حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة

یوسف بن أحمد البحرانی

جلد 6 -صفحه : 451/ 402
نمايش فراداده

و روى الصدوق في الصحيح عن معاوية بن عمارقال: «قلت الرجل يقوم في الصلاة ثم ينظربعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلةيمينا أو شمالا؟ فقال قد مضت صلاته فما بينالمشرق و المغرب قبلة، و نزلت هذه الآية فيقبلة المتحير: و لله المشرق و المغربفأينما تولوا فثم وجه الله» كذا استدل بهافي المدارك، و احتمل جملة من المحققين كونقوله في هذه الرواية «و نزلت هذه الآية» منكلام الصدوق لا من الرواية و عليه تنتفيدلالة الرواية.

و المستفاد من بعض الاخبار ان هذه الآيةإنما نزلت في النافلة و جواز صلاتها الىغير القبلة، فروى الطبرسي في كتاب مجمعالبيان عن ابي جعفر و ابي عبد الله (عليهماالسلام) في قوله تعالى «فَأَيْنَماتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ» انهاليست منسوخة و انها مخصوصة بالنوافل فيحال السفر.

و روى الشيخ في النهاية عن الصادق (عليهالسلام) في قوله تعالى:

«فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُاللَّهِ» قال: «هذا في النوافل في حالالسفر خاصة فأما الفرائض فلا بد فيها مناستقبال القبلة».

و قال الثقة الجليل علي بن إبراهيم فيتفسيره «وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوافَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ» قال العالم (عليهالسلام): «فإنها نزلت في صلاة النافلةفصلها حيث توجهت إذا كنت في سفر فأماالفرائض فقوله «وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْفَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» يعنيالفرائض لا تصلها إلا الى القبلة».

و في تفسير العياشي عن حريز عن ابي جعفر(عليه السلام) «انزل الله هذه الآية فيالتطوع خاصة «فَأَيْنَما تُوَلُّوافَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَواسِعٌ عَلِيمٌ» و صلى رسول الله (صلّىالله عليه وآله) إيماء على راحلته أينماتوجهت به حيث خرج الى خيبر