جداً في نفوس المسيحين... ظالين أنهميتمكنون بهذا العمل أن يتخلصوا من قيودالحيوانية ويصلوا إلى الانسانية الحقيقيةفيصبحوا كملائكة السماء في الطهارةوالروحانية والتجرد:
«كان أكثر الفلاسفة وعلماء الأخلاق قبلفرويد ينبذون الغرائز، أي أنهم كانوايصرحون أحياناً ويلمحون أحياناً أخرىبأنها عوامل تجر الانسان إلى الخصائصالحيوانية وكانوا يؤكدون على أن التمدنالصحيح لا يمكن أن يتحقق في المجتمع إلابالصراع العنيف مع تلك الغرائز التي كانوايعتبرونها (أرواحاً حيوانية). وبعبارةأخرى فان هؤلاء المفكرين كانوا يقولون بأنهذه الغرائز تمنع البشرية من التكامل، ولوكان يمكن أن تفقد من المجتمع بالمرة، كانمن السهل إيجاد حياة اجتماعية متكافئةومتزنة». (1)
إن الغرائز الحيوانية والميول الجنسيةتلعب دوراً مهماً في كيان الانسان ووجوده.فإن الله خلق البشر، مع هذه الغرائز. وكلما أودعه الله الحكيم في خلق الانسان فلابد وأن يكون لمصلحة معينة.
إن الاسلام العظيم الذي لم يغفل جانباً منجوانب الحياة، ولم يغمط الحقائق الفطريةالمؤثرة في سعادة البشر حقها... ليوصيالمسلمين بالاستجابة للغريزة الجنسيةوممارسة ميولهم الغريزية حسب منهج سليم،ولذلك فانه يعتبر الامتناع عن الزوج عملاًغير مرغوب فيه. ويرى أن العزاب يشكلونخطراً مهماً على سلامة المجتمع، فالرسولالأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:«شرار أمتي عزابها» (2).
ومن خلال سيرة النبي (صلى الله عليه وآلهوسلم) تجاه العازفين عن الزواج في المدينةندرك
(1) أنديشه هاى فرويد ص 50. (2) مستدرك الوسائل للمحدث النوري ج 2 |531.