مناقشة النظرية - إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل - جلد 2

حسن محمد مکی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



إِنَّ وجود الإِنسان متقدم على طبيعته وماهيته فهو يتكون بلا ماهية و يتولد بلاقيد. ثم إِنَّه بفعله و عمله في ظل إرادته واختياره، يصنع لنفسه شخصية. و على ذلك فمااشتهر من وجود الميول و الغرائز في الوجودالإنساني التي تضفي على وجود الإنسانلوناً و صبغة و توجد فيه انحيازاً إلى نقطةو تمايلا إلى شيء، ليس بصحيح لأن الإعترافبوجود هذه الغرائز، سواء أكانت علوية أوسفلية يزاحم اختياره و حريته، و يسلب منهالحرية التامة و التساوي بالنسبة إلى كلشيء.


فلأجل الحفاظ على حرية الإِنسان و كونهموجوداً فعّالا بالإختيار و حرّاً فيالإِنتخاب يجب إنكار كل عقيدة مسبقة (يريدنفي القضاء و القدر)، و كل مصير يجعلهمسيّراً. و هذا هو المراد ممّا اشتهر منهمبأنَّ الإنسان يتكون بلا ماهية(1).


مناقشة النظرية

إنَّ للإِنسان ماهيتين:

1ـ ماهية عامة يتكون معها و يتولد بها.


2ـ ماهية خاصة يكتسبها في ضوء إرادته عنطريق العمل.


و عدم التفرقة بين الماهيتين دفعهم إلىالإِعتقاد بتكون الإِنسان و تولدهمجرّداً عن كل صبغة طبيعية و سائقة ذاتية.


أما الطبيعة العامة، فهي عبارة عنالطاقات و المواهب الإِلهية المودعة فيوجوده و هي ميول طبيعية تسوقه إلى نقطةخاصة فيها سعادته أو شقاؤه و قد أعطىسبحانه، زمامها بيد الإِنسان المختار فيكيفية الإِستفادة منها كمّاً و كيفاً. ونحن نعترف بأنَّ هذه المواهب والإِستعدادات توجد في نفس الإِنسانمحدودية خاصة و تحقق في وجوده انحيازاًإلى جانب، ولكنها لا تعدو عن كونهاقابليات و اقتضاءات و أرضيات لأهداف خاصة،ولكن زمام



1- عصر التجزية و التحليل، ص 125.

/ 400