استبصار أبي بكرة لمّا رأى عائشة تأمر وتنهى - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 5

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




بالمدينة ويُوقع بهم، فتركوا حبسه..


[ الجمل: 284.]




2176- تاريخ الطبري عن سهل بن سعد: لمّا أخذوا عثمان بن حنيف، أرسلوا أبان بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها في أمره، قالت: اقتلوه. فقالت لها امرأة: نشدتك باللَّه يا اُمّ المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله! قالت: رُدّوا أباناً، فردّوه.


فقالت: احبسوه ولا تقتلوه، قال: لو علمت أنّك تدعيني لهذا لم أرجع. فقال لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا شعر لحيته. فضربوه أربعين سوطاً ونتفوا شعر لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه وحبسوه.


[ تاريخ الطبري: 468:4، الكامل في التاريخ: 319:2 نحوه.]





استبصار أبي بكرة لمّا رأى عائشة تأمر وتنهى




2177- صحيح البخاري عن أبي بكرة:


[ أبو بكرة هو الذي كان يحثّ الأحنف بن قيس على الاعتزال وينهاه عن الوقوف إلى جانب الامام عليّ عليه السلام، استناداً إلى الحديث النبوي: 'إذا تواجه المسلمان بسيفيها فكلاهما من أهل النار' "صحيح البخاري: 672:2594:6". لكنّه شخصيّاً كان يميل إلى نصرة عائشة، غير أنّه بعد ذكر هذا الحديث اعتزل الفريقين. نقل ابن حجر عن ابن التين: كلام أبي بكرة يدلّ على أنّه لولا عائشة لكان مع طلحة والزبير؛ لأنّه لو تبيّن له خطؤهما لكان مع عليّ "فتح الباري: 56:13".]


لقد نفعني اللَّه بكلمة أيّام الجمل، لمّا بلغ النبيَّ صلى الله عليه و آله أنّ فارساً ملّكوا ابنة كسرى قال: 'لن يُفلِح قوم ولَّوا أمرهم امرأة'.


[ صحيح البخاري: 6686:2600:6، السنن الكبرى: 5128:127:3، البداية والنهاية: 212:6؛ العمدة: 948:454 كلّها نحوه، بحارالأنوار: 143:194:32.]




2178- المستدرك على الصحيحين عن أبي بكرة: لمّا كان يوم الجمل أردتُ أن آتيهم اُقاتل معهم حتى ذكرتُ حديثاً سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه بلغه أن كسرى أو بعض ملوك الأعاجم مات، فولّوا أمرهم امرأة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: 'لا يُفلِح قوم تملكهم امرأة'.


[ المستدرك على الصحيحين: 8599:570:4، شرح نهج البلاغة: 277:6؛ الجمل: 297 كلاهما نحوه، بحارالأنوار: 168:212:32.]





قتل المعارضين




2179- تاريخ الطبري عن الزهري: قام طلحة والزبير خطيبين فقالا: يا أهل البصرة! توبة بحوبة، إنّما أردنا أن يُستعتب أميرالمؤمنين عثمان، ولم نرِد قتله، فغلب سفهاءُ الناس الحلماءَ حتى قتلوه.


فقال الناس لطلحة: يا أبا محمّد، قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا، فقال الزبير: فهل جاءكم منّي كتاب في شأنه؟ ثمّ ذكر قتل عثمان وما أتى إليه وأظهر عيب عليّ. فقام إليه رجل من عبد القيس فقال: أيّها الرجل! أنصِت حتى نتكلّم، فقال عبداللَّه بن الزبير: ومالك وللكلام؟ فقال العبدي:


يامعشر المهاجرين، أنتم أوّل من أجاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فكان لكم بذلك فضل، ثمّ دخل الناس في الإسلام كما دخلتم، فلمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بايعتم رجلاً منكم، واللَّه ما استأمرتمونا في شي ء من ذلك، فرضينا واتّبعناكم، فجعل اللَّه عزّ وجلّ للمسلمين في إمارته بركة، ثمّ مات واستخلف عليكم رجلاً منكم فلم تشاورونا في ذلك، فرضينا وسلّمنا، فلمّا توفّي الأمير جعل الأمر إلى ستّة نفر،


