احتاج أو لم يحتج، افتقر إليه أو استغنىعنه
وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما فييده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في مالهمن غير أمرنا، فمن فعل ذلك فهو ملعون، ونحنخصماؤه يوم القيامة، وقد قال النبي صلّىالله عليه وآله: (المستحل من عترتي ما حرمالله ملعون على لساني ولسان كل نبي مجاب)فمن ظلمنا كان في جملة الظالمين لنا،وكانت لعنة الله عليه لقوله عز وجل: (ألالعنة الله على الظالمين) (1).وأما ما سألت عنه عن أمر المولود الذينبتت غلفته بعد ما يختن مرة أخرى فإنه يجبأن يقطع غلفته فإن الأرض تضج إلى اللهتعالى من بول الأغلف أربعين صباحا.
وأما ما سألت عنه من أمر المصلي والناروالصورة والسراج بين يديه، هل يجوز صلاته؟
فإن الناس قد اختلفوا في ذلك قبلك، فإنهجائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الأصناموالنيران أن يصلي والنار والسراج بينيديه، ولا يجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدةالأوثان والنيران.
وأما ما سألت عنه عن أمر الضياع التيلناحيتنا، هل يجوز القيام بعمارتها وأداءالخراج منها، وصرف ما يفضل من دخلها إلىالناحية، احتسابا للأجر، وتقربا إليكم؟
فلا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغيرإذنه، فكيف يحل ذلك في مالنا من فعل ذلكبغير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه، ومنأكل من أموالنا شيئا فإنما يأكل في بطنهنارا وسيصلى سعيرا.
وأما ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعللناحيتنا ضيعة، ويسلمها من قيم يقوم بهاويعمرها، ويؤدي من دخلها خراجها ومؤنتها،ويجعل ما بقي من الدخل لناحيتنا فإن ذلكجائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها،إنما لا يجوز ذلك لغيره.
(1) الأعراف - 43.