ألفین فی إمامة أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)

جمال الدین الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی

نسخه متنی -صفحه : 454/ 111
نمايش فراداده

بد للاجتماع على الأمور من رئيس.

الثامن: قوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرةمن النار فأنقذكم منها) وذلك إنما هو بخلقاللطف المقرب إلى الطاعة والمبعد عنالمعصية وهو الإمام المعصوم في كل عصر وهوالمطلوب (1).

التاسع: قوله تعالى: (كذلك يبين الله لكمآيته لعلكم تهتدون) هذه عامة في كل الآياتوفي الأزمنة وبيان المجمل والمشترك إنماهو بحصول العلم وإلا لم يكن بيانا وذلكإنما يحصل بقول المعصوم فثبت وهو المطلوب.

العاشر: قوله تعالى: (ولا تكونوا كالذينتفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيناتوأولئك لهم عذاب عظيم) نهى عن التفرقوالاختلاف وإنما يتم ذلك بالمعصوم في كلزمان إذ عدم الرئيس يوجب التفرق والاختلاف(2) وكذا الرئيس إليهم (3) فتعين نصب الإمامالمعصوم، وأيضا فإن النهي عن الاختلاف مععدم وفاة السنة والكتاب بالأحكام وثبوتالمجملات والمتشابهات والمجازات مع عدمنصب الإمام المعصوم والتكليف

(1) فإن غير المعصوم لا نجزم بحصول التقريبوالتبعيد به، فلا نجزم بحصول الانقاذ بهمن النار، فإن كل أحد اتبع غير المعصوم لوراجع نفسه لم يجدها في حرز ووقاية من النارلكثرة المخالفة للشريعة.

(2) لا يراد من التفرق والاختلاف في الشؤونالدنيوية فحسب، وإنما يقصد به الأعم منهاومن الدينية، ومن ثم لو كان للناس رئيسولكن كان غير معصوم، وكانوا جميعا تحتراية واحدة لا يعني ذلك أنهم متفقون ما لميتفقوا على الأحكام وكيف يتفقون عليها وهمآراء مختلفة وأهوية متباينة، وفي مجموعهاالمخالفة للشريعة يقينا، فالاتفاقالحقيقي لا يحصل إلا مع الإمام المعصوم،حيث لا يكون للناس من الأمر شئ، إنما الأمركله لله وحده.

(3) أشرنا آنفا إلى أن اجتماعهم على الرئيسوحده لا يغني في الوحدة وعدم الاختلاف مالم يتفقوا على الشريعة، وكيف تتفق الآراءوالأهواء، ولو اتفقت في الدين كيف نعتقدبموافقتها للشريعة المنزلة، ونحن مسؤولونعن العمل وفق الشريعة كما نزلت، لا وفقالآراء والأهواء، والنزعات والرغبات، ومادام بالامكان موافقة الشريعة لا يصحالعدول عنها، والموافقة إنما هي باتباعالمعصوم فالبينات إنما تجئ مع المعصوم،والصفح عنه سبيل التفرق والاختلاف.