إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
منها القدر(1). ويشير إليه الإمام الطاهرموسى بن جعفر بقوله: «لا يكون شيء فيالسماوات والأرض إلاَّ بسبعة» وعدَّ منهاالقضاء والقدر (2). فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقديروقضاء. فتقديره تحديد الأشياء الموجودةفيه من حيث وجودها، وآثار وجودها،وخصوصيات كونها بما أنها متعلقة الوجودوالآثار بموجودات أُخرى، أعني العللوالشرائط، فيختلف وجودها وأحوالهاباختلاف عللها وشرائطها، فهي متشكلةبأشكال تعطيها الحدود الّتي تحدها منالخارج والداخل، وتعيّن لها الأبعاد منعَرْض وطول وشكل وهيئة وسائر الأحوال منمقدار الحياة والصحة والعافية أو المرضوالعاهة ما يناسب موقعها في العالمالإمكاني. فالتقدير يهدي هذا النوع منالموجودات إلى ما قدر له في مسير وجوده.قال تعالى: (الذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالذِي قَدَّرَ فَهَدَى) أي هدى ما خلقه إلىما قُدر له. وقال سبحانه: (مِنْ نُطْفَةخَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَيَسَّرَهُ)(3). وفي قوله سبحانه: (ثُمَّ السَّبِيلَيَسَّرَهُ) إشارة لطيفة إلى أنَّ التقديرلا يسلب منه الاختيار، وفي وسع الإنسان أنيبطل بعض التقدير أو يؤيده ويدعمه فيذهبعن نفسه العاهة أو يؤكدها ويثبتها. وأما قضاؤه، فلما كانت الحوادث في وجودهاوتحققها منتهية إليه سبحانه فما لم يتملها العلل والشرائطها الموجبة لوجودهافإنها تبقى على حال التردد بين الوقوعواللاوقوع فإذا تمّت عللها وعامة شراطهاولم يبق لها إلا أن توجد، كان ذلك من اللهقضاءً وفصلاً لها من الجانب الآخر وقطعاًللإبهام. يقول السيد الطباطبائي (رحمه الله): «إنانجد الحوادث الخارجية والأُمور الكونيةبالقياس إلى عللها والأسباب المقتضية لهاعلى إحدى الحالتين فإنها قبل أن تتم عللهاالموجبة لها وقبل أن تتم الشرائط وترتفع