احتجاج جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله صلّىالله عليه وآله وبخط علي عليه السلام بيده. وزعم قوم: أنهم أولى بذلك منا حتى أنت يابن هند تدعي ذلك، وتزعم: أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتبالقرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت منالقرآن، فأتاه فقال: تضرب والله عنقي قبلأن يصل إليك. قال: ولم؟ قال: لأن الله تعالى قال: (والراسخون فيالعلم) إياي عنى، ولم يعنك ولا أصحابك،فغضب عمر ثم قال: يا بن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علمغيرك، من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنيبه، إذا جاء رجل فقرأ شيئا معه يوافقه فيهآخر كتبه وإلا لم يكتبه. ثم قالوا: قد صاغ منه قرآن كثير، بل كذبواوالله بل هو مجموع محفوظ عند أهله، ثم أمرعمر قضاته وولاته: اجتهدوا آرائكم واقضوابما ترون أنه الحق فلا يزال هو وبعض ولاتهقد وقعوا في عظيمة، فيخرجهم منها أبيليحتج عليهم بها، فتجمع القضاة عندخليفتهم وقد حكموا في شئ واحد بقضايامختلفة فأجازها لهم، لأن الله تعالى لميؤته الحكمة وفصل الخطاب، وزعم كل صنف منمخالفينا من أهل هذه القبلة: أنهم معدنالخلافة والعلم دوننا، فنستعين بالله علىمن ظلمنا وجحدنا حقنا، وركب رقابنا، وسنللناس علينا ما يحتج به مثلك، وحسبنا اللهونعم الوكيل. إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ويسلملنا ويأتم بنا، فذلك ناج محب لله ولي. وناصب لنا العداوة يتبرأ منا، ويلعننا،ويستحل دمائنا، ويجحد حقنا، ويدين اللهبالبرائة منا، فهذا كافر مشرك، وإنما كفروأشرك من حيث لا يعلم كما يسبوا الله عدوابغير علم، كذلك يشرك بالله بغير علم. ورجل آخذ بما لا يختلف فيه، ورد علم ماأشكل عليه إلى الله، مع ولايتنا