اتّباع الحقّ عند قيام الحقّ - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ألحى فردّوك أمرد إلي، اللهمّ إنّك تعلم أنّهم اجترؤا عليك واستحلّوا حرماتك، اللهمّ اقتلهم بمن قتلوا من شيعتي، وعجّل لهم النقمة بما صنعوا بخليفتي.

[ الجمل: 285 وراجع تاريخ اليعقوبي: 182:2 وشرح نهج البلاغة: 18:14 ونهاية الأرب: 45:20 والبداية والنهاية: 236:7.]


اتّباع الحقّ عند قيام الحقّ


2189- نهج البلاغة: من كلامه عليه السلام في وجوب اتّباع الحقّ عند قيام الحجّة كلّم به بعض العرب، وقد أرسله قوم من أهل البصرة لمّا قرب عليه السلام منها ليعلم لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم، فبيّن له عليه السلام من أمره معهم ما علم به أنّه على الحقّ، ثمّ قال له: بايع.

فقال: إنّي رسول قوم، ولا اُحدث حدثاً حتى أرجع إليهم.

فقال عليه السلام: أ رأيت لو أنّ الذين وراءك بعثوك رائداً تبتغي لهم مساقط الغيث، فرجعت إليهم وأخبرتهم عن الكلأ والماء، فخالفوا إلى المعاطش والمجادب، ما كنتَ صانعاً؟

قال: كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلأ والماء.

فقال عليه السلام: فامدد إذاً يدك.

فقال الرجل: فوَاللَّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليَّ، فبايعته عليه السلام.

والرجل يُعرف بكُليب الجرمى.

[ نهج البلاغة: الخطبة 170، بحارالأنوار: 55:83:32؛ ربيع الأبرار: 710:1 نحوه وراجع تاريخ الطبري: 491:4 والمناقب لابن شهر آشوب: 46:2.]


2190- الجمل عن كليب: لمّا قتل عثمان ما لبثنا إلّا قليلاً حتى قدم طلحة والزبير البصرة، ثمّ ما لبثنا بعد ذلك إلّا يسيراً حتى أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فنزل بذي قار، فقال شيخان من الحيّ: اِذهب بنا إلى هذا الرجل فننظر ما يدعو إليه، فلمّا أتينا ذا قار قدمنا على أذكى العرب، فوَاللَّه لدخل على نسب قومي، فجعلت أقول: هو أعلم به منّي وأطوع فيهم.

فقال: من سيّد بني راسب؟

فقلت: فلان.

قال: فمن سيّد بني قدامة؟

قلت: فلان، لرجل آخر.

فقال: أنت مبلغهما كتابين منّي؟

قلت: نعم.

قال: أفلا تبايعوني؟

فبايعه الشيخان اللذان كانا معي وتوقّفت عن بيعته، فجعل رجال عنده قد أكل السجود وجوههم يقولون: بايع بايع.

فقال عليه السلام: دعوا الرجل.

فقلت: إنّما بعثني قومي رائداً وساُنهي إليهم ما رأيتُ، فإن بايعوا بايعت، وإن اعتزلوا اعتزلت.

فقال لي: أ رأيت لو أنّ قومك بعثوك رائداً فرأيت روضةً وغديراً، فقلتَ: يا قومي النجعة

[ النُجْعَةُ: طلب الكلأ ومَساقطِ الغَيْث "النهاية: 22:5".]

النجعة! فأبوا، ما كنت بمُستنجح بنفسك؟

فأخذت بإصبع من أصابعه وقلت: اُبايعك على أن اُطيعك ما أطعتَ اللَّه، فإذا عصيتَه فلا طاعة لك عليَّ.

فقال: نعم. وطوّل بها صوته، فضربت على يده.

ثمّ التفتَ إلى محمّد بن حاطب، وكان في ناحية القوم، فقال:

إذا انطلقت إلى قومك فأبلغهم كتبي وقولي.

فتحوّل إليه محمّد حتى جلس بين يديه وقال: إنّ قومي إذا أتيتهم يقولون: ما يقول صاحبك في عثمان؟ فسبّ عثمان الذين حوله، فرأيت عليّاً قد كره ذلك حتى رشح جبينه وقال:

أيّها القوم! كفّوا ما إيّاكم يَسأل.

