فاظ المستعملة فی المنطق

أبی نصر محمد بن أحمد بن طرخان الفارابی‏

نسخه متنی -صفحه : 29/ 24
نمايش فراداده

وأصناف تلك الأمور العامة التي يسوق صنفصنف منها إلى صنف صنف من انقيادات الذهنتسمى أصناف المقاييس وأنواع المقاييس. وماكان من هذه الأصناف يسوق الذهن إلىالانقياد الشعري فهي المقاييس الشعرية،ويضاف إليها الأمور التي بها تلتئم وتنفذهذه المقاييس. وما كان منها يسوق الذهن إلىالانقياد الخطبي فهي المقاييس الخطبية،ويضاف إليها الأمور التي بها تلتئم وتنفيذهذه المقاييس. وما كان منها يسوق الذهن إلىانقيادات المغالطات الواردة عليه فهيالمقاييس المغالطية، ويضاف إليها الأمورالتي بها تلتئم وتنفيذ هذه المقاييس- مثلالاحتيالات التي يحتال بها على المجيب حتىيلتبس عليه موضع المغالطة، وما ينبغيللمجيب أن يستعمل في تلقي ما يرد عليه منالمغالطات وإحراز اتقاده عن أن يظن به أنهباطل أو ينخدع بمغالطة. وما كان منها يسوقالذهن إلى الانقياد الجدلي فهي المقاييسالجدلية، ويضاف إليها الأمور التي بهاتلتئم وتنفذ هذه المقاييس، وهيالاحتيالات التي يحتال بها على المجيب حتىيلتبس عليه المقصود معاندته من اعتقادهفلا يتحرز، والحيل التي يستعملها المجيبفي تلقي ما يرد عليه من السائل فيتحرز بهاويمنع السائل عن تنفيذ مقاييسه. والمقاييسالتي تسوق الذهن إلى الانقياد لما هو حقيقين تسمى البراهين والمقاييس اليقينية،ويضاف إليها الأمور التي بها تلتئمالبراهين والأمور التي يسهل على الذهنالسبيل إلى الوقوف على البراهين والتي بهايستعين الإنسان من خارج على الوصول إلىالحق. والمقصود الأعظم من صناعة المنطق هوالوقوف على البراهين. وسائر أصنافالمقاييس إذا عرفت وتميزت عند الإنسان عنالبراهين وقف بتلك على ما ينبغي أنيستعمله إذا قصد الاعتقاد الحق، وما ينبغيأن يتجنبه.

وبالجملة فإنه يتبين أن قوة الذهن التيحددناها في الكتاب الذي قبل هذا إنما تحصلبالوقوف على هذه الأصناف التي عددناها هاهنا.

والمقاييس بالجملة هي أشياء ترتب في الذه