ويقول: من كان يريد المسير فليسِر؛ فإنّ اُمّ المؤمنين سائرة إلى البصرة تطلب بدم عثمان بن عفّان المظلوم. [ الجمل: 233 وراجع شرح الأخبار: 351:401:1.]
2121- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: نادى المنادي: إنّ اُمّ المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة، فمن كان يريد إعزاز الإسلام، وقتال المحلّين، والطلب بثأر عثمان، ومن لم يكن عنده مركب، ولم يكن له جهاز؛ فهذا جهاز، وهذه نفقة. [ تاريخ الطبري: 451:4، الكامل في التاريخ: 314:2.]
استرجاع عائشة لمّا سمعت باسم جَمَلها
2122- شرح نهج البلاغة: لمّا عزمت عائشة على الخروج إلى البصرة طلبوا لها بعيراً أيِّداً [ أيِّد: أي قويّ "النهاية: 84:1".] يحمل هودجها، فجاءهم يعلى بن اُميّة ببعيره المسمّى عَسْكراً؛ وكان عظيم الخلق شديداً، فلمّا رأته أعجبها، وأنشأ الجمّال يحدّثها بقوّته وشدّته، ويقول في أثناء كلامه: عَسْكر. فلمّا سمعت هذه اللفظة استرجعت وقالت: ردّوه لا حاجة لي فيه، وذكرت حيث سئلت أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذكر لها هذا الاسم، ونهاها عن ركوبه، وأمرت أن يُطلب لها غيره، فلم يوجد لها ما يُشبهه، فغُيّر لها بجِلال [ جِلال كلّ شي ء: غطاؤه "لسان العرب: 118:11".] غير جِلاله وقيل لها: قد أصبنا لك أعظم منه خَلقاً، وأشدّ قوّة، واُتِيتْ به فرضيتْ. [ شرح نهج البلاغة: 224:6؛ بحارالأنوار: 112:138:32.]
استرجاع عائشة لمّا وصلت إلى ماء الحَوْأب
2123- تاريخ اليعقوبي: مرّ القوم في الليل بماء يقال له: ماء الحوأب، [ الحَوْأَب: موضع في طريق البصرة من جهة مكّة، وقيل: موضع بئر نبحت كلابه على عائشة عند مقبلها إلى البصرة "معجم البلدان: 314:2".] فنبحتهم كلابه، فقالت عائشة: ما هذا الماء؟ قال بعضهم: ماء الحوأب.
قالت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! ردّوني ردّوني! هذا الماء الذي قال لي رسول اللَّه: 'لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب'.
فأتاها القوم بأربعين رجلاً، فأقسموا باللَّه أنّه ليس بماء الحوأب. [ تاريخ اليعقوبي: 181:2.]
2124- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس وعامر الشعبي وحبيب بن عمير: لمّا خرجت عائشة وطلحة والزبير من مكّة إلى البصرة، طرقت ماء الحوأب - وهو ماء لبني عامر بن صعصعة- فنبحتهم الكلاب، فنفرت صعاب إبلهم.
فقال قائل منهم: لعن اللَّه الحوأب؛ فما أكثر كلابها! فلمّا سمعت عائشة ذكر الحوأب، قالت: أ هذا ماء الحوأب؟ قالوا: نعم، فقالت: ردّوني ردّوني، فسألوها ما شأنها؟ ما بدا لها؟
فقالت: إنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'كأنّي بكلاب ماء يُدعى الحوأب، قد نبحت بعض نسائي' ثمّ قال لي: 'إيّاك يا حُميراء أن تكونيها!'.
فقال لها الزبير: مهلاً يرحمكِ اللَّه؛ فإنّا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة. فقالت: أ عندك من يشهد بأنّ هذه الكلاب النابحة ليست على ماء الحوأب؟
فلفّق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابيّاً جعلا لهم جُعلاً، فحلفوا لها، وشهدوا أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب، فكانت هذه أوّل شهادة زور في الإسلام!
فسارت عائشة لوجهها. [ شرح نهج البلاغة: 310:9، مروج الذهب: 366:2، الإمامة والسياسة: 82:1، الفتوح: 457:2 كلّها نحوه وراجع المناقب للخوارزمي: 217:181.]
2125- الجمل عن العرني- دليل أصحاب الجمل-: سرت معهم فلا أمرّ على وادٍ ولا ماءٍ إلّا سألوني عنه، حتى طرقنا ماءَ الحوأب، فنبحتنا كلابها، قالوا: أيّ ماء هذا؟ قلت: ماء الحوأب.