قال: فلم أبرح عن العسكر حتى قدم على عليّ عليه السلام أهل الكوفة فجعلوا يقولون: نرى إخواننا من أهل البصرة يقاتلوننا، وجعلوا يضحكون ويعجبون ويقولون: واللَّه لو التقينا لتعاطينا الحقّ، كأنّهم يرون أنّهم لا يقتتلون. وخرجت بكتابَي عليّ عليه السلام فأتيت أحد الرجلين فقبل الكتاب وأجابه، ودُللت على الآخر، وكان متوارياً، فلو أنّهم قالوا له: كليب، ما أذن لي، فدخلت عليه ودفعت الكتاب إليه وقلت: هذا كتاب عليّ وأخبرته الخبر وقلت: إنّي أخبرت عليّاً أنّك سيّد قومك، فأبى أن يقبل الكتاب ولم يجبه إلى ما سأله وقال: لا حاجة لي اليوم في السؤدد، فوَاللَّه، إنّي لبالبصرة ما رجعت إلى عليّ حتى نزل العسكر، ورأيت القوم الذين مع عليّ عليه السلام فطلع القوم.

[ الجمل: 290 وراجع المصنّف لابن أبي شيبة: 1:703:8.]


تعليق


تشير الأكثريّة القريبة من الاتّفاق من النصوص التاريخيّة إلى أنّ عثمان بن حنيف قدم على الإمام وهو في ذي قار، غير أنّ بعض المصادر تذكر بأنّه قدم عليه حينما كان في الرَّبَذة.

[ تاريخ الطبري: 480:4.]


ويبدو أنّ القول الأوّل أقرب إلى الواقع؛ لأنّ الإمام عليّ عليه السلام كان يلاحق أصحاب الجمل، ولم تكن تفصله عنهم مسافة كبيرة.

علماً أنّ الإمام عليه السلام كان قد كتب من الرَّبَذة رسالة إلى عثمان بن حُنيف يُعلمه فيها بمسير أصحاب الجمل صوب البصرة. ونظراً لبعد الرَّبَذة عن البصرة، يُستبعد أن يكون الإمام توقّف هناك أكثر من شهر واحد، بحيث يكون أصحاب الجمل قد ساروا نحو البصرة، وبعد التصالح والقتال وحبس عثمان بن حنيف وإخراجه من الحبس، ثمّ يكون عثمان قطع هذا الطريق الطويل والتحق بالإمام في الرَّبَذة! ولكنّ الإمام عليه السلام كان قد سار من الرَّبَذة، وعندما كان في ذي قار بانتظار قدوم مدد أهل الكوفة، دخل عليه عثمان بن حنيف.

قدوم الإمام البصرة


2191- مروج الذهب عن المنذر بن الجارود: لمّا قدم عليّ عليه السلام البصرة دخل ممّا يلي الطفّ- إلى أن قال-: فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، فصلّى أربع ركعات، وعفّر خدّيه على التراب، وقد خالط ذلك دموعه، ثمّ رفع يديه يدعو:

اللهمّ ربّ السموات وما أظلّت والأرضين وما أقلّت، وربّ العرش العظيم، هذه البصرة أسألك من خيرها، وأعوذ بك من شرّها، اللهمّ أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين، اللهمّ إنّ هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغوا عليّ ونكثوا بيعتي، اللهمّ أحقن دماء المسلمين.

[ مروج الذهب: 368:2 و 370.]


2192- الإرشاد- من كلامه عليه السلام حين دخل البصرة وجمع أصحابه فحرّضهم على الجهاد-:

عباد اللَّه! انهدوا

[ نَهَدَ القوم لعدوّهم: إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله "النهاية: 134:5".]

إلى هؤلاء القوم منشرحةً صدوركم بقتالهم، فإنّهم نكثوا بيعتي وأخرجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرّح والعقوبة الشديدة، وقتلوا السيابجة

[ كذا في المصدر، والظاهر أنّ الصحيح: 'السَّبابجة' كما في بقيّة المصادر. والسَّبابجة: كانوا قوماً من الزُطّ قد استبصروا وأكل السجود جباههم وائتمنهم عثمان |بن حنيف| على بيت المال ودار الإمارة "الجمل: 281".]

