اشخاص ابن عبّاس إلى الزبير - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





اشخاص ابن عبّاس إلى الزبير




2197- البيان والتبيين عن عبداللَّه بن مصعب: أرسل عليّ بن أبي طالب رحمه الله عبداللَّه بن عبّاس لمّا قدم البصرة فقال له:


ايتِ الزبير ولا تأت طلحة فإنّ الزبير ألين، وإنّك تجد طلحة كالثور عاقصاً


[ العَقِصُ: الألوى الصعْبُ الأخلاقِ، تشبيهاً بالقرن المُلتوي "النهاية: 276:3".]


قرنه، يركب الصعوبة ويقول: هي أسهل، فأقرئه السلام، وقل له: يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق، فما عدا ممّا بدا لك؟


قال: فأتيت الزبير، فقال: مرحباً يابن لبابة، أزائراً جئت أم سفيراً؟ قلت: كلّ ذلك. وأبلغته ما قال عليّ.


فقال الزبير: أبلغه السلام وقل له: بيننا وبينك عهد خليفة، ودم خليفة، واجتماع ثلاثة وانفراد واحد، واُمّ مبرورة، ومشاورة العشيرة، ونشر المصاحف، فنحلّ ما أحلّت، ونحرّم ما حرّمت .


[ البيان والتبيين: 221:3، عيون الأخبار لابن قتيبة: 195:1، العقد الفريد: 314:3 وراجع نهج البلاغة: الخطبة 31. قال السيّد الشريف: وهو عليه السلام أوّل من سمعت منه هذه الكلمة: أعني 'فما عدا مما بدا' "نهج البلاغة: ذيل الخطبة 31".]





الاحتجاجات على عائشة




2198- الفتوح: فلمّا كان من الغد دعا عليّ رضى الله عنه زيد


[ في المصدر: 'يزيد'، والصحيح ما أثبتناه.]


بن صوحان وعبداللَّه بن


عبّاس، فقال لهما:


امضيا إلى عائشة فقولا لها: أ لم يأمرك اللَّه تبارك وتعالى أن تقرّي في بيتك؟ فخدعت وانخدعت، واستنفرت فنفرت، فاتّقي اللَّه الذي إليه مرجعك ومعادك، وتوبي إليه فإنّه يقبل التوبة عن عباده، ولا يحملنّك قرابة طلحة وحبّ عبداللَّه بن الزبير على الأعمال التي تسعى بك إلى النار.


قال: فانطلقا إليها وبلّغاها رسالة عليّ رضى الله عنه، فقالت عائشة: ما أنا برادّة عليكم شيئاً فإنّي أعلم أنّي لا طاقة لي بحجج عليّ بن أبي طالب؛ فرجعا إليه وأخبراه بالخبر.


[ الفتوح: 467:2.]




2199- تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد: أقبل جارية بن قدامة السعدي، فقال: يا اُمّ المؤمنين! واللَّه، لقتل عثمان بن عفّان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح! إنّه قد كان لك من اللَّه ستر وحرمة، فهتكت سترك وأبحت حرمتك، إنّه من رأى قتالك فإنّه يرى قتلك، وإن كنتِ أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلكِ، وإن كنتِ أتيتنا مستكرهة فاستعيني بالناس.


[ تاريخ الطبري: 465:4، الكامل في التاريخ: 318:2، الإمامة والسياسة: 88:1، البداية والنهاية: 233:7 وفيه 'حارثة' بدل 'جارية' وكلاهما نحوه.]




2200- المحاسن والمساوئ عن الحسن البصري: إنّ الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل: يا اُمّ المؤمنين هل عهد عليك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذا المسير؟ قالت: اللهمّ لا. قال: فهل وجدته في شي ء من كتاب اللَّه جلّ ذكره؟ قالت: ما نقرأ إلّا ما تقرؤون. قال: فهل رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله استعان بشي ء من نسائه إذا كان في


قلّة والمشركون في كثرة؟ قالت: اللهمّ لا. قال الأحنف: فإذاً ما هو ذنبنا؟


[ المحاسن والمساوئ: 49.]




2201- فتح الباري عن الحسن: إنّ عائشة أرسلت إلى أبي بكرة فقال: إنّكِ لاُمّ، وإنّ حقّكِ لعظيم، ولكن سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: لن يفلح قوم تملكهم امرأة.


[ فتح الباري: 56:13.]




2202- مروج الذهب: قام عمّار بن ياسر بين الصفّين فقال: أيّها الناس! ما أنصفتم نبيّكم حين كففتم عقائلكم في الخدور وأبرزتم عقيلته للسيوف، وعائشة على جمل في هودج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر، وجعلوا دونه اللبود، وقد غشي على ذلك بالدروع، فدنا عمّار من موضعها، فنادى: إلى ماذا تدعين؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان، فقال: قاتل اللَّه في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحقّ، ثمّ قال: أيّها الناس! إنّكم لتعلمون أيّنا الممالئ في قتل عثمان.


