طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 173
نمايش فراداده

الارضية، وتعتبر الخلية بمنزلة دولةمستقلة لها، فيوجد في دولة منظمة منتنظيمات وقوانين. ولكنها متشابهة من حيثأن الأساس في تلك التنظيمات قائم علىالهداية الفطرية والغرائز التي أودعهاالله تعالى فيها. تتعين الملكة في جميعالمناطق حسب شروط معينة متساويةوالواجبات المقررة لكل طائفة من النحلمعينة حسب قانون الغريزة، وكذلك الغرففانها تبنى في جميع الخلايا على شكل سداسي.أما الحكومات البشرية فانها تدار حسبأنظمة مختلفة، ولها منظمة خاصة وقد وضعتكل حكومة قانونا معينا لها، والسر في ذلكهو أن الانسان لا يستند إلى الغريزة فينشاطاته، بل يعتمد على العقل والتفكير.ومعلوم أن لكل شخص أو أمة أسلوبها الخاص فيالتفكير.

الغريزة وإدراكها للواقع:

لما كانت الغريزة عبارة عن الهدايةالفطرية التي أودعها الله العالم الحكيمفي الأحياء فانها لا تخطىء أبداً، بل تعملبعين البصيرة النافذة. أما العقل فانه يجبأن يستعين بالمقدمات لاستخراج النتائج،فقد يخطئ في المقدمات وقد يخطئ في كيفيةالاستنتاج منها. وهناك العشرات منالمؤثرات التي تترك أثارها على العقل،مثل: الغضب والشهوة والعادات الاجتماعيةالتقاليد العائلية... وهذه تنحرف بالعقل عنطريقه المستقيم فيحرم من إدراك الواقعوالحقيقة في النهاية.

فما أكثر السيئات الحقيقية التي تضربالسعادة الانسانية ومع ذلك فهي محبذةومحبوبة لدى بعض الأمم. وعلى العكس فماأكثر الحسنات التي تعين الانسان في وصولهإلى السعادة والكمال ومع ذلك فهي مذمومةومهجورة عند بعض الأمم. وإذا كان العقلوحده كافياً في معرفة الحقائق واراءة طريقالسعادة والشقاء لما كانت هناك حاجةلارسال الأنبياء لهداية البشر وتكليفالناس بإطاعتهم (1).

(1) للتفصيل في هذا الموضوع يراجع فصل (ماحاجتنا إلى الأنبياء مع وجود العقل ؟!) منكتاب (دفاع عن العقيدة) للمترجم.