فاخترتم عثمان وبايعتموه عن غير مشورة منّا؛ ثمّ أنكرتم من ذلك الرجل شيئاً فقتلتموه عن غير مشورة منّا، ثمّ بايعتم عليّاً عن غير مشورة منّا، فما الذي نقمتم عليه فنقاتله؟ هل استأثر بفَي ء؟ أو عمل بغير الحقّ؟ أو عمل شيئاً تُنكرونه فنكون معكم عليه؟ وإلّا فما هذا؟ فهمّوا بقتل ذلك الرجل، فقام من دونه عشيرته، فلمّا كان الغد وثبوا عليه وعلى من كان معه، فقتلوا سبعين رجلا.


[ تاريخ الطبري: 469:4، الكامل في التاريخ: 320:2 وراجع أنساب الأشراف: 28:3.]





اعلام خبر احتلال البصرة




2180- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة- في ذكر أصحاب الجمل-: كتبوا إلى أهل الشام بما صنعوا وصاروا إليه: إنّا خرجنا لوضع الحرب، وإقامة كتاب اللَّه عزّ وجلّ بإقامة حدوده في الشريف والوضيع والكثير والقليل، حتى يكون اللَّه عزّ وجلّ هو الذي يردّنا عن ذلك.


فبايَعنا خيار أهل البصرة ونجباؤهم، وخالفَنا شرارهم ونزّاعهم، فردّونا بالسلاح وقالوا فيما قالوا: نأخذ اُمَّ المؤمنين رهينة؛ أن أمرَتْهم بالحقّ وحثّتهم عليه.


فأعطاهم اللَّه عزّ وجلّ سُنّة المسلمين مرّة بعد مرّة، حتى إذا لم يبق حجّة ولا عذر استبسل قتلة أميرالمؤمنين، فخرجوا إلى مضاجعهم، فلم يفلت منهم مخبر إلّا حُرقوص بن زهير، واللَّه سبحانه مُقيده إن شاء اللَّه. وكانوا كما وصف اللَّه عزّ وجلّ. وإنّا نناشدكم اللَّه في أنفسكم إلّا نهضتم بمثل ما نهضنا به، فنلقى اللَّه عزّ وجلّ وتلقونه، وقد أعذرنا وقضينا الذي علينا...


وكتبوا إلى أهل الكوفة بمثله... وكتبوا إلى أهل اليمامة... وكتبوا إلى أهل المدينة.


[ تاريخ الطبري: 472:4.]





كتاب عائشة إلى حفصة




2181- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: لمّا نزل عليّ عليه السلام ذا قار، كتبت عائشة إلى حفصة بنت عمر: أمّا بعد؛ فإنّي اُخبرك أنّ عليّاً قد نزل ذا قار، وأقام بها مرعوباً خائفاً لِما بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشقر؛ إن تقدّم عُقر، وإن تأخّر نُحر.


فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف، فأمرتهنّ أن يقلن في غنائهنّ: ما الخبر ما الخبر. عليّ في السفر. كالفرس الأشقر. إن تقدّم عُقر. وإن تأخّر نُحر. وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة، ويجتمعن لسماع ذلك الغناء.


فبلغ اُمّ كلثوم بنت عليّ عليه السلام فلبست جلابيبها ودخلت عليهنّ في نسوة متنكّرات، ثمّ أسفرت عن وجهها، فلمّا عرفتها حفصة خجلت واسترجعت.


فقالت اُمّ كلثوم: لئن تظاهرتما عليه منذ اليوم لقد تظاهرتما على أخيه من قبل، فأنزل اللَّه فيكما ما أنزل.


فقالت حفصة: كفّي رحمك اللَّه! وأمرت بالكتاب فمزِّق واستغفرت اللَّه.


[ شرح نهج البلاغة: 13:14؛ بحارالأنوار: 90:32 وراجع الجمل: 276.]





