاً في السير حتى بلغ الربذة، فوجد القوم قد فاتوا، فنزل بها قليلاً ثمّ توجّه نحو البصرة، والمهاجرون والأنصار عن يمينه وشماله، محدقون به مع من سمع بمسيرهم، فاتّبعهم حتى نزل بذي قار فأقام بها.


[ الجمل: 240.]





كتاب الإمام إلى أهل الكوفة عند المسير من المدينة




2139- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة-: من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى أهل الكوفة؛ جبهة الأنصار، وسنام العرب.


أمّا بعد؛ إنّي اُخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه: إنّ الناس طعنوا عليه، فكنت رجلاً من المهاجرين اُكثر استعتابه، واُقلّ عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف،


[ الوجيف: هو ضَرْبٌ من السير سريعٌ "النهاية: 157:5".]


وأرفق حِدائهما العنيف، وكان من عائشة فيه فلتة غضب. فاُتيح له قوم فقتلوه، وبايعني الناس غير مُستكرَهين ولا مجبَرين، بل طائعين مخيَّرين.


واعلموا أنّ دار الهجرة قد قَلَعت بأهلها وقَلعوا بها، وجاشت جيش المِرجَل،


[ المِرْجَل: قِدرٌ من نحاس، وقيل: يطلق على كلّ قدر يُطبخ فيها "المصباح المنير: 221".]


وقامت الفتنة على القُطْب، فأسرِعوا إلى أميركم، وبادروا جهاد عدوّكم، إن شاء اللَّه عزّ وجلّ.


[ نهج البلاغة: الكتاب 1، الأمالي للطوسي: 1518:718 عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وليس فيه من 'ولا مجبرين...'، المناقب لابن شهر آشوب: 151:3 كلاهما نحوه، بحارالأنوار: 56:84:32؛ شرح نهج البلاغة: 8:14 وفيه 'روى محمّد بن إسحاق عن عمّه عبد الرحمن بن يسار القرشي قال: لمّا نزل عليّ عليه السلام الربذة متوجّهاً إلى البصرة بعث إلى الكوفة محمّد بن جعفر بن أبي طالب، ومحمّد بن أبي بكر الصدّيق، وكتب إليهم هذا الكتاب، وزاد في آخره: فحسبي بكم إخواناً وللدين أنصاراً، ف 'انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَهِدُواْ بِأَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ' التوبة: 41.]





خطبة الإمام لمّا أراد المسير إلى البصرة




2140- شرح نهج البلاغة عن الكلبي: لمّا أراد عليّ عليه السلام المسير إلى البصرة، قام فخطب الناس، فقال- بعد أن حمد اللَّه وصلّى على رسوله صلى الله عليه و آله-: إنّ اللَّه لمّا قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حقّ نحن أحقّ به من الناس كافّة، فرأيت أنّ الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم. والناس حديثو عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوَطْب،


[ الوَطْب: الزقّ الذي يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجذع- الشابّ الفتي من الحيوانات- فما فوقه "النهاية: 203:5".]


يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقلّ خُلف. فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهاداً، ثمّ انتقلوا إلى دار الجزاء، واللَّه وليّ تمحيص سيّئاتهم، والعفو عن هفواتهم.


فما بال طلحة والزبير، وليسا من هذا الأمر بسبيل! لم يصبرا عليَّ حولاً ولا شهراً حتى وثَبا ومرَقا، ونازعاني أمراً لم يجعل اللَّه لهما إليه سبيلاً، بعد أن بايعا طائعَين غير مكرهَين، يرتضعان اُمّاً قد فَطمت، ويُحييان بدعة قد اُميتت. أ دمَ عثمان زعما! واللَّه ما التبعة إلّا عندهم وفيهم، وإنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم، وأنا راضٍ بحجّة اللَّه عليهم وعمله فيهم، فإن فاءا وأنابا فحظّهما أحرزا، وأنفسهما غنما، وأعظِم بها غنيمة! وإن أبَيا أعطيتهما حدّ السيف، وكفى به ناصراً لحقّ، وشافياً لباطل، ثمّ نزل.


