موسى أبلغ ربّك عنّي السلام و قل له إنّيأحبّه فلمّا مضى موسى للمناجاة بلغ رسالتهفقال الله عزّ و جلّ: قل له إنّي أيضاًأحبّه، فلمّا رجع موسى من المناجاة وجدذلك الإسرائيلي و قد افترسه السبع و أكلهفرفع موسى (عليه السلام) يديه و قال: يا ربّعبدك الإسرائيلي يحبّك و تحبّه و قد سلّطتعليه كلباً من كلابك يأكله، فأتاه الجواب:يا موسى هكذا أفعل بأوليائي.
نعم بقي في المقام هنا إشكال و هو أنّه قدعرفت أنّه مع علم العبد ما ينزل عليه منالبلاء في بعض الأمور أو الأزمان فإنّه لايجوز له الدخول في ذلك الأمر لما فيه منالإلقاء باليد إلى التهلكة مع أنّه قد وقعمن الأئمّة (عليهم السلام) القدوم على تلكالأمور الموجبة لهلاكهم مع علمهم بهاكقدوم الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء مععلمه بمقتله فيها، و خروج أمير المؤمنين(عليه السلام) في تلك الليلة التي استشهدفيها إلى المسجد مع علمه بأنّه يُقتل فيتلك الليلة، و أكل الكاظم (عليه السلام)السمّ مع علمه به و أنّه يموت به و نحو ذلك،و الجواب عن ذلك قد ذكرناه مستوفىًمحقّقاً مبرهناً في كتاب الدرر النجفية منالملتقطات اليوسفيّة فمن أراده فليرجعإلى الكتاب المذكور و الله العالم.
قال دام ظلّه: ما يقول شيخنا فيمن يشهدباطلًا أو يقتل نفساً أو يجني على ولده فيحالة الغضب الشديد هل يأثم في ذلك و يستحقّالنار و غضب الجبّار أم لا يأثم حيث أوّلالمنازع في هذه المسألة هذا الحديث الذيفي الكافي في الغضب و استدلّ فيه أنّ اللهأعزّ و أكرم من أن يسلب العبد عقله ويحاسبه على ذنبه.
(الجواب:) إنّه لا ريب أنّ الغضب منالأخلاق النفسانيّة و أنّه قد يكونممدوحاً و قد يكون مذموماً، فالممدوح ماكان في جانب الدين و على نهج الحقّ كدفعالضرر عن النفس على الوجه السائغ و جهادالأعداء و البطش بهم، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و إقامة الحدود علىالوجه المعتبر و المذموم ما كان على خلافذلك و لا ريب أنّه بهذا المعنى الثانيإنّما هو من الشيطان لا من الله تعالى كماتوهّمه هذا القائل، لما رواه ثقة الإسلامفي الكافي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر(عليه السلام)