مخالفة الوالي منابذة الناكثين - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وأنت آخذ قائم سيفك تقول: ما أحد أحقّ بالخلافة منه، ولا أولى بها منه، وامتنعت من بيعة أبي بكر، فأين ذلك الفعل من هذا القول؟!


فقال لهما: اذهبا فالقَيا طلحة، فقاما إلى طلحة، فوجداه أخشن الملمس، شديد العريكة، قويّ العزم في إثارة الفتنة وإضرام نار الحرب، فانصرفا إلى عثمان بن حنيف فأخبراه، وقال له أبو الأسود:




  • يابن حنيفٍ قد اُتيتَ فانفرِ
    وطاعن القوم وجالد واصبرِ



  • وطاعن القوم وجالد واصبرِ
    وطاعن القوم وجالد واصبرِ




فقال ابن حنيف: أي والحرمين لأفعلنّ.


[ شرح نهج البلاغة: 313:9.]




2164- الإمامة والسياسة: ذكروا أنّ طلحة والزبير لمّا نزلا البصرة، قال عثمان بن حنيف: نعذر إليهما برجلين، فدعا عمرانَ بن الحصين صاحب رسول اللَّه، وأبا الأسود الدؤلي، فأرسلهما إلى طلحة والزبير، فذهبا إليهما فنادَيا: يا طلحة! فأجابهما.


فتكلّم أبو الأسود الدؤلي، فقال: يا أبا محمّد! إنّكم قتلتم عثمان غير مؤامرين لنا في قتله، وبايعتم عليّاً غير مؤامرين في بيعته، فلم نغضب لعثمان إذ قتل، ولم نغضب لعليّ إذ بويع، ثمّ بدا لكم، فأردتم خلع عليّ، ونحن على الأمر الأوّل، فعليكم المخرج ممّا دخلتم فيه.


ثمّ تكلّم عمران، فقال: يا طلحة! إنّكم قتلتم عثمان ولم نغضب له إذ لم تغضبوا، ثمّ بايعتم عليّاً وبايعنا من بايعتم؛ فإن كان قتل عثمان صواباً فمسيركم لماذا؟ وإن كان خطأ فحظّكم منه الأوفر، ونصيبكم منه الأوفى.


فقال طلحة: يا هذان! إنّ صاحبكما لا يرى أنّ معه في هذا الأمر غيره، وليس على هذا بايعناه، وايم اللَّه ليسفكنّ دمه. فقال أبو الأسود: يا عمران! أمّا هذا فقد صرّح أنّه إنّما غضب للملك.


ثمّ أتيا الزبير فقالا: يا أبا عبداللَّه! إنّا أتينا طلحة. قال الزبير: إنّ طلحة وإيّاي كروح في جسدين، وإنّه واللَّه يا هذان، قد كانت منّا في عثمان فلتات، احتجنا فيها إلى المعاذير، ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا نصرناه.


[ الإمامة والسياسة: 83:1.]





مخالفة الوالي منابذة الناكثين




2165- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: إنّ الزبير وطلحة أغذّا السير بعائشة حتى انتهوا إلى حفر أبي موسى الأشعري وهو قريب من البصرة ، وكتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري- وهو عامل عليّ عليه السلام على البصرة- أن أخلِ لنا دار الإمارة، فلمّا وصل كتابهما إليه بعث |إلى|


[ ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من الدرجات الرفيعة.]


الأحنف بن قيس فقال له: إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول اللَّه، والناس إليها سراع كما ترى.


فقال الأحنف: إنّهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان، وهم الذين ألّبوا على عثمان الناسَ، وسفكوا دمه، وأراهم واللَّه لا يُزايلون


[ زايلوهم: أي فارقوهم في الأطفال التي لاتُرضي اللَّه ورسوله "النهاية: 325:2".]


حتى يُلقوا العداوة بيننا ويسفكوا دماءنا، وأظنّهم واللَّه سيركبون منك خاصّة ما لا قِبَل لك به إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة؛ فانّك اليوم الوالي عليهم، وأنت


فيهم مطاع، فسِر إليهم بالناس، وبادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة؛ فيكون الناس لهم أطوع منهم لك.