من ذي قار إلى البصرة




اخذ البيعة على من حضر




2182- الإرشاد عن ابن عبّاس: لمّا نزل |الإمام عليّ عليه السلام| بذي قار أخذ البيعة على من حضره، ثمّ تكلّم فأكثر من الحمد للَّه والثناء عليه والصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ قال:


قد جرت اُمور صبرنا عليها- وفي أعيننا القذى- تسليماً لأمر اللَّه تعالى فيما امتحننا به رجاء الثواب على ذلك، وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرّق المسلمون وتُسفك دماؤهم.


نحن أهل بيت النبوّة، وأحقّ الخلق بسلطان الرسالة، ومعدن الكرامة التي ابتدأ اللَّه بها هذه الاُمّة.


وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوّة ولا من ذرّية الرسول، حين رأيا أنّ اللَّه


قد ردّ علينا حقّنا بعد أعصر، فلم يصبرا حولاً واحداً ولا شهراً كاملاً حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما، ليذهبا بحقّي، ويفرّقا جماعة المسلمين عنّي. ثمّ دعا عليهما.


[ الإرشاد: 249:1، بحارالأنوار: 91:114:32 وراجع الاحتجاج: 68:374:1.]





خطب الإمام بذى قار




2183- نهج البلاغة- في ذكر خطبة له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة-: قال عبداللَّه بن عبّاس: دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمة لها. فقال عليه السلام: واللَّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم إلّا أن اُقيم حقّاً أو أدفع باطلاً. ثمّ خرج فخطب الناس فقال:


إنّ اللَّه بعث محمّداً صلى الله عليه و آله وليس أحد من العرب يقرأ كتاباً ولا يدّعي نبوّة، فساق الناس حتى بوّأهم محلّتهم وبلّغهم منجاتهم، فاستقامت قناتهم واطمأنّت صفاتهم.


أما واللَّه، إن كنت لفي ساقتها


[ السَّاقةُ: جمعُ سائق، وهم الذين يَسوقون جيش الغُزاة ويكونون من ورائه يحفظونه "النهاية: 424:2".]


حتى تولّت بحذافيرها، ما عجَزتُ ولا جبنتُ، وإنّ مسيري هذا لمثلها، فَلأنقُبنَّ الباطل حتى يخرج الحقّ من جنبه.


مالي ولقريش! واللَّه، لقد قاتلتهم كافرين ولاُقاتلنّهم مفتونين، وإنّي لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم، واللَّه ما تنقم منّا قريش إلّا أنّ اللَّه اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيّزنا فكانوا كما قال الأوّل:




  • أدَمتَ لَعَمري شُربَكَ المحضَ صابحاً
    ونحن وهبناك العلاءَ ولم تكن
    عليّاً وحُطنا حولك الجُردَ والسُّمرا



  • وأكلَكَ بالزبد المقشّرةَ البُجرا
    عليّاً وحُطنا حولك الجُردَ والسُّمرا
    عليّاً وحُطنا حولك الجُردَ والسُّمرا



[ نهج البلاغة: الخطبة 33، بحارالأنوار: 50:76:32 وراجع الإرشاد: 247:1.]




2184- شرح نهج البلاغة عن زيد بن صوحان- من خطبته بذي قار-: قد علم اللَّه سبحانه أنّي كنت كارهاً للحكومة بين اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله، ولقد سمعته يقول: 'ما من والٍ يلي شيئاً من أمر اُمّتي إلّا اُتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه على رؤوس الخلائق، ثمّ يُنشر كتابه، فإن كان عادلاً نجا، وإن كان جائراً هوى'.


