زبْدَة المقال - إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل - جلد 2

حسن محمد مکی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



شأن من أفعال الله وشؤونه سبحانهمستقلاً، لا ما إذا قام به بإذن اللهوأمره، فلا يكون عندها ندّاً، بل عبداًمطيعاً له مؤتمراً بأمره، منفذاً لمشيئتهتعالى، هذا.


وقد كان أخف ألوان الشرك وأنواعه بيناليهود والنصارى والعرب الجاهليين اعتقادفريق منهم بأنَّ الله سبحانه فوّض حقّالتقنين والتشريع إلى الرُّهبان والأحباركما يقول القرآن الكريم: (اتَّخَذُواأَحْبَارَهُمْ وَ رُهْبَانَهُمْأَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ)(1)، وأنَّالله فوّض حقّ الشفاعة والمغفرة ـاللّذيْن هما من حقوقه المختصة به ـ إلىأصنامهم ومعبوداتهم، وأن هذه الأصناموالمعبودات «مستقلة» في التصرف في هذهالشؤون، فهي شفعاؤهم عند الله، ولأجل ذلككانوا يعبدونها، كما يقول عزّ مِنْ قائل:(وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَيَضُرُّهُمْ وَ لاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَاعِنْدَ اللهِ)(2). ولذلك أصرّت الآياتالقرآنية على القول بأنَّه لا يشفع أحدإلاَّ بإذن الله، فلو كان المشركونيعتقدون بأنَّ معبوداتهم تشفع لهم بإذنالله لما كان لهذا الإِصرار على مسألةمتفق عليها بين المشركين، أيّ مبرر. على أنذلك الفريق من الجاهليين إنما كانوايعبدون الأصنام لكونها تملك شفاعتهم،وأنَّ عبادتها توجب التقرب إلى الله، لالكونها خالقة أو مدبرة للكون، وفي هذايقول القرآن الكريم حاكياً مقالتهم: (مَانَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَاإِلَى اللهِ زُلْفَى)(3).


زبْدَة المقال


خلاصة القول في المقام، إنَّ أي عمل ينبعمن الاعتقاد بأنَّ الله سبحانه إله العالمأو ربّه أو غني في فعله، ويكون كاشفاً عنهذا النوع من التسليم المطلق، يعد عبادةله، ويكون صاحبه مشركاً إذا فعل ذلك لغيرالله.



1. سورة التوبة: الآية 31.


2. سورة يونس: الآية 18.


3. سورة الزمر: الآية 3.

/ 400