ألفین فی إمامة أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)

جمال الدین الحسن بن یوسف بن علی بن المطهر الحلی

نسخه متنی -صفحه : 454/ 113
نمايش فراداده

فمحال أن يأمر بطاعة غير المعصوم لأنه قديأمر بالظلم للعباد، والإمام أمر اللهتعالى بطاعته فلا شئ من غير المعصوم بإمام.

الثاني عشر: قوله تعالى: (كنتم خير أمةأخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عنالمنكر وتؤمنون بالله) يقتضي الأمر بكلمعروف والنهي عن كل منكر فإما أن يكونإشارة إلى المجموع من حيث هو مجموع أو إلىكل واحد أو إلى بعضهم والأول محال فإنالأمة يتعذر اجتماعها في حال فضلا علىالأمر بكل معروف لكل أحد والنهي كذلك،والثاني محال أيضا لأن الواقع خلافه،فتعين الثالث وهو المعصوم فثبت المعصوم فيكل عصر لعمومها لكل عصر وهو المطلوب (1).

الثالث عشر: قوله تعالى: (أمة قائمة يتلونآيات الله آناء الليل وهم يسجدون) إلىقوله: (وأولئك من الصالحين) يقتضي الأمربكل

(1) لا تلازم بين البعض والعصمة، فقد يجوزأن يكون الآمرون الناهون غير معصومين بلأهل عدالة وإيمان، ولكن دلالتها علىالمطلوب بأن يقال: إن المعروف والمنكر كيفنعرفهما حقا حتى تقوم ثلة من الأمة بأداءواجبهما؟ وهل لنا طريق لهما غير المعصوم،فإذن لا يصدق على الأمة بأنها آمرة ناهيةدون الأخذ عن المعصوم فيجب، واستمرار هذاالشأن فيها يقتضي وجوبه ووجوده في كل زمان.