وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عز وجلرسوله نوحا، فليذهب الحسن يمينا وشمالا،فوالله ما يوجد العلم إلا هيهنا، وكانعليه السلام يقول: محنة الناس عليناعظيمة، إن دعوناهم يجيبونا، وإن تركناهملم يهتدوا بغيرنا.
احتجاج أبي عبد الله الصادق (ع) في أنواعشتى من العلوم الدينية على أصناف كثيرة منأهل الملل والديانات
روي عن هشام بن الحكم (1) أنه قال: من سؤالالزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليهالسلام أن قال:
ما الدليل على صانع العالم؟
فقال: أبو عبد الله عليه السلام وجودالأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعهاإلا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبنيعلمت أن له بانيا وإن كنت لم تر
(1) هشام بن الحكم الكندي مولاهم البغدادي،وكان ينزل ببني شيبان بالكوفة وكان مولدهبالكوفة، ومنشؤه واسط، وتجارته ببغداد ثمانتقل إليها في آخر عمره سنة تسع وتسعينوماءة. وقيل هذه السنة هي سنة وفاته.
عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها منأرباب الأصول وله نوادر حكايات ولطائفمناظرات ممن اتفق علمائنا على وثاقته،ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومينعليهم السلام.
وكان ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذبالمذهب بالنظر، وكان حاذقا بصناعةالكلام، حاضر الجواب، وكان ثقة بالرواياتحسن التحقيق بهذا الأمر.
روى عن أبي عبد الله وعن أبي الحسن عليهماالسلام وعاش بعد أبي الحسن ولما توفي ترحمعليه الرضا عليه السلام روى عن أبي هاشمالجعفري قال: قلت لأبي جعفر محمد بن عليالثاني عليه السلام ما تقول جعلت فداك فيهشام بن الحكم؟ فقال عليه السلام (رحمهالله ما كان أذبه عن هذه الناحية).
راجع سفينة البحار ج 2 ص 719 رجال الشيخ ص 729رجال العلامة ص 178