الملحق الثاني(1)
إن للمحققين كلمات مختلفة في تعلق علمهالأزلي بأفعال العباد ننقل بعضها:قال صدر المتألهين: «إنَّ علمه وإن كانسبباً مقتضياً لوجود الفعل من العبد لكنهإنما اقتضى وجوده و صدوره المسبوق بقدرةالعبد و اختياره أي إرادته لكونها من جملةأسباب الفعل و علله والوجوب بالإِختيار لاينافي الإِختيار بل يحققه.
ونقل عن الإِمام الرازي في المباحثالمشرقية كلاماً مفصلا، يقول هو في آخرهما يظهر منه الموافقة لهذا الأصل، و إليكنصه: «إذاً من قضاء اللّه و قدره، وقوع بعضالأفعال تابعاً لاختيار فاعله، و لا يندفعهذا إلاَّ بإقامة البرهان على أن لا مؤثرفي الوجود إلاَّ هو»(2).
يقول العلاَّمة الطباطبائي: «إن العلمالأزلي متعلق بكل شيء على ما هو عليه، فهومتعلق بالأفعال الإِختيارية بما هيإختيارية، فيستحيل أن تنقلب غير إختيارية.و بعبارة أُخرى: المَقْضِىّ هو أن يصدرالفعل عن
1- راجع إلى ص 288.
2- الأسفار، ج 6، ص 385 و 387.