[ مروج الذهب: 370:2.]




2203- مجمع الزوائد عن سعيد بن كوز: كنت مع مولاي يوم الجمل، فأقبل فارس فقال: يا اُمّ المؤمنين، فقالت عائشة: سلوه من هو؟ قيل: من أنت؟ قال: أنا عمّار بن ياسر، قالت: قولوا له: ما تريد؟ قال: أنشدك باللَّه الذي أنزل الكتاب على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بيتك، أ تعلمين أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جعل عليّاً وصيّاً على أهله، وفي أهله؟ قالت: اللهمّ نعم. قال: فما لك؟ قالت: أطلب بدم عثمان أميرالمؤمنين. قال: فتكلّم.


ثمّ جاء فوارس أربعة فهتف بهم رجل منهم. ثم قال: تقول عائشة:


ابن أبي طالب وربّ الكعبة، سلوه من هو؟ ما يريد؟ قالوا: من أنت؟


قال: أنا عليّ بن أبي طالب.


قالت: سلوه ما يريد؟


قالوا: ما تريد؟


قال: أنشدك باللَّه الذي أنزل الكتاب على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بيتك، أ تعلمين أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جعلني وصيّاً على أهله، وفي أهله؟


قالت: اللهمّ نعم.


قال: فما لك؟


قالت: أطلب بدم أميرالمؤمنين عثمان!


قال: أريني قتلة عثمان!! ثمّ انصرف والتحم القتال.


[ مجمع الزوائد: 12038:479:7 وراجع الإيضاح: 77 وسعد السعود: 237.]




2204- المحاسن والمساوئ عن سالم بن أبي الجعد: فلمّا كان حرب الجمل أقبلت |عائشة| في هودج من حديد وهي تنظر من منظر قد صُيّرَ لها في هودجها، فقالت لرجل من ضبّة وهو آخذ بخطام جملها أو بعيرها: أين ترى عليّ بن أبي طالب؟ قال: ها هو ذا واقف رافع يده إلى السماء، فنظرت فقالت: ما أشبهه بأخيه!


قال الضبّي: ومن أخوه؟


قالت: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.


قال: فلا أراني اُقاتل رجلاً هو أخو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. فنبذ خطام راحلتها من يده


ومال إليه.


[ المحاسن والمساوئ: 49.]





خطبة الامام لمّا رجعت رسله




2205- الأمالي للطوسي عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي: لمّا رجعت رسل أميرالمؤمنين عليه السلام من عند طلحة والزبير وعائشة، يؤذنونه بالحرب، قام فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على محمّد وآله، ثمّ قال:


يا أيّها الناس! إنّي قد راقبت هؤلاء القوم كيما يرعووا أو يرجعوا، وقد وبّختهم بنكثهم وعرّفتهم بغيهم، فليسوا يستجيبون، ألا وقد بعثوا إليّ أن أبرز للطعان،أصبر للجلاد، فإنّما منّتك نفسك من أبنائنا الأباطيل، هَبِلَتْهم الهَبول،


[ هَبِلَتْهم الهَبُول: أي ثَكِلَتْهم الثَّكُول؛ وهي من النساء التي لا يَبْقى لها وَلَدٌ "النهاية: 240:5".]


قد كنت وما اُهدّد بالحرب ولا اُرهب بالضرب، وأنا على ما وعدني ربّي من النصر والتأييد والظفر، وإنّي لعلى يقين من ربّي، وفي غير شبهة من أمري.


أيّها الناس! إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، من لم يمت يُقتل، إنّ أفضل الموت القتل، والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من موت على فراش!


يا عجباً لطلحة! ألّب على ابن عفّان حتى إذا قُتل أعطاني صفقة يمينه طائعاً، ثمّ نكث بيعتي، وطفق ينعى ابن عفّان ظالماً، وجاء يطلبني يزعم بدمه، واللَّه، ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث: لئن كان ابن عفّان ظالماً، كما كان يزعم حين حصره وألّب عليه، إنّه لينبغي أن يؤازر قاتليه وأن ينابذ ناصريه، وإن كان


في تلك الحال مظلوماً، إنّه لينبغي أن يكون معه، وإن كان في شكّ من الخصلتين، لقد كان ينبغي أن يعتزله ويلزم بيته ويدع الناس جانباً، فما فعل من هذه الخصال واحدة، وها هو ذا قد أعطاني صفقة يمينه غير مرّة ثمّ نكث بيعته، اللهمّ فخذه ولا تمهله.