حتى اجتمع عليَّ ملؤكم، وبايعني طلحة والزبير، وأنا أعرف الغدر في أوجههما، والنكث في أعينهما، ثمّ استأذناني في العمرة، فأعلمتُهما أن ليس العمرة يريدان، فسارا إلى مكّة واستخفّا عائشة وخدعاها، وشخص معهما أبناءُ الطلقاء، فقدموا البصرة، فقتلوا بها المسلمين، وفعلوا المنكر. ويا عجباً لاستقامتهما لأبي بكر وعمر وبغيهما عليَّ! وهما يعلمان أنّي لست دون أحدهما، ولو شئت أن أقول لقلت، ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتاباً يخدعهما فيه، فكتماه عنّي، وخرجا يوهمان الطَّغام


[ الطَّغام: من لا عقل له ولا معرفة، وقيل: هم أوغاد الناس وأراذلهم "النهاية: 128:3".]


أنّهما يطلبان بدم عثمان.


واللَّه، ما أنكرا عليّ منكراً، ولا جعلا بيني وبينهم نِصْفاً،


[ النِّصْف: الانْتِصاف. وَقد أنْصَفَه من خَصْمِه، يُنْصِفُه إنْصافاً "النهاية: 66:5".]


وإنّ دم عثمان لمعصوب بهما، ومطلوب منهما.


يا خيبة الداعي! إلامَ دعا؟ وبماذا اُجيبَ؟ واللَّه، إنّهما لعلى ضلالة صمّاء، وجهالة عمياء، وإنّ الشيطان قد ذمر لهما حزبه، واستجلب منهما خيله ورجله، ليعيد الجور إلى أوطانه، ويردّ الباطل إلى نصابه.


ثمّ رفع يديه، فقال:


اللهمّ إنّ طلحة والزبير قطعاني، وظلماني، وألّبا عليَّ، ونكثا بيعتي، فاحلل ما عقدا، وانكث ما أبرما، ولا تغفر لهما أبداً، وأرهما المساءة فيما عملا وأمّلا!


[ شرح نهج البلاغة: 310:1؛ الجمل: 267، بحارالأنوار: 63:32 وراجع نهج البلاغة: الخطبة 22.]




2185- الإرشاد: من كلامه عليه السلام- وقد نهض من ذي قار متوجّهاً إلى البصرة- بعد حمد اللَّه والثناء عليه والصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:


أمّا بعد، فإنّ اللَّه تعالى فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصرة له، واللَّه، ما صلحت دنيا قطّ ولا دين إلّا به، وإنّ الشيطان قد جمع حزبه واستجلب خيله وشبّه في ذلك وخدع، وقد بانت الاُمور وتمخّضت، واللَّه ما أنكروا عليّ منكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نَصِفاً، وإنّهم ليطلبون حقّاً تركوه ودماً هم سفكوه، ولئن كنت شركتهم فيه، إنّ لهم لنصيبهم منه، ولَئن كانوا ولوه دوني فما تبعته إلّا قِبلهم، وإنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم، وإنّي لعلى بصيرتي ما لُبِّست عليَّ، وإنّها لَلفئة الباغية فيها الحُمّى والحُمة،


[ الحُمَة: سَمُّ كلّ شي ء يَلدَغ أو يَلسَع "لسان العرب: 201:14".]


قد طالت هلبتها


[ الهُلْب: الشَّعَر. وقيل: هو ما غلُظ من شعر الذَّنَب وغيره "النهاية: 269:5".]


وأمكنت درّتها،


[ الدِّرَّة: كثرة اللبن وسيلانه "لسان العرب: 279:4".]


يرضعون اُمّاً فطمت، ويحيون بيعة تركت؛ ليعود الضلال إلى نصابه.


ما أعتذر ممّا فعلت، ولا أتبرّأ ممّا صنعت، فخيبة للداعي ومن دعا، لو قيل له: إلى من دعواك؟ وإلى من أجبت؟ ومن إمامك؟ وما سنّته؟ إذاً لزاح الباطل عن مقامه، ولصمت لسانه فما نطق. وايم اللَّه، لأفرُطنّ


[ أفرط الحوض أي ملأه. يُفرط فيه أي يكثر في صبّ الماء فيه "لسان العرب: 366:7".]


لهم حوضاً أنا


ماتحه،


[ الماتح: المستقي من البئر بالدَّلْو من أعلى البئر "النهاية: 291:4".]