فقال عثمان بن حنيف: الرأي ما رأيت، لكنّني أكره الشرّ وأن أبدأهم به، وأرجو العافية والسلامة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين ورأيه فأعمل به.


ثمّ أتاه بعد الأحنف حكيمُ بن جبلّة العبدي من بني عمرو بن وديعة، فأقرأه كتاب طلحة والزبير، فقال له مثل قول الأحنف، وأجابه عثمان بمثل جوابه للأحنف، فقال له حكيم: فأْذن لي حتى أسير إليهم بالناس، فإن دخلوا في طاعة أميرالمؤمنين وإلّا نابذتهم على سواء، فقال عثمان: لو كان ذلك رأيي لسرت إليهم بنفسي. قال حكيم: أما واللَّه إن دخلوا عليك هذا المصر لينتقلنّ قلوب كثير من الناس إليهم، وليزيلنّك عن مجلسك هذا وأنت أعلم، فأبى عليه عثمان.


[ شرح نهج البلاغة: 311:9؛ الدرجات الرفيعة: 381.]





حصر دار الإمارة والقتال حوله




2166- أنساب الأشراف: ونادى عثمان بن حنيف في الناس فتسلّحوا، وأقبل طلحة والزبير وعائشة حتى دخلوا المربد ممّا يلي بني سليم، وجاء أهل البصرة مع عثمان ركباناً ومشاة، وخطب طلحة فقال: إنّ عثمان بن عفّان كان من أهل السابقة والفضيلة من المهاجرين الأوّلين، وأحدث أحداثاً نقمناها عليه، فباينّاه ونافرناه، ثمّ أعتب حين استعتبناه، فعدا عليه امرؤ ابتزّ هذه الاُمّة أمرها بغير رضىً ولا مشورة، فقتلَه، وساعده على ذلك رجال غير أبرار ولا أتقياء، فقتلوه بريئاً تائباً مسلماً، فنحن ندعوكم إلى الطلب بدمه؛ فإنّه الخليفة المظلوم. وتكلّم


الزبير بنحوٍ من هذا الكلام.


فاختلف الناس فقال قائلون: نطقا بالحقّ، وقال آخرون: كذبا ولَهما كانا أشدّ الناس على عثمان!! وارتفعت الأصوات.


واُتي بعائشة على جملها في هودجها فقالت: صَهْ صَهْ،


[ هي كلمة زجر تقال عند الإسكات بمعنى اسكت "النهاية: 63:3".]


فخطبت بلسان ذلق وصوت جهوري فأسكت


[ أسكت: أي أعرض ولم يتكلّم. يقال: تكلّم الرجل ثمّ سكت بغير ألف، فإذا انقطع كلامه فلم يتكلّم قيل: أسكت "النهاية: 38362".]


لها الناس فقالت: إنّ عثمان خليفتكم قُتل مظلوماً بعد أن تاب إلى ربّه، وخرج من ذنبه، واللَّه مابلغ من فعله ما يُستحلّ به دمه؛ فينبغي في الحقّ أن يؤخذ قتلته فيُقتلوا به، ويُجعل الأمر شورى. فقال قائلون: صدقتِ. وقال آخرون: كذبتِ حتى تضاربوا بالنعال وتمايزوا، فصاروا فرقتين: فرقة مع عائشة وأصحابها، وفرقة مع ابن حنيف، وكان على خيل ابن حنيف حكيم بن جبلة، فجعل يحمل ويقول:




  • خيلي إليّ إنّها قريشُ
    ليردينها نعيمها والطيشُ



  • ليردينها نعيمها والطيشُ
    ليردينها نعيمها والطيشُ



[ كذا ورد في المصدر وعجز البيت مختلّ الوزن.]




وتأهّبوا للقتال، فانتهوا إلى الزابوقة،


[ الزابوقَة: موضع قريب من البصرة، كانت فيه وقعة الجمل "معجم البلدان: 125:3".]