ألا وإنّ الزبير قطع رحمي وقرابتي، ونكث بيعتي، ونصب لي الحرب، وهو يعلم أنّه ظالم لي، اللهمّ فاكفنيه بما شئت.


[ الأمالي للطوسي: 284:169 وراجع نهج البلاغة: الخطبة 174.]





تحذير شباب قريش من الحرب




2206- الجمل عن صفوان: لمّا تصافّ الناس يوم الجمل صاح صائح من أصحاب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب: يا معاشر شباب قريش! أراكم قد لججتم وغلبتم على أمركم هذا، وإنّي أنشدكم اللَّه أن تحقنوا دماءكم ولا تقتلوا أنفسكم، اتّقوا الأشتر النخعي وجندب بن زهير العامري، فإنّ الأشتر نشر درعه حتى يعفو أثره، وإنّ جندباً يخرم درعه حتى يشمّر عنه، وفي رايته علامة حمراء، فلمّا التقى الناس أقبل الأشتر وجندب قبال الجمل يرفلان في السلاح حتى قتلا عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد ومعبد بن زهير بن خلف بن اُميّة، وعمد جندب لابن الزبير فلمّا عرفه قال: أتركك لعائشة...


وروى محمّد بن موسى عن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: سمعت معاذ بن عبيد اللَّه التميمي، وكان قد حضر الجمل يقول: لمّا التقينا واصطففنا نادى منادي عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا معاشر قريش! اتّقوا اللَّه على أنفسكم، فإنّي أعلم أنّكم


قد خرجتم وظننتم أنّ الأمر لا يبلغ إلى هذا، فاللَّه اللَّه في أنفسكم! فإنّ السيف ليس له بُقياً، فإن أحببتم فانصرفوا حتى نحاكم هؤلاء القوم، وإن أحببتم فإليّ فإنّكم آمنون بأمان اللَّه.


فاستحيينا أشدّ الحياء وأبصرنا ما نحن فيه، ولكنّ الحِفاظ


[ الحِفَاظ: الذبُّ عن المحارم والمنع لها عند الحروب، والاسم الحفيظة. والحفاظ: المحافظة على العهد. "لسان العرب: 442:7".]


حملنا على الصبر مع عائشة حتى قُتل من قُتل منّا، فوَاللَّه، لقد رأيت أصحاب عليّ عليه السلام وقد وصلوا إلى الجمل وصاح منهم صائح: اِعقروه، فعقروه فوقع، فنادى عليّ عليه السلام: 'من طرح السلاح فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن'. فوَاللَّه ما رأيت أكرم عفواً منه.


وروى سليمان بن عبداللَّه بن عويمر الأسلمي قال: قال ابن الزبير: إنّي لواقف في يمين رجل من قريش إذ صاح صائح: يا معشر قريش! اُحذّركم الرجلين: جندباً العامري والأشتر النخعي. وسمعت عمّاراً يقول لأصحابنا: ما تريدون وما تطلبون؟ فناديناه: نطلب بدم عثمان، فإن خلّيتم بيننا وبين قتلته رجعنا عنكم. فقال عمّار: لو سألتمونا أن ترجعوا عنّا بئس الفحل، فإنّه ألأم الغنم فحلاً وشرّها لجماً ما أعطيناكموه. ثمّ التحم القتال وناديناهم: مكّنونا من قتلة عثمان ونرجع عنكم. فنادانا عمّار: قد فعلنا، هذه عائشة وطلحة والزبير قتلوه عطشاً، فابدؤوا بهم، فإذا فرغتم منهم تعالوا إلينا نبذل لكم الحقّ. فأسكت واللَّه أصحاب الجمل كلّهم.


[ الجمل: 364 وراجع تاريخ اليعقوبي: 183:2 وأنساب الأشراف: 57:3 والأخبار الطوال: 151.]





اعتزال شابّين من الحرب




2207- تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد: خرج غلام شابّ من بني سعد إلى طلحة والزبير، فقال: أمّا أنت يا زبير فحواريّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأمّا أنت يا طلحة فوقيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيدك، وأرى اُمّكما معكما فهل جئتما بنسائكما؟ قالا: لا، قال: فما أنا منكما في شي ء، واعتزل. وقال السعدي في ذلك:




  • صنتم حلائلكم وقُدتُم
    اُمرت بجرِّ ذيولها في بيتها
    فهوت تشقّ البيد بالإيجاف



  • اُمّكم هذا لعمرك قلّة الإنصاف
    فهوت تشقّ البيد بالإيجاف
    فهوت تشقّ البيد بالإيجاف



[ الإيجاف: سُرْعَة السَّيْر، وقد أَوْجَفَ دَابَّتَه يُوجِفُها إيجافاً، إذا حَثَّها "النهاية: 157:5".]






