يا غلام أين يضع الغريب ببلدكم؟ فقال:اجتنب أفنية المساجد، و شطوط الأنهار، ومساقط الثمار، و منازل النزال، و لاتستقبل القبلة بغائط و لا بول، و ارفع ثوبكوضع حيث شئت»..
و روى محمد بن إسماعيل قال: «دخلت علىالرضا (عليه السلام) و في منزله كنيفمستقبل القبلة»..
و أنت خبير بان ما عدا الرواية الأخيرةظاهرة الدلالة على التحريم كما هو القولالأول الذي عليه المعمول.
و طعن جملة من متأخري المتأخرين في هذهالاخبار- بعد التمسك بأصالة الجواز- بضعفالسند، فحملوها على الاستحباب لذلك، و زادبعض منهم الطعن أيضا بضعف الدلالة،لاقتران ما ورد من النهي عن الاستقبال والاستدبار بجملة من النواهي المراد بهاالكراهة، و زاد آخر أيضا- بعد الاستدلالعلى عدم التحريم برواية محمد ابن إسماعيلالمذكورة- انه مع قطع النظر عن ذلك فدلالةالأوامر الواردة في أخبارنا على الوجوب والنواهي علي التحريم ممنوع و ان قلنا انالأمر و النهي حقيقة في الوجوب و التحريم،لشيوع استعمال الأول في الاستحباب والثاني في الكراهة على وجه لا يمكن دفعه.
و يرد على الأول انه لا دليل على التمسكبهذا الأصل من كتاب و لا سنة، كما بسطنا لكالكلام عليه في المطلب الأول من المقامالثالث من المقدمة الثالثة.
و يرد على الثاني ان ضعف السند ليس منالقرائن الموجبة لصرف اللفظ عن ظاهره.