يعدلون فكان ردّاً على مشركي العرب الذينقالوا إنّ أوثاننا آلهة.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ أيابتدأ خلقكم منه ثُمَّ قَضى أجَلًا كتب وقدّر أجلًا محتوماً لموتكم لا يتقدم و لايتأخر وَ أجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ لموتكمأيضاً يمحوه و يثبت غيره لحكمة الصدقة والدّعاءِ وصلة الرحم و غيرها مما يحققالخوف و الرّجاء و لوازم العبودية فان بهاو بأضدادها يزيد العمر و ينقص و فيه سرّالبداءِ و قد بيّناه في كتابنا المسمّىبالوافي مستوفى. في الكافي عن الباقر عليهالسلام في تفسيرها قال أجلان أجل محتوم وأجل موقوف.
و القمي عن الصادق عليه السلام الأجلالمقضيّ هو المحتوم الذي قضاه اللَّه وحتمه و المسمّى هو الذي فيه البداء يقدمما يشاء و يؤخّر ما يشاء و المحتوم ليس فيهتقديم و لا تأخير ثُمَّ أَنْتُمْتَمْتَرُونَ تشكّون فيه و في بعثه إيّاكماستبعاد لأمترائهم بعد ما ثبت أنّه خالقهمو خالق أصولهم و محييهم إلى آجالهم فانّمن قدر على خلق الأصول و جمعها و إبداعالحيوة فيها و ابقائها ما يشاء و توقيفهمفي الأجل بعد حتمه إيّاه في الخوف والرّجاءِ بعد قضائه الأمر كان حقيقاً بأنيعبد و كان أقدر على جمع الأصول و إحيائهاثانياً فالآية الأولى دليل التوحيد والثانية دليل التوحيد و البعث جميعاً.
وَ هُوَ اللَّهُ فيِ السَّمواتِ وَ فيِاْلأَرْضِ هو المعبود فيهما و المعروفبالإِلهية و الوحدانية مثل قوله و هو الذيفي السّماءِ إله و في الأرض إله في التوحيدعن الصادق عليه السلام في هذه الآية كذلكهو في كلّ مكان قيل بذاته قال ويحك الأماكنأقدار فإذا قلت في مكان بذاته لزمك ان تقولفي أقدار و غير ذلك و لكن هو باين من خلقهمحيط بما خلق علماً و قدرةً و احاطةً وسلطاناً و ليس علمه بما في الأرض بأقلمِمّا في السّماءِ لا يبعد عنه شيء والأشياء عنده سواء علماً و قدرة و سلطاناًو ملكاً و احاطةً يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ.
القميّ قال السّرّ ما أسرّ في نفسه والجهر ما أظهره وَ يَعْلَمُ مَاتَكْسِبُونَ من خير و شر فيثيب عليه ويعاقب.
وَ مَا تَأتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْآيَاتِ رَبِّهِمْ إلَّا كَانُوا عَنْهَامُعْرِضِينَ تاركين النّظر