أنوار الحیریة و الأقمار البدریة فی أجوبة المسائل الأحمدیة

یوسف البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 222/ 207
نمايش فراداده

تنقيح المناط حيث إنّه لا يعرف لقنوتالوتر خصوصية بذلك فيتعدّى إلى جميع مواضعالقنوت.

و يؤيّده أيضاً أنّ أصل رفع اليدين فيالقنوت لم ينقل في شي‏ء من أخبار القنوتفيما أعلم بالكلّية و إنّما وجد في هذينالخبرين و لو خلّينا و ظاهرها مع قطع النظرعن هذين الخبرين لكان غاية ما يفهم منها هوالدعاء بعد القراءة في الركعة الثانية بماورد عن أدعية القنوت من رفع بالكلّية.

و كيف كان فما ذكر من استحباب النظر حالالقنوت إلى باطن الكفّين خال من الدليلأيضاً لما عرفت في الأصل الذي ينتهي عليههذا الحكم و قد اعترف بذلك الأصحاب أيضاًكما يفهم من المحقّق في المعتبر و الشهيدفي الذكرى.

و أمّا ما ذكرتموه من النظر حال القنوتإلى موضع السجود فهذا شي‏ء لم يذكره أحدمن الأصحاب و إنّما استنبطه أخونا المقدسالشيخ عبد علي (رحمه الله) من حيث توغّله فيالأخبار محتمل القيام في الأخبار الدالّةعلى استحباب النظر إلى موضع السجود حالالقيام على ما هو أعمّ من قيام القنوت وغيره فصار يفرّق بين يديه حال قنوته و ينظرإلى موضع سجوده و هو و إن احتمل إلّا أنّالعمل على ما عليه الأصحاب سلفاً و خلفاًممّا قدّمنا ذكره عنهم فإنّ اتفاقهم علىالحكم سيما المتقدّمين منهم كالصدوقين والشيخ المفيد و نحوهم ممّن عاصرهم و تقدّمعليهم ممّا يثمر الظنّ الغالب بل العلمالعادي بأنّ ذلك مذهب أهل البيت صلواتالله عليهم فإنّ مذهب كلّ إمام إنّما يعلمبنقل أتباعه و شيعته و عملهم على أنّ ماذهب إليه (قدس سره) لا يخلو أيضاً من غفلةفإنّه إن كان عمله على الأخبار و اطراحكلام الأصحاب في هذا الباب و الأخبارخالية من رفع اليدين بالكلية كما أشرناإليه آنفاً و الرفع انّما وجد في هذينالخبرين المختصّين بقنوت الوتر فالواجبعليه بمقتضى قاعدته في القنوت إنّما هوالدعاء خاصّة بدون رفع اليدين و إن استندإلى كلام الأصحاب في رفع اليدين فينبغي أنيستند إليه أيضاً في باقي الأحكامالمذكورة و إلّا فلا معنى لمتابعتهم فيبعض و التخلّف في بعض فإنّ جميع هذهالأحكام من استحباب رفع اليدين و كونهماحيال الوجه و استقبال السماء بباطنهما واستحباب النظر إليهما إنّما هو في كلامالأصحاب كما عرفت و الله‏