لا يصدرون عنه ولا يلقون بعده ريّاً أبداً، وإنّي لراضٍ بحجّة اللَّه عليهم وعذره فيهم، إذ أنا داعيهم فمُعذر إليهم، فإن تابوا وأقبلوا فالتوبة مبذولة والحقّ مقبول، وليس على اللَّه كفران، وإن أبوا أعطيتهم حدّ السيف وكفى به شافياً من باطل وناصراً لمؤمن.


[ الإرشاد: 251:1.]




2186- الإرشاد عن سلمة بن كهيل: لمّا التقى أهل الكوفة وأميرالمؤمنين عليه السلام بذي قار رحبّوا به وقالوا: الحمد للَّه الذي خصّنا بجوارك وأكرمنا بنصرتك. فقام أمير المؤمنين عليه السلام فيهم خطيباً فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال:


يا أهل الكوفة! إنّكم من أكرم المسلمين وأقصدهم تقويماً، وأعدلهم سنّة، وأفضلهم سهماً في الإسلام، وأجودهم في العرب مُرَكّباً


[ المُرَكَّب: الأصل والمنبت؛ تقول: فلانٌ كريم المُرَكّب؛ أي كريم أصل منصبه في قومه "لسان العرب: 432:1".]


ونصاباً،


[ نصاب كلُّ شي ء اصله "لسان العرب: 761:1".]


أنتم أشدّ العرب ودّاً للنبيّ صلى الله عليه و آله ولأهل بيته، وإنّما جئتكم ثقةً- بعد اللَّه- بكم للذي بذلتم من أنفسكم عند نقض طلحة والزبير وخلعهما طاعتي، وإقبالهما بعائشة للفتنة، وإخراجهما إيّاها من بيتها حتى أقدماها البصرة، فاستغووا طغامها وغوغاءها، مع أنّه قد بلغني أنّ أهل الفضل منهم وخيارهم في الدين قد اعتزلوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير.


ثمّ سكت، فقال أهل الكوفة: نحن أنصارك وأعوانك على عدوّك، ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه.


[ الإرشاد: 249:1، الجمل: 266 نحوه.]





قدوم عثمان بن حنيف




2187- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: لمّا نزل عليّ الثعلبيّة


[ الثَّعْلَبيَّة: من منازل طريق مكّة من الكوفة وقد كانت قرية عامرة سابقاًثمّ خربت بعد ذلك "راجع: معجم البلدان: 78:2".]


أتاه الذي لقى عثمان بن حنيف وحرسه، فقام وأخبر القوم الخبر وقال: اللهمّ عافني ممّا ابتليت به طلحة والزبير من قتل المسلمين وسلّمنا منهم أجمعين. ولما انتهى إلى الإساد


[ كذا في المصدر، ولعلّ الصحيح 'الأَساوِد': وهو إسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى مكّة من الكوفة "معجم البلدان: 171:1".]


أتاه ما لقى حكيم بن جبلة وقتلة عثمان بن عفان، فقال: اللَّه أكبر ما ينجيني من طلحة والزبير إذ أصابا ثأرهما أو ينجيهما؟ وقرأ: 'مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ'


[ الحديد: 22.]


وقال:




  • دعا حكيم دعوة الزماع
    حلّ بها منزلة النزاع



  • حلّ بها منزلة النزاع
    حلّ بها منزلة النزاع




ولمّا انتهوا إلى ذي قار انتهى إليه فيها عثمان بن حنيف وليس في وجهه شعر، فلمّا رآه عليّ نظر إلى أصحابه فقال: انطلق هذا من عندنا وهو شيخ فرجع إلينا وهو شاب.


[ تاريخ الطبري: 481:4، الكامل في التاريخ: 326:2 نحوه وراجع شرح نهج البلاغة: 321:9 وتذكرة الخواصّ: 68.]




2188- الجمل: خرج ابن حنيف حتى أتى أميرالمؤمنين عليه السلام وهو بذي قار، فلمّا نظر إليه أميرالمؤمنين عليه السلام، وقد نكّل به القوم، بكى وقال: يا عثمان بعثتك شيخاً


/ 35