وقتلوا حكيم بن جبلة العبدي وقتلوا رجالاً صالحين، ثمّ تتبّعوا منهم من نجا يأخذونهم في كلّ حائط وتحت كلّ رابية، ثمّ يأتون بهم فيضربون رقابهم صبراً، مالهم قاتلهم اللَّه أنّى يؤفكون؟!

انهدوا إليهم وكونوا أشدّاء عليهم، والقوهم صابرين محتسبين، تعلمون أنّكم منازلوهم ومقاتلوهم، وقد وطّنتم أنفسكم على الطعن الدعسي

[ الدَّعْسِىِّ: الطعن الشديد "لسان العرب: 83:6".]

والضرب الطلخفي

[ الطِّلَخْف والطِّلَّخف والطَّلَخْف: الشديد من الضرب والطعن "لسان العرب: 223:9".]

ومبارزة الأقران، وأيّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رَباطة جأش عند اللقاء، ورأى من أحد من إخوانه فشلاً، فليذُبّ عن أخيه الذي فضّل عليه كما

يذبّ عن نفسه، فلو شاء اللَّه لجعله مثله.

[ الإرشاد: 252:1، بحارالأنوار: 131:171:32 وراجع الجمل: 331.]


جهود الإمام لمنع القتال


عندما تحرّك الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام مع قوّاته من ذي قار، بعث صَعْصَعة بن صُوحان إلى طلحة والزبير وعائشة، ومعه كتاب تحدّث فيه عن إثارتهم للفتنة، وذكر فيه موقفهم الحاقد الماكر من عثمان بن حُنيف، وحذّرهم من مغبّة عملهم، وعاد صعصعة فأخبره قائلاً: 'رأيتُ قوماً ما يريدون إلّا قتالك'.

[ الجمل: 313 و 314 وراجع الأخبار الطوال: 147.]


وتأهّبت قوّات الطرفين للحرب، بيد أنّ الإمام سلام اللَّه عليه منع أصحابه من أن يبدؤوهم بقتال، وحاول في بادئ أمره أن يردع اُولي الفتنة عن الحرب. وإنّ حديثه عليه السلام مع قادة جيش الجمل، ومع الجيش نفسه يجلب الانتباه.

[ قرب الإسناد: 327:96، تفسير العيّاشي: 23:77:2.]

وبذل قصارى جهوده في سبيل المحافظة على الهدوء، والحؤول دون اشتعال نار الحرب، فبعث إلى قادة الجيش رسائل يحثّهم فيها على عدم الاصطدام،

[ نهج البلاغة: الكتاب 54، كشف الغمّة: 239:1؛ الإمامة والسياسة: 90:1، الفتوح: 465:2.]

ثمّ

أوفد مبعوثيه للتفاوض معهم.

[ نهج البلاغة: الخطبة 31؛ البيان والتبيين: 221:3.]

ولمّا لم تثمر جهوده شيئاً، ذهب بنفسه إليهم.

[ تاريخ الطبري: 508:4 و 509، الكامل في التاريخ: 334:2 و 335، مسند أبي يعلى: 662:320:1، مروج الذهب: 371:2.]

ونلحظ أنّ الإمام عليه السلام قد ترجم لنا في تلك الرسائل والمحاورات شخصيّته وأبان عظيم قدره، وأماط اللثام عن الموقف السابق الذي كان عليه مساعير الحرب، وتحدّث مرّة اُخرى عن قتل عثمان وكيفيّته بدقّة تامّة، وكشف أبعاد ذلك الحادث، وأغلق على مثيري الفتنة تشبّثهم بالمعاذير الواهية. ولمّا وجد ذلك عقيماً وتأهّب الفريقان للقتال، أوصى عليه السلام أصحابه بمَلْك أنفسهم والمحافظة على الهدوء، وقال: 'لا تعجلوا حتى اُعذِر إلى القوم...'. فقام إليهم فاحتجّ عليهم فلم يجد عند القوم إجابة.