  • غرضاً يقاتل دونها أبناؤها
    هُتكت بطلحة والزبير ستورها
    هذا المخبّر عنهم والكافي



  • بالنبل والخطِّيِّ والأسياف
    هذا المخبّر عنهم والكافي
    هذا المخبّر عنهم والكافي




وأقبل غلام من جهينة على محمّد بن طلحة- وكان محمّد رجلاً عابداً- فقال: أخبرني عن قتلة عثمان!


فقال: نعم، دم عثمان ثلاثة أثلاث، ثلث على صاحبة الهودج- يعني عائشة- وثلث على صاحب الجمل الأحمر- يعني طلحة- وثلث على عليّ ابن أبي طالب.


وضحك الغلام وقال: أ لا أراني على ضلال؟! ولحق بعليّ، وقال في ذلك شعراً:




  • سألت ابن طلحة عن هالك
    فقال: ثلاثة رهط هم
    فثلث على تلك في خدرها
    وثلث على ابن أبي طالب
    فقلت: صدقت على الأوّلين
    وأخطأت في الثالث الأزهر



  • بجوف المدينة لم يقبر
    أماتوا ابن عفّان واستعبر
    وثلث على راكب الأحمر
    ونحن بدَوّية قرقر
    وأخطأت في الثالث الأزهر
    وأخطأت في الثالث الأزهر



[ تاريخ الطبري: 465:4، الكامل في التاريخ: 318:2 وفيه إلى 'والكافي' وراجع تاريخ المدينة: 1173:4 والإمامة والسياسة: 84:1.]





الاقدام الشجاع لإنقاذ العدوّ




2208- مروج الذهب: خرج عليّ بنفسه حاسراً على بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا سلاح عليه، فنادى: يا زبير، اخرج إليّ، فخرج إليه الزبير شاكّاً في سلاحه، فقيل ذلك لعائشة، فقالت: وا ثكلك يا أسماء، فقيل لها: إنّ عليّاً حاسر، فاطمأنّت. واعتنق كلّ واحد منهما صاحبه.


فقال له عليّ: ويحك يا زبير! ما الذي أخرجك؟ قال: دم عثمان، قال: قتل اللَّه أولانا بدم عثمان، أما تذكر يوم لقيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بني بياضة وهو راكب حماره، فضحك إليّ رسول اللَّه، وضحكت إليه، وأنت معه، فقلت أنت: يا رسول اللَّه، ما يدع عليّ زهوه.


فقال لك: ليس به زهو، أ تحبّه يا زبير؟


فقلت: إنّي واللَّه لأحبّه.


فقال لك: إنّك واللَّه ستقاتله وأنت له ظالم.


فقال الزبير: أستغفر اللَّه، واللَّه لو ذكرتها ما خرجت.


فقال له عليه السلام: يا زبير، ارجع، فقال: وكيف أرجع الآن وقد التقت حلقتا البطان؟


[ البِطان: الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ. وأيضاً: حِزام الرَّحل والقَتَب "لسان العرب: 56:13".]


هذا واللَّه العار الذي لا يغسل.


فقال عليه السلام: يا زبير، ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار.


فرجع الزبير وهو يقول:




  • اخترت عاراً على نارٍ مؤجّجة
    نادى عليّ بأمر لست أجهله
    عار لعمرك في الدنيا وفي الدين



  • ما إن يقوم لها خلق من الطين
    عار لعمرك في الدنيا وفي الدين
    عار لعمرك في الدنيا وفي الدين




فقلت: حسبك من عدل أبا حسن فبعض هذا الذي قد قلتَ يكفيني.


فقال ابنه عبداللَّه: أين تذهب وتدعنا؟ فقال: يا بنيّ، أذكرني أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته، فقال: لا واللَّه، ولكنّك فررت من سيوف بني عبد المطّلب؛ فإنّها طوال حداد، تحملها فتية أنجاد، قال: لا واللَّه، ولكنّي ذكرت ما أنسانيه الدهر، فاخترت العار على النار، أبالجبن تعيّرني لا أبا لك؟ ثمّ أمال سنانه وشدّ في الميمنة.


فقال عليّ: افرجوا له فقد هاجوه.


ثمّ رجع فشدّ في الميسرة، ثمّ رجع فشدّ في القلب، ثمّ عاد إلى ابنه، فقال: أ يفعل هذا جبان؟ ثمّ مضى منصرفاً.


[ مروج الذهب: 371:2 وراجع أنساب الأشراف: 51:3 والفتوح: 469:2 والإمامة والسياسة: 92:1 والمناقب للخوارزمي: 216:179 وتاريخ اليعقوبي: 182:2.]




2209- تاريخ الطبري عن الزهري: خرج عليّ على فرسه، فدعا الزبير، فتواقفا، فقال عليّ للزبير:


/ 35