أحيانا، وقد يجر في بعض الأحيان إلى الموتالحتمي، يقول الامام علي (ع): «من جرى فيعنان أمله عثر بأجله» (1).
وما أكثر الذين قتلوا حتف آمالهم الطويلةالبعيدة، وما أكثر الرجال والنساءالمنتحرين لعدم تحقيق أمنياتهم وعدموصولهم إلى آمالهم غير الناضجة!!.
والأثر الثاني للأمراض الخلقية هو ردالفعل الحاصل منها في أجساد المصابين بها،فالرجل السيء الخلق ليس مأسوراً للانحرافالروحي فقط، بل إن ذلك الانحراف يؤثر فيجسمه فيصاب بعوارض مختلفة.
إن العلم الحديث يعتبر هذه القضية منالمسائل القطعية المسلمة، وسنبحث عنهابالتفصيل إن شاء الله في المحاضراتالقادمة عند حديثنا عن أسلوب التربيةالصحيحة. وهنا نكتفي بنقل نص بسيط إلىالقارئ الكريم:
«هناك بعض العادات التي تقلل من القدرةعلى الحياة، كالأنانية والحسد والتعودعلى الانتقاد في كل شيء واحتقار الآخرينوعدم الاطمئنان بهم. لأن هذه العاداتالنفسية السلبية تؤثر على الجهازالسمبثاوي الكبير والغدد الداخلية.وبإمكانها أن تؤدي إلى اختلالات عمليةوعضوية أيضاً» (2).
إن الروايات المنقولة عن أهل البيت عليهمالسلام قد أكدت على هذه الناحية وصرحت بأنالأخلاق السيئة تجعل جسد صاحبها مريضاًوضعيفاً، وعلى سبيل المثال نذكر بعضالروايات الواردة عن الامام أميرالمؤمنين (ع) حول الحسد وتاثيره السيء فيأبدان الحساد:
(1) سفينة البحار للقمي مادة «أمل» ص 30. (2) راه ورسم زندكى ص 87.