[ شرح نهج البلاغة: 308:1؛ بحارالأنوار: 62:32.]





نزول الإمام بالربذة




2141- الإرشاد: لمّا توجّه أميرالمؤمنين عليه السلام إلى البصرة نزل الرَّبَذة،


[ الرَّبَذَة: من قرى المدينة على ثلاثة أيّام، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز. خربت الربذة باتّصال الحروب بين أهلها... وكانت من أحسن منزل في طريق مكّة "معجم البلدان: 24:3".]


فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه، قال ابن عبّاس: فأتيته فوجدته يخصف نعلاً، فقلت له: نحن إلى أن تُصلح أمرنا أحوج منّا إلى ما تصنع، فلم يكلّمني حتى فرغ من نعله، ثمّ ضمّها إلى صاحبتها ثمّ قال لي: قومّها؟ فقلت: ليس لها قيمة. قال: على ذاك! قلت: كسر درهم، قال: واللَّه لهما أحبّ إليّ من أمركم هذا إلّا أن اُقيم حقّاً أو أدفع باطلاً.


قلت: إنّ الحاجّ قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك، فتأذن لي أن أتكلّم؛ فإن كان حسناً كان منك، وإن كان غير ذلك كان منّي؟ قال: لا، أنا أتكلّم. ثمّ وضع يده على صدري- وكان شَثْن


[ الشَّثَن بالتحريك مصدر شَثِنَت كفّه بالكسر أي خَشُنَت وغَلُظَت "لسان العرب: 232:13".]


الكفّين- فآلمني، ثمّ قام فأخذت بثوبه فقلت: نشدتك اللَّه والرحم؟ قال: لا تنشدني. ثمّ خرج فاجتمعوا عليه، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثمّ قال:


أمّا بعد، فإنّ اللَّه تعالى بعث محمّداً صلى الله عليه و آله وليس في العرب أحد يقرأ كتاباً ولا يدّعي نبوّة، فساق الناس إلى منجاتهم، أمَ واللَّه ما زلت في ساقتها؛ ما غيّرت ولا خُنتُ حتى تولّت بحذافيرها.


مالي ولقريش؟ أمَ واللَّه لقد قاتلتهم كافرين، ولاُقاتلنّهم مفتونين، وإنّ مسيري


هذا عن عهد إليّ فيه، أمَ واللَّه: لأبقرنّ الباطل حتى يخرج الحقّ من خاصرته. ما تنقم منّا قريش إلّا أنّ اللَّه اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيِّزنا وأنشد:


أدمتَ


[ في المصدر: 'ذنب' وهو كما ترى!.]





  • لعمري شربَك المحض خالصاً
    ونحن وهبناك العلاء ولم تكن
    عليّاً وحطنا حولك الجُرْدَ والسُّمْرا



  • وأكلك بالزبد المقشّرة البُجرا
    عليّاً وحطنا حولك الجُرْدَ والسُّمْرا
    عليّاً وحطنا حولك الجُرْدَ والسُّمْرا



[ الإرشاد: 247:1، نهج البلاغة: الخطبة 33 وفيه من 'قال ابن عبّاس...' وراجع شرح المائة كلمة: 228.]





كتاب الإمام إلى والي البصرة




2142- الإمام عليّ عليه السلام- في كتابه إلى عثمان لمّا بلغه مشارفة القوم البصرة-: من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى عثمان بن حُنيف، أمّا بعد؛ فإنّ البغاة عاهدوا اللَّه ثمّ نكثوا وتوجّهوا إلى مصرك، وساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضى اللَّه به. واللَّه أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً، فإذا قدموا عليك فادعُهم إلى الطاعة والرجوع إلى الوفاء بالعهد والميثاق الذي فارقونا عليه، فإن أجابوا فأحسِن جوارهم ما داموا عندك، وإن أبَوْا إلّا التمسّك بحبل النكث والخلاف فناجزهم القتال حتى يحكم اللَّه بينك وبينهم وهو خير الحاكمين، وكتبت كتابي هذا إليك من الربذة، وأنا معجّل المسير إليك إن شاء اللَّه. وكتبه عبيد اللَّه بن أبي رافع في سنة ستّ وثلاثين.


