عميق. لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلّا به.
استقضاهم: طلبهم أو اختارهم للقضاء. والتبيان: التوضيح. و الأنيق: الحسن الذييسرّ الناظرين.
الذي استقضاهم صفة للإمام، و جميعا حال منالضمير في آرائهم. و من زائدة، و شيءمفعول فرطنا، و المصدر من الكتاب إلخمفعول ذكر.
هذه الخطبة واضحة في ذم الجهل و العملبالرأي، و تلتقي مع التي قبلها على صعيدواحد، و من أجل هذا نشرحها بإيجاز ما أمكن(ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكامفيحكم فيها برأيه) لا بالأصول المقررةللشريعة و أحكامها.
و من البداهة ان أحكام اللّه سبحانه لاتصاب بالآراء، و لا تدرك أسرارها بالأفكار(ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكمفيها بخلافه). قد ينبع الاختلاف بينالفقهاء من الاختلاف في فهم آية أو صحةرواية، و هذا جائز و مشروع، ما في ذلك ريب،و المخطئ معذور، بل و مأجور مع بذل الجهد وإفراغ الوسع في البحث و التنقيب، و قد ينبعالاختلاف من مجرد الاختلاف في الرأي والاستحسان و هذا محظور، و صاحبه آثم حتى ولو أصاب الواقع اذا ادعى الاجتهاد زورا وبهتانا، و هو المقصود من كلام الإمام.
(ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذياستقضاهم). المراد بالإمام هنا الخليفةالذي صيرهم قضاة، و «بذلك» إشارة الىالحكم الذي اختلفوا فيه (فيصوب آراءهمجميعا) مع العلم بأنه ما اختلفت دعوتان إلاكانت إحداهما