طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
والمعتدلين في سلوكهم. إن تحليل أدمغةهؤلاء بأقوى الميكروسكوبات يثبت سلامةأدمغتهم، وعدم وجود أي نقص في أنسجة المخعندهم. فلماذا يا ترى يفقد هؤلاء عقولهم ؟لقد ألقيت هذا السؤال على كبير الأطباء فيإحدى المستشفيات العقلية عندنا. فأجاب ذلكالعالم الذي كان له الكثير من التحقيقاتالواسعة والتجارب الدقيقة في أحوالالمجانين، أجاب بصراحة بأنه لم يفهم بعدالسبب في فقدان الناس عقولهم ولم يتوصلأحد إلى سر الموضوع بالضبط. ومع ذلك فهوكان يقول بأن كثيراً من هؤلاء المجانينالذين عالجتهم وجدت أن الجنون يرضي فيهمالشعور بالأنانية، فكأنهم يجدون في عالمالخيال ما هم محرومون منه في حياتهمالاعتيادية. ثم نقل لي هذه القصة فقال:توجد هنا تحت العلاج سيدة أصيبت بحادثمزعج في حياتها الزوجية، حيث كانت تأمل أنتحرز منزلة عالية في المجتمع بعد الزواجوالحصول على الأولاد والعيش المرفه لكنحوادث الدهر هدمت قصر آمالها، فهجرهازوجها إلى درجة أنه لم يرغب في أن يتناولالطعام معها، فأجبرها على أن تسكن الغرفةالواقعة في الطابق السفلي من العمارة. هذاالحادث دفع بها إلى الجنون، والآن ترىنفسها في عالم الخيال وكأنها تطلقت منزوجها السابق، وتزوجت من مليونيرإنكليزي، وتصر على أن نسميها: الليديسميث، أضف إلى أنها تتصور في كل ليلة أنهاولدت طفلاً. فمتى ما تراني تقول لي: (سيديالدكتور لقد ولدت البارحة طفلاً)» (1).وهكذا، فإن الذين يعمرون نفوسهم بآمالطوال، ويبقون في أسر الميول المفرطة يجبأن يعلموا أنهم مصابون بمرض خلقي وانحرافروحي. وكما قال الامام علي (ع): «الهوى داءدفين» هذا الداء يؤدي إلى الجنون