علمه سبحانه عليها، فصوروا أنفسهممجبورين ومسيرين، فرد عليهم ابن عباس بماقرأت.
هذه هي الكلمات المأثورة عن النبي الأكرموأهل بيته الطاهرين وبعض الصحابة ولكنتجاه هؤلاء جماعة يرون القضاء والقدر هوالعامل المؤثر في الحياة، وأنَّ الإِنسانمكتوف اليدين في مصيره ومسيره. وليست تلكالفكرة مختصة ببعض المسلمين، بل القرآنالكريم يحكيها عن بعض المشركين وإليك نقلما وقفنا عليه في القرآن الكريم، وما ضبطفي التاريخ:
التقدير هو الراسم للحياة عند المشركين
تنص الآيات القرآنية على أنَّ المشركينكانوا معتقدين بالتقدير أولاً، وفي الوقتنفسه يرونه مساوقاً للجبر وراسماً للحياةومعيناً للمصير. ولعل ما لهج به بعضالصحابة من تفسير التقدير بالجبر وسلبالإِختيار كان من آثار العهد الجاهليالّتي بقيت في أذهانهم سيوافيك كلامهم فيهذا المجال. وإليك فيما يلي نقل ما ذكرهالقرآن في عقيدة المشركين:1 ـ قوله تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَأَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَاأَشْرَكْنَا وَ لاَ آبَاؤُنَا وَ لاَحَرَّمْنَا مِنْ شَيْ)(1).
ترى أنَّ المشركين يسندون شركهم إلىإرادة الله ومشيئته وأنَّ المشيئةالإلهية هي الّتي دفعتهم إلى الدخول فيحبائل الشرك ولولاها لما أشركوا ولما سوواأصنامهم بخالقهم كما يحكي عنهم سبحانهقولهم: (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّالْعَالَمِينَ).(2)
ولكن الذكر الحكيم يرد عليهم تلك المزعمةبقوله:
1. سورة الأنعام: الآية 148.
2. سورة الشعراء: الآية 98.