وأصبح عثمان بن حنيف، فزحف إليهم، فقاتلهم أشدّ قتال، فكثرت بينهم القتلى، وفشت فيهم الجراح. ثمّ إنّ الناس تداعوا إلى الصلح، فكتبوا بينهم كتاباً بالموادعة إلى قدوم عليّ على أن لا يعرض بعضهم لبعض في سوق ولا مشرعة، وأنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة وبيت المال والمسجد، وأنّ طلحة والزبير ينزلان ومن معهما حيث شاؤوا، ثمّ انصرف


الناس وألقَوا السلاح.


[ أنساب الأشراف: 25:3وراجع تاريخ الطبري: 463:4 والكامل في التاريخ: 317:2.]





مصالحة والي البصرة والناكثين




2167- الجمل: ثمّ إنّهم تداعوا إلى الصلح، ودخل بينهم الناس لما رأوا من عظيم ما ابتُلوا به، فتصالحوا على أنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة والمسجد وبيت المال، ولطلحة والزبير وعائشة ما شاؤوا من البصرة ولا يهاجون حتى يقدم أميرالمؤمنين عليه السلام، فإن أحبّوا عند ذلك الدخول في طاعته، وإن أحبّوا أن يقاتلوا، وكتبوا بذلك كتاباً بينهم، وأوثقوا فيه العهود وأكّدوها، وأشهدوا الناس على ذلك، ووُضع السلاح، وأمن عثمان بن حنيف على نفسه وتفرّق الناس عنه.


[ الجمل: 279 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 150:3 وتاريخ خليفة بن خيّاط: 136.]




2168- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف- في بيان نصّ معاهدة الصلح-: هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف الأنصاري ومن معه من المؤمنين من شيعة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، وطلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين من شيعتهما؛ أنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر، وأنّ لطلحة والزبير ومن معهما أن ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة، ولا يضارّ بعضهم بعضاً في طريق ولا فُرْضة


[ الفُرْضة: المَشْرَعة "لسان العرب: 206:7".]


ولا سوق ولا شرعة ولا مرفق حتى يقدم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، فإن أحبّوا دخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة، وإن أحبّوا لحق كلّ قوم بهواهم وما أحبّوا من قتال أو سلم أو خروج أو إقامة، وعلى الفريقين بما كتبوا عهد اللَّه وميثاقه، وأشدّ ما أخذه على نبيّ من


أنبيائه من عهد وذمّة. وختم الكتاب، ورجع عثمان بن حنيف حتى دخل دار الإمارة، وقال لأصحابه: الحقوا رحمكم اللَّه بأهلكم، وضعوا سلاحكم، وداووا جرحاكم، فمكثوا كذلك أيّاماً.


[ شرح نهج البلاغة: 319:9.]





استيلاء الناكثين على البصرة بالغدرة




2169- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: ثمّ إنّ طلحة والزبير قالا: إن قدم عليّ ونحن على هذه الحال من القلّة والضعف ليأخذنّ بأعناقنا، فأجمَعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب، فأرسلا إلى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف يدعوانهم إلى الطلب بدم عثمان وخلع عليّ وإخراج ابن حنيف من البصرة، فبايعهم على ذلك الأزد وضبّة وقيس بن عيلان كلّها إلّا الرجل والرجلين من القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم، وأرسلوا إلى هلال بن وكيع التميمي، فلم يأتِهم، فجاءه طلحة والزبير إلى داره، فتوارى عنهما، فقالت له اُمّه: ما رأيت مثلك! أتاك شيخا قريش، فتواريت عنهما، فلم تزل به حتى ظهر لهما، وبايعهما ومعه بنو عمرو بن تميم كلّهم وبنو حنظلة إلّا بني يربوع؛ فإنّ عامّتهم كانوا شيعة لعليّ عليه السلام، وبايعهم بنو دارم كلّهم إلّا نفراً من بني مجاشع ذوي دين وفضل. فلمّا استوسق لطلحة والزبير أمرهما خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما قد ألبسوهم الدروع وظاهروا فوقها بالثياب، فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر، وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه، واُقيمت الصلاة، فتقدّم عثمان ليصلّي بهم، فأخّره أصحاب طلحة والزبير وقدّموا الزبير.


[ شرح نهج البلاغة: 320:9؛ الدرجات الرفيعة: 386.]




