أنوار الحیریة و الأقمار البدریة فی أجوبة المسائل الأحمدیة

یوسف البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 222/ 98
نمايش فراداده

من أهل الشقاوة و السعادة، بمعنى أنّأصحاب الجنّة و النار على قسمين أحدهما منيدخل النار و لا يخرج منها بالكلّية و كذامن يدخل الجنّة و لا يخرج منها بالكلّيةوهم الكفّار و خلّص المؤمنين و ثانيهما:الذين استحقّوا النار بما جنوه مع كونهممن أهل الولاية وهم المشار إليهم في كلامهبأهل السعادة و الشقاوة يعني أنّهم سعداءمن جهة و أشقياء من جهة أُخرى المراد بقولهغير أهل الخلود يعني الخلود في النار بعددخولها و ليسوا من أهل الخلود في الجنّةباعتبار ما تقدّم في كلام الطبرسي من جعلالاستثناء باعتبار الزمان و إنّهم ليسوامن أهل الخلود لما مضى من الزمان الذيدخلوا فيه النار و الخبر بتقريب ما قلناقريب الانطباق على المعنى المذكور.

و أمّا باقي الاحتمالات التي نقلها فيكتاب مجمع البيان عن المفسِّرين فكلّهامتحرضة بعقولهم و أفهامهم لا دليل عليهاإلّا مجرّد اعتبارات ذكروها و احتمالاتسطّروها ما نقلتموه عن خبر المفضل فالخبرالمذكور لا يحضرني الآن لأراجع ما هومذكور و إنّه هل تنطبق الآيات عليه أم لا.

و أمّا ما ذكرتموه من الحمل علىالمستضعفين من الموحِّدين و إنّهم يدخلهمالله الجنّة و لا يخلدون فيها فهو معنىباطل إذ الدليل دالّ على أنّ من أدخله اللهعزّ و جلّ الجنّة لا يخرجه منها مستضعفاًكان أو غير مستضعف و إلى أين يخرجه منها وليس إلّا الجنّة و النار، وهل يعقل أنّهيدخله النار بعد إدخاله الجنّة و ينقله منالجنّة إلى النار و النقل من النار إلىالجنّة له وجه ظاهر لا العكس فتوهّم هذاالمعنى منكم غريب عجيب.

نعم الفرق بين المستضعفين و غيرهم انّإدخال المستضعفين إنّما هو بفضل الله عزّو جلّ و كرمه حيث إنّهم من أهل المشيئة للهسبحانه فيهم قبل إدخالهم الجنّة المشيئةبين إدخالهم النار بذنوبهم و بين العفو والصفح عنهم و إدخالهم الجنّة بخلاف أهلالوعد بالجنّة لاستحقاقهم ذلك و كلّ منالفريقين بعد دخول الجنّة يكون منالمخلّدين إجماعاً نصّاً و فتوىً.

و بالجملة: فإنّ المعنى الذي لا يعتريهالشكّ و لا الإشكال هو المعنى الأوّل وعليه المعول و الثاني ممكن محتمل أيضاً والله العالم.