أنوار الحیریة و الأقمار البدریة فی أجوبة المسائل الأحمدیة

یوسف البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 222/ 119
نمايش فراداده

أقول: ما ادّعاه من فرق أهل اللغة فهو ظاهرالبطلان بل يطلق كلّ منهما على الآخر كماصرّحوا به.

قال في القاموس: و النبيذ الملقى و ما نبذمن عصير و غيره، و قال في مادّة عصر و عصرالعنب و نحوه يعصره فهو معصور و عصيرٌ إلخ،و أمّا في الأخبار فكثيرٌ ممّا يسمّى بهذا.

و هذا كما لا يخفى و التخصيص في بعض مواردهلغلبة استعمال التهمر منبوذاً أي مطروحاًفي الماء بغير طبخ كما تستعمله الأعرابغير مضرّ بالمراد، و لا دافع للإيراد ولهذا جرى عليه استعمال المتشرّعةاصطلاحاً ثانوياً فهو خارج عن محلّ النزاعفلا ينبغي إثبات حكمه أو نفيه بمجرّدتزييف العبارة و اصطلاح خاصّ و للبحث مجالواسع.

كما أوضحنا ذلك بنقل جملة من الأخبار وكلام جملة من علماء اللغة في كتابناالحدائق الناضرة و يعضد ذلك و يوضحه انّالعصر إنّما يطلق بالنسبة إلى الأجسامالتي فيها مائية لاستخراج الماء منهاكالثوب الذي فيه ماء قد غسل به و هذا ظاهرفي العنب و الرمان و البطيخ بنوعيه و نحوذلك، و أمّا الأجسام الصلبة التي فيهاحلاوة و يراد استخراج حلاوتها أو حموضتهامثل التمر و الزبيب و السماق و الزرشك ونحوها فإنّه إنّما يستخرج ما فيها منالحلاوة و الحموضة بنبذها في الماء ونقعها فيه مدّة يخرج ما فيها أو انّها تمرسبالماء أو تغلي فيه لا يقال إنّ هذهالأشياء أيضاً تعصر بعد النقع و الغلي أوالمرس أيضاً فيصدق عليها العصير بمعنىالمعصور لأنّا نقول: نعم انّها تعصر كماذكرت لكن مبني التسمية إنّما هو علىاستخراج الماء الذي في تلك الأجسام منأصلها و خلقتها لا الماء المضاف إليها ألاترى انّه وقع المقابلة في الأخبار و كلامأهل اللغة أيضاً بين العصير و النقيع والنبيذ و ليس ذلك إلّا باعتبار إرادةإخراج ما في تلك الأجسام من أوّل الأمر لاباعتبار تقدّم علاج من غلي أو نقع و إضافةماء آخر من خارج و إلّا لم تصحّ هذهالمقابلة و لا هذا التقسيم إلى هذهالأنواع لأنّها كلّها تصدق عليها العصيرباعتبار ما ذكره المعترض و هذا بحمد اللهسبحانه ظاهر لكلّ ناظر و إن جحده المتعسّفالمتكابر، و حينئذ فقد اتّفق على ماذكرناه دلالة العرف و الأخبار و كلام أهلاللغة.