2170- مروج الذهب- في ذكر أصحاب الجمل-: فأتَوا البصرة، فخرج إليهم عثمان بن حنيف فمانعهم، وجرى بينهم قتال، ثمّ إنّهم اصطلحوا بعد ذلك على كفّ الحرب إلى قدوم عليّ.


فلمّا كان في بعض الليالي بيّتوا عثمان بن حنيف، فأسروه وضربوه ونتفوا لحيته، ثمّ إنّ القوم استرجعوا وخافوا على مخلّفيهم بالمدينة من أخيه سهل بن حنيف وغيره من الأنصار، فخلّوا عنه.


وأرادوا بيت المال، فمانعهم الخزّان والموكّلون به وهم السبابِجة،


[ السبابِجة: قوم من السند كانوا بالبصرة حرّاس السجن "الصحاح: 321:1".]


فقُتل منهم سبعون رجلاً غير من جُرح، وخمسون من السبعين ضُربت رقابهم صبراً من بعد الأسر، وهؤلاء أوّل من قُتل ظلماً في الإسلام وصبراً.


وقتلوا حُكَيم بن جَبَلة العبدي، وكان من سادات عبد القيس، وزهّاد ربيعة ونسّاكها.


[ مروج الذهب: 367:2 وراجع الكافئة: 17:17.]




2171- تاريخ الطبري عن الزهري- في ذكر أصحاب الجمل- : فقدموا البصرة وعليها عثمان بن حنيف، فقال لهم عثمان: ما نقمتم على صاحبكم؟


فقالوا: لم نره أولى بها منّا، وقد صنع ما صنع.


قال: فإنّ الرجل أمّرني، فأكتب إليه فاُعلمه ما جئتم له، على أن اُصلّي بالناس حتى يأتينا كتابه، فوقفوا عليه وكتب.


فلم يلبث إلّا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزابوقة عند مدينة الرزق،


[ هي إحدى مسالح العجم بالبصرة قبل أن يختطّها المسلمون"معجم البلدان: 41:3".]




فظهروا وأخذوا عثمان، فأرادوا قتله، ثمّ خَشُوا غضب الأنصار، فنالوه في شعره وجسده.


[ تاريخ الطبري: 469:4، الكامل في التاريخ: 319:2 وراجع تاريخ اليعقوبي: 181:2.]




2172- أنساب الأشراف عن أبي مخنف: صاروا |أهل البصرة| فرقتين: فرقة مع عائشة وأصحابها، وفرقة مع ابن حنيف... وتأهّبوا للقتال، فانتهوا إلى الزابوقة، وأصبح عثمان بن حنيف، فزحف إليهم، فقاتلهم أشدّ قتال، فكثرت بينهم القتلى، وفشت فيهم الجراح.


ثمّ إنّ الناس تداعوا إلى الصلح، فكتبوا بينهم كتاباً بالموادعة إلى قدوم عليّ، على أن لا يعرض بعضهم لبعض في سوق ولا مشرعة، وأنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة وبيت المال والمسجد، وأنّ طلحة والزبير ينزلان ومن معهما حيث شاؤوا، ثمّ انصرف الناس وألقَوا السلاح.


وتناظر طلحة والزبير، فقال طلحة: واللَّه لئن قدم عليٌّ البصرة ليأخذنّ بأعناقنا، فعزما على تبييت ابن حنيف وهو لا يشعر، وواطآ أصحابهما على ذلك، حتى إذا كانت ليلة ريح وظلمة جاؤوا إلى ابن حنيف وهو يصلّي بالناس العشاء الآخرة فأخذوه وأمروا به فوطئ وطئاً شديداً، ونتفوا لحيته وشاربيه، فقال لهما: إنّ سهلاً حيّ بالمدينة واللَّه لئن شاكني شوكة ليضعنّ السيف في بني أبيكما؛ يخاطب بذلك طلحة والزبير، فكفّا عنه وحبساه.


وبعثا عبداللَّه بن الزبير في جماعة إلى بيت المال وعليه قوم من السبابجة يكونون أربعين، ويقال: أربعمائة، فامتنعوا من تسليمه دون قدوم عليّ،


فقتلوهم ورئيسهم أبا سلمة الزُّطّي، وكان عبداً صالحاً.