قال: فصرخت عائشة بأعلى صوتها، ثمّ ضربت عضد بعيرها فأناخته، ثمّ قالت: أنا واللَّه صاحبة كلاب الحوأب طروقاً، ردّوني! تقول ذلك ثلاثاً، فأناخت وأناخوا حولها وهم على ذلك، وهي تأبى، حتى كانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد.
قال: فجاءها ابن الزبير فقال: النجاءَ النجاء!! [ أي أنجو بأنفسكم "النهاية: 25:5".] فقد أدرككم واللَّه عليُّ بن أبي طالب! قال: فارتحلوا وشتموني، فانصرفتُ. [ تاريخ الطبري: 457:4، الكامل في التاريخ: 3152، البداية والنهاية: 231:7 كلاهما نحوه.]
2126- رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- لنسائه-: ليت شِعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبب، [ أراد الأدبّ، فأظهر الادغام لأجل الحَوْأب. والأدب: الكثير وبَرِ الوجه "النهاية: 96:2".] التي تنبحها كلاب الحوأب، فيُقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة، ثمّ تنجو
بعدما كادت؟! [ معاني الأخبار: 1:305، الجمل: 432، شرح الأخبار: 304:338:1، المناقب لابن شهر آشوب: 149:3، تنبيه الخواطر: 22:1 وليس فيه 'فيُقتل عن يمينها...'؛ مجمع الزوائد: 12026:474:7، شرح نهج البلاغة: 311:9، تاريخ الإسلام للذهبي: 490:3، الاستيعاب: 3463:439:4 كلاهما نحوه، البداية والنهاية: 212:6 وراجع مسند ابن حنبل: 24308:310:9 والمستدرك على الصحيحين: 6413:130:3 وصحيح ابن حبّان: 6732:126:15 والمصنّف لابن أبي شيبة: 15:708:8 والمصنّف لعبد الرزّاق: 20753:365:11 ومسند أبي يعلى: 4848:423:4 وفتح الباري: 55:13 وفيه 'سنده على شرط الصحيح'.]
2127- المستدرك على الصحيحين عن اُمّ سلمة: ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله خروج بعض اُمّهات المؤمنين، فضحكت عائشة، فقال: انظري يا حُميراء أن لا تكوني أنتِ. ثمّ التفت إلى عليّ فقال: إن وليتَ من أمرها شيئاً فارفق بها. [ المستدرك على الصحيحين: 4610:129:3، دلائل النبوّة للبيهقي: 411:6، البداية والنهاية: 212:6، المحاسن والمساوئ: 49، المناقب للخوارزمي: 213:176؛ الجمل: 431، المناقب لابن شهر آشوب: 148:3 والأربعة الأخيرة عن سالم بن أبي الجعد، شرح الأخبار: 305:338:1 نحوه.]
تعليق
قال ناصر الدين الألباني في كتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة- بعد ذكر حديث كلاب الحوأب-: إنّ الحديث صحيح الإسناد، ولا إشكال في متنه... فإنّ غاية ما فيه أنّ عائشة لمّا علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، والحديث يدلّ أنّها لم ترجع! وهذا ممّا لا يليق أن يُنسب لاُمّ المؤمنين.
وجوابنا على ذلك: أنّه ليس كلّ ما يقع من الكُمّل يكون لائقاً بهم؛ إذ لا عصمة إلّا للَّه وحده. والسنّي لاينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصافّ
الأئمّة الشيعة المعصومين! ولا نشكّ أنّ خروج اُمّ المؤمنين كان خطأً من أصله، ولذلك همّت بالرجوع حين علمت بتحقّق نبوءة النبيّ صلى الله عليه و آله عند الحوأب، ولكنّ الزبير أقنعها بترك الرجوع بقوله: عسى اللَّه أن يُصلح بكِ بين الناس. ولا نشكّ أنّه كان مخطئاً في ذلك أيضاً.
والعقل يقطع بأنّه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى، ولا شكّ أنّ عائشة هي المخطئة لأسباب كثيرة وأدلّة واضحة، ومنها: ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك ممّا يدلّ على أنّ خطأها من الخطأ المغفور، بل المأجور!! [ سلسلة الأحاديث الصحيحة: 775:1.]
أقول: إنّنا نقلنا هذا الكلام للاستدلال على اتّفاق الشيعة والسنّة على خطأ عائشة في إشعال معركة الجمل، بحيث أنّ شخصاً مثل الألباني قبل بهذا الأمر وسلّم به! ولا يخفى ما في توجيهاته لهذا الخطأ من قبل عائشة.
