طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 204
نمايش فراداده

لقد حظر الاسلام بعض الأطعمة ومنع مناستعمالها قبل أربعة عشر قرناً. واليومنجد العالم المتحضر في أوروبا وأمريكا لايرى مانعاً من أكلها. ان الشعوب الغربيةتتغذى على دم البقر والغنم، أما فيالاسلام فإن شرب الدم حرام. وكذلك يأكلونلحم الخنزير والأسماك المحرمة في الشريعةالاسلامية. والدول الأوروبية والأمريكيةتتناول الخمر بكل حرية، أما في الشريعةالاسلامية فان الخمرة محرمة... إن ما لا شكفيه أن تداول هذه الأطعمة عندهم نتيجةقصور العلم في دنيا الغرب. ولو كان العلمالحديث متوصلاً إلى معرفة جميع جوانبالفائدة والضرر في الأطعمة لما كان يبيحتناول الدم أو شرب الخمرة أصلاً. وسوف لاتمضي مدة طويلة حتى يكشف العلم في تقدمه،الحقائق العلمية المتينة التي جاءت بهاالتعاليم الاسلامية فيعترف حينذاك بعظمةالاسلام.

أثر الطعام في روح الانسان:

والطريف هنا أن أثر الطعام لا يقتصر علىجسم الانسان منتجاً آثاره الصالحة أوالفاسدة، بل أنه يترك من الجهة المعنويةآثاره الحسنة أو السيئة على روح الانسان،وهذا الأمر متسالم عليه من قبل العلماءالمعاصرين. وقد صرح الاسلام بذلك فيتعاليمه القيمة

إن المختبرات العلمية في العصر الحديثقادرة على فحص المواد الغذائية من حيثالعناصر الطبيعية المكونة لها وخواصهاالكيمياوية إلى حد ما، أما الآثارالمعنوية والأخلاقية للأطعمة فانها إماأن تكون غير قابلة للفحص المختبري أبداً،أو أن الوسائل الحديثة لم توفق لهذاالموضوع لحد الآن على الأقل، وعلى هذا فماأكثر الأطعمة التي تضر بسعادة الانسان منالجانب المعنوي والنفسي، والعلم قاصر عنإدراك تلك الحقائق في العصر الحاضر.

«إن تأثير المخلوطات الكيميائية التييحتوى عليها الطعام على النشاطالفسيولوجي والعقلي لم يعرف معرفة تامةحتى الآن... فالرأي الطبي فيما يتعلق بهذهالمسألة ليست له غير