عدالة الاقتصادیة والاجتماعیة فی الاسلام

محمدرضا حکیمی

نسخه متنی -صفحه : 20/ 15
نمايش فراداده

النُّظُم الكفيلة بضبط الأوقاف :

لابدّ لنا من نُظُمٍ تكفل ضبط الأوقاف وحفظها من الضياع والاستيلاء والاندثار فقد قرر الشرع الحنيف لابدّية وجود متولٍّ للوقف يتعين إمّا من قِبل الواقف أو من قِبل الحاكم الشرعي ، ولابدّ في تعيين المتولي أو الناظر من قِبل الحاكم الشرعي من إحراز عدالته وأمانته علي الوقف ومعرفته بما يُصلح الوقف . وقد نجد في بعض الأحيان وجود إشراف شرعي بصورةٍ ما علي متولي الوقف ، فيُعزل إن لوحظ عليه خيانة أو عدم معرفة بحفظ الوقف وإصلاحه ، ويُنصَب شخص آخر مكانه .

وقد يتقدم الحاكم الشرعي لنصب متولٍّ علي الأوقاف التي ليس لها متولٍّ يقوم برعايتها وإصلاحها وصرف وارداتها التي يعتبر الإفراط أو التفريط فيها لا يخلو من عقوبة شرعية دنيوية .

وكانت بعض الحكومات تعيّن محاسبين وجباة للإشراف علي الأموال الموقوفة ، كما وجدت في بعض المقاطع التاريخية مراكز باسم ( ديوان الأوقاف أو صدر الصدور ) كما أنّ في بعض الحكومات صدر أمر رسمي بتعيين وزير للأوقاف ( 21 ) .

ورغم هذه النظم الكفيلة بضبط الأوقاف نجد بعض الحكام يقدمون علي غصب الأراضي والعمارات الموقوفة ، فيخلقون المبررات لمصادرتها وضمّها إلي أملاكهم الخاصة ، كما حصل في إيران أيّام العهد البهلوي في محافظتي كيلان ومازندران . وتوسعت حدود الاعتداء علي الأوقاف من قِبل المتنفذين ، ولكن بعد إقصاء رضا شاه عن الحكم ونفيه خارج البلاد عام ( 1320 ه·· . ش = 1941 م ) وتنصيب ولده محمّد رضا خليفة له ـ والذي تميّزت حكومته بالضعف في بدء أمرها ـ اُعيدت بعض تلك الأراضي إلي حالة وقفيّتها السابقة في إطار تنفيذ قانون اعادة الأراضي إلي أصحابها .

وهكذا الأمر في أكثر البلدان الإسلامية التي ترأسها حكومات غير دينية وغير ملتزمة ، فقد تطاولوا علي الأوقاف وغصبوا وأفسدوا ، وكانت نتيجة أمرهم الخسران والهوان ، وهذه نتيجة من لم يلتزم أو يخالف أحكام شرع اللّه‏ تعالي . . هوان وخسران في الدنيا والآخرة ، وهذه صحائف أعمالهم نقرؤها الآن مملوءة بالفساد والخزي ومخالفة الشريعة ، ولا زالوا في هوان وذل وخسران ما داموا غير ملتزمين بالقرآن العظيم وسنّة رسوله الكريم .

ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بزعامة المرجع الديني العظيم الإمام الخميني قدس‏سره كانت هناك مساعٍ جادة وحثيثة لصيانة الأوقاف وحفظها وانتزاعها من الأيادي الخبيثة التي سيطرت عليها ظلما وزورا ، وأوقفوا معينها العظيم في إسناد العلم والمجتمع ورقيّه في طريق العيش الكريم :

1 ـ فبعد شهرين من انتصار الثورة اتّخذت الثورة أوّل خطواتها لاستعادة حقوق الأوقاف إلي نصابها في تاريخ ( الرابع من اُرديبهشت 1358 ه·· . ش ) صوّب