إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل

حسن محمد مکی العاملی

جلد 2 -صفحه : 400/ 170
نمايش فراداده

الوجودات الزمانية، والمكانية إلى غيرذلك من الخصوصيات الّتي تبين وضع الشيءوموضوعه في عالم الوجود.

وأما القضاء، فهو عبارة عن وصول الشيء حسباجتماع أجزاء علته إلى حد يكون وجودهضرورياً وعدمه ممتنعاً، بحيث إذا نسب إلىعلته يوصف بأنَّه ضروري الوجود.

فلأجل ذلك استعير لبيان مقدار الشيء منالخصوصيات لفظ «القدر»، ولتبيين ضرورةوجوده وعدم إمكان تخلفه، لفظ «القضاء»ولأجل ذلك فسر أئمة أهل البيت (عليهمالسَّلام) القدر بالهندسة ووضع الحدود منالبقاء والفناء، والقضاء بالإبرام وإقامةالعين.

وعلى ذلك فيجب علينا أنْ نبحث عن التقديروالقضاء العينيين اللَّذين أخبر عنهماالكتاب العزيز وقال: (إِنَا كُلَّ شَيْءخَلَقْنَاهُ بِقَدَر).

وقال سبحانه: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَسَموَات فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحَى فِيكُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَ زَيَّنَّاالسَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِالْعَلِيمِ)(1).

فلا يوجد على صفحة الوجود الإمكاني شيءإلا بظل هذين الأمرين:

1 ـ تقدير وجود الشيء وتحديده بخصوصياتتناسب وجوده، فلا يوجد شيء خالياً عن الحدوالتقدير سوى الله تعالى سبحانه.

2 ـ لزوم وجوده وضرورة تحققه بتحقق علتهالتامة الّتي تضفي على الشيء وصف الضرورةوالتحقق.

وإلى ذلك يشير النبي الأكرم بقوله: «لايؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة»، وعَدّ

1. سورة فصلت: الآية 12.