حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 1 -صفحه : 529/ 14
نمايش فراداده

به شيخنا البهائي في كتاب مشرق الشمسين، وقد نقل الصدوق (قدس سره) في كتاب عيون أخبارالرضا حديثا في سنده (محمد بن عبد اللهالمسمعي)، ثم قال بعد تمام الحديث ما هذالفظه: قال مصنف هذا الكتاب: كان شيخنا (محمدبن الحسن ابن الوليد) سي‏ء الرأي في (محمدبن عبد الله المسمعي) راوي هذا الحديث، وانما أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لانهكان في كتاب الرحمة و قد قرأته عليه فلمينكره و رواه لي، انتهى. أقول: و كتابالرحمة لسعد بن عبد الله. فانظر إلى شدةاحتياطهم و تورعهم في عدم نقل ما لا يثقونبه إلا مع انضمام القرائن الموجبة لصحته وثبوته.

و بالجملة: فالخوض في كتب الرجال- و النظرفي مصنفات المتقدمين و الاطلاع على سيرتهمو طريقتهم- يفيد الجزم بما قلنا، و اما منأخذ بظاهر المشهور من غير تدبر لما هو ثمةمذكور فهو فيما ذهب اليه معذور. و كل ميسرلما خلق له، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

المقدمة الثانية

قد صرح جملة من أصحابنا المتأخرين بأنالأصل في تنويع الحديث إلى الأنواعالأربعة المشهورة هو العلامة أو شيخه جمالالدين بن طاوس نور الله تعالى مرقديهما، واما المتقدمون فالصحيح عندهم هو ما اعتضدبما يوجب الاعتماد عليه من القرائن والأمارات التي ذكرها الشيخ (قدس سره) فيكتاب العدة. و على هذا جرى جملة من أصحابناالمحدثين و طائفة من متأخري متأخريالمجتهدين كشيخنا المجلسي رحمه الله و جمعممن تأخر عنه. و قد اتسع خرق الخلاف بينالمجتهدين من أصحابنا و الأخباريين في جملعديدة من مسائل الأصول التي تبنى عليهاالفروع الفقهية، و بسط كل من علماءالطرفين لسان التشنيع على الآخر، و الحقالحقيق بالاتباع ما سلكه طائفة من‏