فأما ما قال الرهط الأربعة الذين تظاهرواعلى علي عليه السلام وكذبوا على رسولالله، وزعموا أنه قال: إن الله لم يكنليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة فقدشبهوا على الناس بشهادتهم، وكذبهم،ومكرهم.
قال معاوية: ما تقول يا حسن؟
قال: يا معاوية قد سمعت ما قلت، وما قالابن عباس، العجب منك يا معاوية ومن قلةحيائك، ومن جرأتك على الله حين قلت: (قد قتلالله طاغيتكم، ورد الأمر إلى معدنه) فأنتيا معاوية معدن الخلافة دوننا، ويل لك يامعاوية وللثلاثة قبلك الذين أجلسوك هذاالمجلس، وسنوا لك هذه السنة، لأقولن كلاماما أنت أهله، ولكني أقول ليسمعه بنو أبيهؤلاء حولي.
إن الناس قد اجتمعوا على أمور كثيرة ليسبينهم اختلاف فيها، ولا تنازع ولا فرقة،على: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدارسول الله عبده، والصلوات الخمس، والزكاةالمفروضة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، ثمأشياء كثيرة من طاعة الله لا يحصى ولايعدها إلا الله، واجتمعوا على تحريمالزنا، والسرقة والكذب، والقطيعة،والخيانة، وأشياء كثيرة من معاصي الله لايحصى ولا يعدها إلا الله، واختلفوا في سنناقتتلوا فيها، وصاروا فرقا يلعن بعضهمبعضا، وهي:
(الولاية) ويتبرأ بعضهم عن بعض، ويقتلبعضهم بعضا، أيهم أحق وأولى بها، إلا فرقةتتبع كتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليهوآله، فمن أخذ بما عليه أهل القبلة الذيليس فيه اختلاف، ورد علم ما اختلفوا فيهإلى الله، سلم ونجا به من النار، ودخلالجنة، ومن وفقه الله ومن عليه واحتج عليهبأن نور قلبه بمعرفة ولاة الأمر من أئمتهمومعدن العلم أين هو، فهو عند الله سعيد،ولله ولي، وقد قال رسول الله صلّى اللهعليه وآله: (رحم الله امرء علم حقا فقال أوسكت فسلم).
نحن نقول أهل البيت أن الأئمة منا، وأنالخلافة لا تصلح إلا فينا، وأن الله جعلناأهلها في كتابه وسنة نبيه، وأن العلم فيناونحن أهله، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره،وأنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرشالخدش إلا