مناقشات عائشة وسعيد
2128- الإمامة والسياسة: لمّا نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر، أقبل عليهم سعيد بن العاصي على نجيب [ النجيب من الإبل: القويّ منها،الخفيف السريع "النهاية: 17:5".] له، فأشرف على الناس ومعه المغيرة بن شعبة، فنزل وتوكّأ على قوس له سوداء، فأتى عائشة.
فقال لها: أين تريدين يا اُمّ المؤمنين؟ قالت: اُريد البصرة.
قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت: أطلب بدم عثمان.
قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك!
ثمّ أقبل على مروان فقال له: وأنت أين تُريد أيضاً؟ قال: البصرة.
قال: وما تصنع بها؟ قال: أطلب قتلة عثمان.
قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك!إنّ هذين الرجلين قتلا عثمان 'طلحة والزبير'، وهما يُريدان الأمر لأنفسهما، فلمّا غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم، والحوبة بالتوبة.
ثمّ قال المغيرة بن شعبة: أيّها الناس! إن كنتم إنّما خرجتم مع اُمّكم؛ فارجعوا بها خيراً لكم، وإن كنتم غضبتم لعثمان؛ فرؤساؤكم قتلوا عثمان، وإن كنتم نقمتم على عليّ شيئاً؛ فبيّنوا ما نقمتم عليه، أنشدكم اللَّه فتنتَين في عام واحد.
فأبوا إلّا أن يمضوا بالناس، فلحق سعيد بن العاصي باليمن، ولحق المغيرة بالطائف، فلم يشهدا شيئاً من حروب الجمل ولا صفّين. [ الإمامة والسياسة::82 وراجع الكامل في التاريخ: 315:2.]
تاهّب الإمام لمواجهة الناكثين
استشارة الإمام أصحابه فيهم
كان معاوية قد أخضع الشام لسلطته عدّة سنين، بيدٍ مبسوطة وهيمنة قيصريّة، ولم يردعه أحد من الخلفاء الماضين عن أعماله قطّ. وكان يعرف أميرَ المؤمنين عليه السلام حقّ معرفته، ويعلم علم اليقين أنّه لا يتساهل معه أبداً. فامتنع عن بيعته، ورفع قميص عثمان، ونادى بالثأر له مستغلّاً جهل الشاميّين، وتأهّب للحرب. [ راجع: وقعة صفّين/السياسة العلويّة/استعداد الإمام لحرب معاوية قبل حرب الجمل.] فتجهّز الإمام عليه السلام لقمع هذا الباغي، وعيّن الاُمراء على الجيش،وكتب إلى عمّاله في مصر، والكوفة، والبصرة يستظهرهم بإرسال القوّات اللازمة.
وبينا كان يعدّ العدّة لذلك بلغه تواطؤ طلحة والزبير وعائشة في مكّة، وإثارتهم
للفتنة، وتحرّكهم صوب البصرة، [ تاريخ الطبري: 455:4، الكامل في التاريخ: 312:2 و ص 323.] فرأى عليه السلام أنّ إخماد هذه الفتنة أولى، لذلك دعا وجهاء أصحابه واستطلع آراءهم.
ويستوقفنا حقّاً اُسلوب هذا الحوار، وآراء أصحابه، وموقفه الحاسم عليه السلام من قمع البغاة، وقد اشترك في الحوار المذكور: عبداللَّه بن عبّاس، ومحمّد بن أبي بكر، وعمّار بن ياسر، وسهل بن حُنيف، واقترح عبداللَّه بن عبّاس عليه أن يأخذ معه اُمّ سلمة أيضاً، فرفض صلوات اللَّه عليه ذلك، وقال: 'فإنّي لا أرى إخراجها من بيتها كما رأى الرجلان إخراج عائشة'. [ الجمل: 239.] ولِمَ ذاك؟ ذاك لأنّه عليه السلام لم يفكّر إلّا بالحقّ لا بالنصر كيفما كان.
2129- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: كتب |عليّ عليه السلام| إلى قيس بن سعد أن يندب الناس إلى الشام، وإلى عثمان بن حُنيف، وإلى أبي موسى مثل ذلك، وأقبَل على التهيّؤ والتجهّز، وخطبَ أهلَ المدينة، فدعاهم إلى النهوض في قتال أهل الفرقة وقال:... انهضوا إلى هؤلاء القوم الذين يريدون يفرّقون جماعتكم؛ لعلّ اللَّه يُصلح بكم ما أفسد أهل الآفاق، وتقضون الذي عليكم.
