الأخبار و لا سيّما الأخبار الدالّة علىالنهي عن حبّ بقائهم و هي أرجح من هذاالخبر البتة.
و بالجملة فحمله على التقية عندي متعيّنسيّما مع علم من التهاب نيران التقية فيزمانه (عليه السلام) زيادة على غيره منالأوقات و الأعوام.
و أمّا ما ذكره ذلك القائل من أنّه يخشىعلى بيضة الإسلام فهو غلط لأنّ الحافظلبيضة الإسلام إنّما هو الله عزّ و جلّ لاهؤلاء و هذا الداعي بزوال ملكهم أو نحوه منالدعاء عليهم إنّما دعي بإبدالهم بمن يقومبحياطة الإسلام و يحنو على الأنام و يقومبالدين المبين و يُحيي شريعة سيّدالمرسلين لا على الإطلاق حتّى يلزم ماذكره في المقام، هذا.
و أمّا ما ذكرتموه من آية (لا يَنالُعَهْدِي الظَّالِمِينَ) فإنّها ليست منمحلّ البحث في شيء فإنّ موردها إنّما هوالإمامة و الآية التي تناسب هذا المقامإنّما هي الآية التي تقدّمت في الأخبار وهي (وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَظَلَمُوا) إلى آخرها هذا ما خطر بالبالبالنظر إلى أخبار الآل عليهم صلوات ذيالجلال و الله العالم.
قال سلّمه الله تعالى مسألة في الطهارةالماء القليل المتنجّس الغير متغيِّر إذاأُدخل في ماء البئر في شربة أو إبريق أوأدخل في كثير من ماء و التقى مع أحدهماأعلاه و لم يلتق أسفله هل يكون طاهراً كلّهأعلاه و منتهاه أم أعلاه فقط أم لا، و هليشترط ملاقاة الماء القليل المتنجّسالغير متغيّر للكثير بجميع أجزائه أم لاإذا لاقى بعضه طهر الباقي أم لا؟ أفتناأيّدك الله.
(الجواب:) إنّ الكلام في هذه المسألة مبنيّعلى مسألة قد اشتهر الخلاف فيها بينالأصحاب رضوان الله عليهم و هو أنّه هليكفي في تطهير الماء القليل بالماء الكثيرمجرّد الملاقاة أم لا بدّ من الممازجة والمداخلة بحيث يصل الماء المطهر إلى ذلكالماء النجس و يداخل جميع أجزائه بحيثيكون الماءان ماءً واحداً؟ قولان أظهرهماالثاني و السبب في ذلك هو أنّه لم يرد فيالأخبار ما يدلّ على كيفية تطهير الماءالنجس القليل بالماء الكثير، و الأصحابإنّما استندوا في ذلك إلى أخبار الكرّ وقولهم (عليهم السلام) إذا بلغ الماء كرّاً لم ينجّسه شيء و إنّ هذا الماء القليل بعد اتّصالهبالكثير