[ شرح نهج البلاغة: 312:9.]





التباس الأمر على من لا بصيرة له




2143- تاريخ اليعقوبي: وقال له |لعليّ عليه السلام| الحارث بن حوط الراني: أظنّ طلحة


والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل؟


فقال: يا حارث! إنّه ملبوس عليك، وإنّ الحقّ والباطل لا يعرفان بالناس، ولكن اعرف الحقّ تعرفْ أهله، واعرف الباطل تعرفْ من أتاه.


[ تاريخ اليعقوبي: 210:2، الأمالي للطوسي: 134؛ أنساب الأشراف: 64:3، البيان والتبيين: 211:3 كلّها نحوه وفيها 'الليثي' بدل 'الراني'.]




2144- الأمالي للطوسي عن أبي بكر الهذلي: دخل الحارث بن حوط الليثي على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، ما أرى طلحة والزبير وعائشة احتجّوا إلّا على حقّ؟ فقال: يا حارث، إنّك إن نظرت تحتك ولم تنظر فوقك جزتَ عن الحقّ؛ إنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرف الحقّ باتّباع من اتّبعه، والباطل باجتناب من اجتنبه.


قال: فهلّا أكون كعبداللَّه بن عمر وسعد بن مالك؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ عبداللَّه بن عمر وسعد أخذلا الحقّ ولم ينصرا الباطل، متى كانا إمامين في الخير فيُتّبعان؟!


[ الأمالي للطوسي: 216:134، وفي الطرائف: 215:136: ومن ذلك ما ذكره الغزالي في كتاب 'المنقذ من الضلال' ما هذا لفظه: العاقل يقتدي بسيّد العقلاء عليّ عليه السلام حيث قال: 'لا يُعرف الحقّ بالرجال، اعرِف الحقّ تعرف أهله' فشهد أنّ عليّاً سيّد العقلاء.]




2145- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: وقام رجل إلى عليّ عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، أيّ فتنة أعظم من هذه؟ إن البدريّة ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف، فقال عليّ عليه السلام: ويحَك أ تكون فتنة أنا أميرها وقائدها؟! والذي بعث محمّداً بالحقّ وكرّم وجهه، ما كذبت ولا كُذِّبت، ولا ضللت ولا ضُلّ بي ولا زللت ولا زُلّ بي، وإنّي لعلى بيّنة من ربّي؛ بيّنها اللَّه لرسوله، وبيّنها رسوله لي،


وساُدعى يوم القيامة ولا ذنب لي، ولو كان لي ذنب لكفّر عنّي ذنوبي ما أنا فيه من قتالهم.


[ شرح نهج البلاغة: 265:1.]




2146- شرح نهج البلاغة: خرج طارق بن شهاب الأحمسي يستقبل عليّاً عليه السلام وقد صار بالربذة طالباً عائشة وأصحابها، وكان طارق من صحابة عليّ عليه السلام وشيعته، قال: فسألت عنه قبل أن ألقاه ما أقدمه؟ فقيل: خالفه طلحة والزبير وعائشة، فأتوا البصرة، فقلت في نفسي: إنّها الحرب! أ فاُقاتل اُمّ المؤمنين وحواريّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ إنّ هذا لعظيم! ثمّ قلت: أ أَدع عليّاً وهو أوّل المؤمنين إيماناً باللَّه وابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ووصيّه؟! هذا أعظم، ثمّ أتيته فسلّمت عليه، ثمّ جلست إليه فقصّ عليَّ قصّة القوم وقصّته.


[ شرح نهج البلاغة: 226:1.]




2147- فتح الباري عن العلاء أبي محمّد عن أبيه: جاء رجل إلى عليّ وهو بالزاوية، فقال: عَلامَ تُقاتل هؤلاء؟ قال: على الحقّ، قال: فإنّهم يقولون إنّهم على الحقّ؟ قال: اُقاتلهم على الخروج من الجماعة، ونكث البيعة.


[ فتح الباري: 57:13.]




راجع: القسم الخامس/السياسة الثقافيّة/الإلتزام بالحقّ في معرفة الرجال.


/ 35