حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 3 -صفحه : 479/ 129
نمايش فراداده

«ان الناس يقولون يتوضأ وضوء الصلاة قبلالغسل» فان المراد بالناس هم المخالفون وأظهر من ذلك ما رواه في التهذيب عن محمد بنمسلم قال: «قلت لأبي جعفر (عليه السلام) انأهل الكوفة يروون عن علي (عليه السلام) انهكان يأمر بالوضوء قبل الغسل من الجنابة؟قال كذبوا على علي ما وجدوا ذلك في كتابعلي، قال الله تعالى:

«وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباًفَاطَّهَّرُوا» و يعضده ايضا ما تقدم منمرسلة محمد بن احمد بن يحيى و قوله:«الوضوء قبل الغسل و بعده بدعة» و كذاغيرها مما دل على كونه مع الغسل بدعة. و ردالشيخ (رحمه الله) الخبر الأول بالإرسال واحتمل في الخبرين الآخرين التخصيص بما عداغسل الجنابة، قال: «لان المسنون في هذهالأغسال ان يكون الوضوء فيها قبلها» و لايخفى ما فيه بعد ما عرفت من التحقيق. و اماالخبر الثاني فالظاهر ان الوضوء فيه ليسبالمعنى المعروف و انما هو بمعنى الغسلكما يدل عليه سياق الكلام، و كيف كان فإنهمع هذا الاحتمال لا يصلح للاستدلال. وبالجملة فالاستحباب كالوجوب و نحوه أحكامشرعية لا تثبت إلا بالدليل الواضح.

(المسألة الثانية)[حكم الحدث في أثناءالغسل‏]

اختلف الأصحاب (رضي الله عنهم) فيما إذااغتسل مرتبا و أحدث في أثناء الغسل علىأقوال: فقيل بوجوب الإعادة من رأس، و هومذهب الشيخ (رحمه الله) في النهاية والمبسوط و ابن بابويه، و اختاره العلامةفي جملة من كتبه و الشهيد في الدروس والذكرى. و قال ابن البراج يتم الغسل و لاشي‏ء عليه، و هو اختيار ابن إدريس واختاره من أفاضل متأخري المتأخرين ميرمحمد باقر الداماد و الخراساني في الذخيرةو شيخنا الشيخ سليمان البحراني. و قالالمرتضى (رضي الله عنه) انه يتم الغسل ويتوضأ إذا أراد الدخول في الصلاة، واختاره المحقق و الفاضل الأردبيلي وتلميذه السيد في المدارك و جده الشهيدالثاني و تلميذه الشيخ عز الدين الحسين بنعبد الصمد