وبعد اللتيا والتي، بعث ابن عبّاس ثانية من أجل التفاوض الأخير؛ لعلّه يردعهم عن الحرب؛، لئلّا تُسفك دماء المسلمين هدراً، بيد أنّ القوم خُتم على سمعهم، فلم يصغوا إلى رسول الإمام، كما لم يصغوا إلى الإمام عليه السلام من قبل.

[ الجمل: 336 تا 338.]

وقد كان لعائشة وعبداللَّه بن الزبير خاصّة الدور الأكبر في ذلك.

رسائل الإمام إلى رُؤساء الفتنة


2193- الأخبار الطوال: أقام عليّ رضى الله عنه ثلاثة أيّام يبعث رسله إلى أهل البصرة، فيدعوهم إلى الرجوع إلى الطاعة والدخول في الجماعة، فلم يجد عند القوم

إجابة.

[ الأخبار الطوال: 147.]


2194- الجمل: لمّا سار أميرالمؤمنين عليه السلام من ذي قار قدّم صعصعة بن صوحان بكتاب إلى طلحة والزبير وعائشة، يعظّم عليهم حرمة الإسلام، ويخوّفهم فيما صنعوه، ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه من قتل مَن قتلوا من المسلمين، وما صنعوا بصاحب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عثمان بن حنيف، وقتلهم المسلمين صبراً، ويعظهم ويدعوهم إلى الطاعة.

قال صعصعة: فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب وأدّيت إليه الرسالة، فقال: الآن؟! حين عضّت ابن أبي طالب الحرب يرفق لنا!

ثمّ جئتُ إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة، ثمّ جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان، واللَّه لأفعلنّ وأفعلنّ!

فعدت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فلقيته قبل أن يدخل البصرة، فقال:

ما وراءك يا صعصعة؟

قلت: يا أميرالمؤمنين، رأيت قوماً ما يريدون إلّا قتالك!

فقال: اللَّه المستعان.

ثمّ دعا عبداللَّه بن عبّاس فقال: انطلق إليهم فناشدهم وذكّرهم العهد الذي لي في رقابهم.

[ الجمل: 313.]


2195- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى طلحة والزبير-: أمّا بعد، فقد علمتُما وإن كتمتما، أنّي لم اُرد الناس حتى أرادوني، ولم اُبايعهم حتى بايعوني. وإنّكما ممّن أرادني وبايعني، وإنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب، ولا لعرض حاضر، فإن كنتما بايعتُماني طائعين، فارجعا وتوبا إلى اللَّه من قريب، وإن كنتما بايعتُماني كارهين، فقد جعلتما لي عليكما السبيل بإظهاركما الطاعة، وإسراركما المعصية. ولعمري، ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتقيّة والكتمان، وإنّ دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه، كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به.

وقد زعمتما أنّي قتلت عثمان، فبيني وبينكما من تخلّف عنّي وعنكما من أهل المدينة، ثمّ يُلزم كلّ امرئٍ بقدر ما احتمل. فارجعا أيّها الشيخان عن رأيكما، فإنّ الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يتجمّع العار والنار، والسلام.

[ نهج البلاغة: الكتاب 54، كشف الغمّة: 239:1؛ الإمامة والسياسة: 90:1، الفتوح: 465:2 كلّها نحوه.]


2196- عنه عليه السلام- في كتابه إلى عائشة قبل الحرب-: أمّا بعد، فإنّكِ خرجتِ غاضبة للَّه ولرسوله، تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً، ما بال النساء والحرب والإصلاح بين الناس؟ تطالبين بدم عثمان، ولعمري لَمَن عرّضكِ للبلاء، وحملك على المعصية، أعظمُ إليكِ ذنباً من قتْلةِ عثمان! وما غضبتِ حتى أغضَبتِ، وما هجتِ حتى هَيَّجتِ، فاتّقي اللَّه وارجعي إلى بيتك.

[ الإمامة والسياسة: 90:1، الفتوح: 465:2، المناقب للخوارزمي: 223:184؛ كشف الغمّة: 239:1، المناقب لابن شهر آشوب: 152:3 كلّها نحوه.]


/ 35