عابنا المخالف بما نفعل في العزا اقتداءبسيد الأنبياء فقد أخرج في المصابيح وجامعالأصول وغيرهما قول أم سلمة رأيت البارحةرسول الله صلّى الله عليه وآله وعلى رأسهولحيته التراب، وهو يبكي قلت: ما لك؟ قال:شهدت قتل الحسين، فقبلنا عليهم ذلك وقلنا:أنتم خالفتم رسول الله صلّى الله عليهوآله في المصاب، وتشاهرتم بالاكتحالوالخضاب، اقتداء بمن خضب بدمائه بنانه،وأجرى بالفرح والشماتة بنانه ولسانه.
(شعر)
قال الثعلبي في تفسيره: قال السدي: لما قتلالحسين بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها،وحكى ابن سيرين أن الحمرة لم تر قبل قتلالحسين، وعن سليم القاضي مطرنا دما أيامقتله.
قالوا: عدل الله الأمة بقوله: (لتكونواشهداء على الناس (1)) وقد شهدت لأبي بكر بلانص قلنا: قد سلف في هذا الحديث الرابع منحديث الحوض وغيره، و نريد هنا أن نخص هذهالآية بعض الأمة قلنا أن نخص بعض الآخر،فلا حجة، و البعض هم الأئمة وقد دل صاحبالناسخ والمنسوخ أنها كانت (وكذلك جعلناكمأئمة) فحرفت إلى (أمة) إذ كيف تكون خير أمةوفيها أنواع المعصيات وترك الطاعات.
قالوا: إنما كفرتم بسب السلف قلنا: منعإمامكم الرازي في كتابه نهاية العقول منالكفر بذلك، وقد قرأ الكوفيون (كنتم غيرأمة) وروي ذلك عن الصادق عليه السلام.
(1) البقرة 143.