فضرب منه تفرد بنقله الشيعة الإماميةخاصة، وإن كان بعض من لم يفطن بما عليه فيهمن أصحاب الحديث قد روى شيئا منه، وهو النصالموسوم بالجلي.
والضرب الآخر رواه الشيعي والناصبيوتلقاه جميع الأمة بالقبول على اختلافها،ولم يدفعه منهم أحد يحفل بدفعه يعد مثلهخلافا وإن كانوا قد اختلفوا في تأويلهوتباينوا في اعتقاد المراد به وهو النصالموسوم بالخفي الذي ذكرناه ثانيا.
ونحن الآن نشرع في الدلالة على النص الجليلأنه الذي تفرد أصحابنا به، وكلام صاحبالكتاب في هذا الفصل كأنه مقصور عليه.
فأما النصوص الباقية فسيجئ الكلام فيتأويلها وإبطال ما جرح المخالفون فيهافيما بعد بعون الله تعالى.
والطريق إلى تصحيح النص الذي ذكرناه أننبين صفة الجماعة التي إذا أخبرت كانتصادقة، والشروط التي معها يكون خبرهادلالة وموصلا إلى العلم بالمخبر، ثم نبينأن تلك الصفات والشروط حاصلة في نقلالشيعة للنص على أمير المؤمنين عليهالسلام.
أحدها - أن ينتهي في الكثرة إلى حد لا يصحمعه أن يتفق الكذب على المخبر الواحدمنها، والشرط الآخر أن يعلم أنه لم يجمعهاعلى الكذب جامع من تواطؤ وما يقوم مقامه،والآخر (1) أن يكون اللبس والشبهة زائلينعما خبرت عنه.
(1) خ " والشرط الثالث ".