[ أنساب الأشراف: 26:3 وراجع تاريخ الطبري: 464:4 و ص 467 و 506 والكامل في التاريخ: 318:2.]




2173- الإمامة والسياسة: ذكروا أنّه لمّا اختلف القوم اصطلحوا على أنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة ومسجدها وبيت المال، وأن ينزل أصحابه حيث شاؤوا من البصرة، وأن ينزل طلحة والزبير وأصحابهما حيث شاؤوا حتى يقدم عليّ؛ فإن اجتمعوا دخلوا فيما دخل فيه الناس، وإن يتفرّقوا يلحق كلّ قوم بأهوائهم، عليهم بذلك عهد اللَّه وميثاقه، وذمّة نبيّه، وأشهدوا شهوداً من الفريقين جميعاً.


فانصرف عثمان، فدخل دار الإمارة، وأمر أصحابه أن يلحقوا بمنازلهم، ويضعوا سلاحهم، وافترق الناس... فمكث عثمان بن حنيف في الدار أيّاماً، ثمّ إنّ طلحة والزبير ومروان بن الحكم أتَوه نصف الليل في جماعة معهم- في ليلة مظلمة سوداء مطيرة- وعثمان نائم، فقتلوا أربعين رجلاً من الحرس، فخرج عثمان بن حنيف، فشدّ عليه مروان فأسرَه، وقتل أصحابه.


[ الإمامة والسياسة: 88:1.]




2174- الجمل- في ذكر ماحدث بعد مصالحة عثمان بن حنيف وأصحاب الجمل-: طلب طلحةُ والزبير غُدْرَته، حتى كانت ليلة مظلمة ذات رياح، فخرج طلحة والزبير وأصحابهما حتى أتَوا دار الإمارة وعثمان بن حنيف غافل عنهم، وعلى الباب السبابجة يحرسون بيوت الأموال- وكانوا قوماً من الزُّطّ


[ الزُّطّ: جنس من السودان والهنود "النهاية: 302:2".]


قد استبصروا وأكل السجود جباههم، وائتمنهم عثمان على بيت المال ودار الإمارة- فأكبّ عليهم القوم وأخذوهم من أربع جوانبهم، ووضعوا فيهم السيف،


فقتلوا منهم أربعين رجلاً صبراً! يتولّى منهم ذلك الزبير خاصّة، ثمّ هجموا على عثمان فأوثقوه رباطاً، وعمدوا إلى لحيته- وكان شيخاً كثّ اللحية- فنتفوها حتى لم يبق منها شي ء ولا شعرة واحدة. وقال طلحة: عذِّبوا الفاسق، وانتفوا شعر حاجبيه، وأشفار عينيه، وأوثِقوه بالحديد!


[ الجمل: 281.]




راجع: تاريخ الطبري: 469:4، الكامل في التاريخ: 319:2، مروج الذهب: 367:2، أنساب الأشراف: 26:3، الإمامة والسياسة: 88:1، تاريخ اليعقوبي: 181:2.



امر عائشة بقتل عثمان بن حنيف




2175- الجمل: قال طلحة والزبير لعائشة |بعدما أخذا عثمان بن حنيف|: ما تأمرين في عثمان؟ فإنّه لِما به.


فقالت: اقتلوه قتله اللَّه! وكانت عندها امرأة من أهل البصرة فقالت لها: يا اُمّاه! أين يُذهَب بكِ؟! أ تأمرين بقتل عثمان بن حنيف، وأخوه سهل خليفة على المدينة، ومكانه من الأوس والخزرج ما قد علمتِ! واللَّه، لئن فعلتِ ذلك لتكوننّ له صولة بالمدينة يقتل فيها ذراري قريش.


فناب إلى عائشة رأيها وقالت: لا تقتلوه، ولكن احبسوه وضيّقوا عليه حتى أرى رأيي.


فحُبس أيّاماً ثمّ بدا لهم في حبسه، وخافوا من أخيه أن يحبس مشايخهم


/ 35