فبينا هم كذلك إذ جاء الخبر عن أهل مكّة بنحوٍ آخر وتمامٍ على خلاف فقام فيهم بذلك فقال:... ألا وإنّ طلحة والزبير واُمّ المؤمنين قد تمالؤوا على سخط إمارتي، ودَعَوا الناس إلى الإصلاح، وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم، وأكفّ إن كفّوا، وأقتصر على ما بلغني عنهم. [ تاريخ الطبري: 445:4، الكامل في التاريخ: 311:%2 و 312 وراجع الإمامة والسياسة: 74:1 والبداية والنهاية: 230:7.]
2130- الجمل: ولمّا اجتمع القوم على ما ذكرناه من شقاق أميرالمؤمنين عليه السلام والتأهّب للمسير إلى البصرة، واتّصل الخبر إليه، وجاءه كتاب بخبر القوم، دعا ابن عبّاس، ومحمّد بن أبي بكر، وعمّار بن ياسر، وسهل بن حنيف، وأخبرهم بالكتاب وبما عليه القوم من المسير.
فقال محمّد بن أبي بكر: ما يريدون يا أمير المؤمنين؟ فتبسّم عليه السلام وقال: يطلبون بدم عثمان! فقال محمّد: واللَّه، ما قتل عثمانَ غيرُهم، ثمّ قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أشيروا عليَّ بما أسمع منكم القول فيه.
فقال عمّار بن ياسر: الرأي المسير إلى الكوفة؛ فإنّ أهلها لنا شيعة، وقد انطلق هؤلاء القوم إلى البصرة.
وقال ابن عبّاس: الرأي عندي يا أميرالمؤمنين أن تُقدِّم رجلاً إلى الكوفة فيبايعون لك، وتكتب إلى الأشعري أن يبايع لك، ثمّ بعده المسير حتى نلحق بالكوفة، وتعاجل القوم قبل أن يدخلوا البصرة، وتكتب إلى امّ سلمة فتخرج معك؛ فإنّها لك قوّة.
فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: بل أسير بنفسي ومن معي في اتّباع الطريق وراء القوم، فإن أدركتهم في الطريق أخذتهم، وإن فاتوني كتبت إلى الكوفة واستمددت الجنود من الأمصار وسرت إليهم. وأمّا اُمّ سلمة فإنّي لا أرى إخراجها من بيتها كما رأى الرجلان إخراج عائشة.
فبينما هم في ذلك إذ دخل عليهم اُسامة بن زيد بن حارثة وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: فداك أبي واُمّي! لا تسِر سيراً واحداً، وانطلق إلى يَنْبُع، وخلِّف على المدينة رجلاً، وأقِم بما لَكَ؛ فإنّ العرب لهم جولة ثمّ يصيرون إليك.
فقال له ابن عبّاس: إنّ هذا القول منك يا اُسامة إن كان على غير غِلٍّ في
صدرك فقد أخطأت وجه الرأي فيه، ليس هذا برأي بصير، يكون واللَّه كهيئة الضبع في مغارتها. فقال اُسامة: فما الرأي؟ قال: ما أشرتُ به، أو ما رآه أميرالمؤمنين لنفسه.
ثمّ نادى أميرالمؤمنين عليه السلام في الناس: تجهّزوا للمسير؛ فإنّ طلحة والزبير قد نكثا البيعة، ونقضا العهد، وأخرجا عائشة من بيتها يريدان البصرة لإثارة الفتنة، وسفك دماء أهل القبلة.
ثمّ رفع يديه إلى السماء فقال: اللهمّ إنّ هذين الرجلين قد بغيا عليَّ، ونكثا عهدي، ونقضا عقدي، وشقّاني بغير حقّ منهما كان في ذلك، اللهمّ خذهما بظلمهما لي، واظفِرني بهما، وانصرني عليهما. [ الجمل: 239.]
2131- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا اُشير عليه بألّا يتبع طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال-: واللَّه لا أكون كالضَّبُع؛ تنام على طول اللَّدْم[ أي ضَرْب جُحرها بحجر، إذا أرادوا صَيْد الضَّبُع ضربوا جُحْرها بحَجر، أو بأيديهم، فتحسبُه شيئاً تصيده، فتخرج لتأخذه، فتُصطاد "النهاية: 246:4".] حتى يصل إليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصيَ المريب أبداً حتى يأتي عليَّ يومي. فوَاللَّه ما زلت مدفوعاً عن حقّي مستأثَراً عليَّ منذ قبض اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله حتى يوم الناس هذا. [ نهج البلاغة: الخطبة 6، بحارالأنوار: 110:135:32.]
خطبة الإمام لمّا بلغه خبر الناكثين
2132- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له حين بلغه خبر الناكثين ببيعته-: ألا وإنّ